أيا رب ان الأقرباء تباعدوا

أبيات قصيدة أيا رب ان الأقرباء تباعدوا لـ داود بن عيسى الأيوبي

أيا ربِّ انَّ الأقرباءَ تباعدوا

وعُومِلُت منهم بالقطيعةِ والهَجرِ

وقُطّعتِ الأرحامُ بيني وبينهم

وجُوزيتُ عن عُرفِ الصّنائعِ بالنُّكرِ

وأغلقَ دوني بابهُ كلُّ صاحبٍ

فتحتُ له بابي وأدخلتهُ خِدري

تَخيرَّتهُ منهم ليومِ مساءتي

وأعدَدتهُ في كلِّ نائبةٍ ذُخرِي

فخانُ عهودي اذ وفيتُ بعهدهِ

وشحَّ برِفدي اذ بذلتُ له وَفري

وأنت بمرأىً يا الهي ومسمعٍ

وعالمُ مكنونِ السرائرِ والجهر

أجرنيَ مِن باغٍ عليَّ بمالهِ

ومعقلهِ المحفوفِ بالعسكرِ المَجرِ

أمولاي انَّ العُربَ تمنعُ جارَها

وتدفعُ عنه الضّيمَ بالبيضِ والسُّمرِ

وقد جئتُكَ اللهمَّ أرجوكَ ناصراً

لأنَّكَ أولى من يُؤمَّلُ للنَّصرِ

وانَّهم قلٌّ على كثرةٍ بهم

وانِّي على قِلّي بِنصرِكَ في كُثرِ

فخذ بيدي فيما أُرجِّي وأتقَّي

على رغمِ أقوامٍ تواطوا على ضُرِّي

فألطافُكَ الحُسنى لديَّ خَفيُّةٌ

تُبلّغُني الآمالَ من حيثُ لا أدري

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا رب ان الأقرباء تباعدوا

قصيدة أيا رب ان الأقرباء تباعدوا لـ داود بن عيسى الأيوبي وعدد أبياتها اثنا عشر.

عن داود بن عيسى الأيوبي

داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين. صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر. جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ) .