أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد لـ بديع الزمان الهمذاني

أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد

ويا شوق ألحق غائرين بمنجد

ويا حاديي أظعانها إن نويتما

نوى فقفا لي وقفة المتردد

فلي مهجة لم تنبتر وتكاد أن

ولي نَفَس لم ينقطع وكأن قدِ

وزوراء من كافي الكفاة على النوى

وضعت لها يمناي في فم أسود

وعيد كصنع النار في يابس الغضى

شددت على الأحشاء من خوفه يدي

وظلت بصبح اليوم منه مهابة

وبت له رعباً بليلة أنقَد

أرى كل ممدود عليّ حبالة

وكلَّ خيال قاعداً لي بمرصد

واحسب زِرّي قابضاً بمخنقي

ومحمل سيفي آخذاً بمقلدي

أحُول حذار الظل رعباً وأحتمي

من الماء إلا أن يرنّق مَوردي

وأتّهم الظلماء أن لا تُجنَّني

وأمقُت ضوء البدر خيفة مهتدٍ

وأشرَق بالماء القراح على الصدى

وذاك لِما خُبرتُ أنك مُوعدي

أحاذر كيداً منك طلاب أنجم

وأرقب رأياً منك طلاع أنجد

وكنت امرأً لا يأتلي الخير فاعلاً

ومهما تعد بالشر تحصد وتخضد

أكافي الكُفاة استبقِ مني ومن دمي

حُشاشة مجد في البلاد مشرَّدِ

أفي موجب الفضل الذي أنت أهله

توعّد مثلي أم قضية سودد

أبعد مقاماتي لديك وهجرتي

إليك وإنفاقي طريفي ومُتلَدي

وجوَّابةٍ للأفق فيك طردتها

غدت بين منثور وبين مقصَّد

وقفتُ بها استطلع الرأي منشداً

وقلت وأعلى اللّه قولَك جوِّدِ

فأين زماني بالخِوان حضرته

وأين إلى الباب الرفيع ترددي

ومالي وأبواب الرجا فيك جمة

وقفتُ بباب من رجائك مُوصَد

ولا باعُ آمالي إليك بقاصر

ولا وجه أعمالي لديك بأسود

فماذا عسى الواشون خاضوا على دمي

ومن أي وجه ثار لي أيُّ مؤْيِد

وأيّة نار شبَّها أيُّ مُوقد

وأي عظيم هاج مِن أيّما دَدِ

فإن كنت حقاً موعدي بكريهة

فرأيك في تعجيل يوميَ عن غدي

وإن تنو تحريكاً وتهذيب جانب

فقد صك ذرعي وقد فتَّ في يدي

حنانَيْكَ من ظن لمولاك جائر

ولبيك من رأى على العبد معتد

ولم تُمضها في مُخلص الودّ نية

يروج إليه الموت منها ويغتدي

ولا أنا إلا في ولائك محتَبٍ

ولا أنا إلا بالهوى لك مرتد

وعذري عند اللّه فيك ممهد

وإن كان عند الناس غير ممهد

وعقد ولائي في ذراك مؤكد

وإن لم يكن عقد المنى بمؤكد

ولست لأني واجد منك مهرباً

أحُث ركابي فَدْفَداً بعد فدفد

ولكن سأبلي العذر في كل حالة

بشكرك في يومَيْ مغيبي ومشهدي

فتبدي لك الأيام ما أنا عنده

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد

قصيدة أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي