أودى فليت الحادثات كفاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أودى فليت الحادثات كفاف لـ أبو العلاء المعري

اقتباس من قصيدة أودى فليت الحادثات كفاف لـ أبو العلاء المعري

أوْدَى فلَيتَ الحادِثاتِ كَفَافِ

مالُ المُسيفِ وعنبرُ المُستافِ

الطّاهرُ الآباءِ والأبناءِ وال

أثوابِ والآرابِ والأُلاّفِ

رغتِ الرُّعودُ وتلك هَدّة واجبٍ

جبلٍ هَوَى في آلِ عَبد مَنافِ

بَخِلَتْ فلَمّا كانَ لَيلةُ فَقْدِه

سَمَحَ الغَمامُ بدَمْعِهِ الذَّرّافِ

ويقالُ إنّ البَحرَ غاضَ وإنّها

ستَعُودُ سِيفاً لُجّةُ الرَّجّافِ

ويحِقّ في رُزْءِ الحسين تغيّرُ ال

حَرَسَينِ بَلْهَ الدُّرَّ في الأصْدافِ

ذهبَ الذي غدَتِ الذّوابلُ بعدَه

رُعْشَ المُتونِ كليلةَ الأطرافِ

وتعطفتْ لعِبَ الصِّلالِ من الأسَى

فالزُّجُّ عند اللّهْذَم الرّعّافِ

وتيَقّنَتْ أبطالُها ممّا رأتْ

أن لا تُقَوّمها بغَمْزٍ ثِقافِ

شغَلَ الفوارِسَ بَثُّها وسيوفُها

تحتَ القَوائمِ جَمّةُ التَّرْجافِ

ولَو أنّهُمْ نكَبوا الغُمودَ لهالَهم

كمَدُ الظُّبَى وتفلّلُ الأسيافِ

طارَ النّواعبُ يوْم فادَ نَواعياً

فنَدَبْتَهُ لِمُوافِقٍ ومُنافِ

أسَفٌ أسَفّ بها وأُثْقِلَ نَهضُها

بالحُزْنِ فهْيَ على الترابِ هَوافِ

ونَعيبُها كنحيبِها وحِدادُها

أبداً سَوادُ قَوادمٍ وخَوَافِ

لا خابَ سَعيُكَ من خُفافٍ أسحمٍ

كسُحيمٍ الأسَديّ أو كخُفافِ

من شاعرٍ للبَينِ قال قصيدةً

يرثي الشّريف على رَوِيّ القافِ

جُونٍ كبِنتِ الجونِ يصرُخُ دائباً

ويَميسُ في بُرْدِ الحزينِ الضّافي

عُقِرَتْ ركائبُك ابنَ دَأيةَ غادياً

أيُّ امرئ نَطْقٍ وأيُّ قَوَافِ

بُنيَتْ على الإيطاءِ سالمَةً منَ ال

إقواءِ والإكفاءِ والإصرافِ

حسَدَتْهُ مَلْبَسَهُ البُزاةُ ومَن لها

لمّا نَعاهُ لها بلُبْسِ غُدافِ

والطّيْرُ أغْرِبَةٌ علَيهِ بأسْرِها

فُتْخُ السَّراةِ وساكناتُ لَصَافِ

هلاّ استَعاضَ من السّريرِ جَوادَه

وثّابَ كلّ قرارَةٍ ونِيافِ

هيهاتَ صادمَ للمَنايا عسكَراً

لا يَنْثَني بالكَرّ والإيجافِ

هَلاّ دَفَنتُمْ سَيفَه في قَبرِهِ

معَهُ فذاكَ لَهُ خَليلٌ وافِ

إنْ زارَهُ المَوْتَى كساهُم في البِلى

أكفانَ أبْلَجَ مُكْرِمِ الأضْيافِ

واللّهُ إنْ يَخْلَعْ علَيهِمْ حُلّةً

يَبعَثْ إلَيْهِ بمِثْلِها أضْعافِ

نُبِذَتْ مَفاتيحُ الجِنانِ وإنّما

رضْوانُ بَينَ يَدَيْهِ للإتحافِ

يا لابسَ الدّرْعِ الذي هوَ تحتَها

بحرٌ تَلَفّعَ في غَديرٍ صَافِ

بيضاءُ زُرْقُ السُّمْرِ وارِدةٌ لها

وِرْدَ الصّوادي الوُرْقِ زُرْقَ نِطافِ

والنَّبْلُ تَسقُطُ فوْقَها ونصالُها

كالرّيشِ فهْوَ على رَجَاها طافِ

يُزْهى إذا حِرْباؤها صَليَ الوَغَى

حِرْباءُ كلّ هَجيرَةٍ مِهْيافِ

فَلِذاكَ تُبْصِرُهُ لِكبْرٍ عادَهُ

يُوفي على جِذْلٍ بكلّ قِذافِ

الرّكْبُ إثرَكَ آجِمونَ لزادِهمْ

واللُّهْجُ صادِفَةٌ عنِ الأخْلافِ

والآنَ ألقَى المَجدُ أخمصَ رِجله

لم يَقْتَنِعْ جَزَعاً بمِشيَةِ حافِ

تَكبيرَتانِ حِيالَ قَبرِكَ للفَتى

مَحْسُوبَتانِ بعُمْرَةٍ وطَوَافِ

لوْ تَقْدِرُ الخَيْلُ التي زايَلْتَها

أنْحَتْ بأيديها على الأعرافِ

فارَقْتَ دهرَكَ ساخِطاً أفعالَهُ

وَهْوَ الجَديرُ بِقلّةِ الإنْصافِ

وَلَقيتَ رَبّكَ فاستَرَدّ لك الهُدى

ما نالَتِ الأيّامُ بالإتْلافِ

وسَقاكَ أموَاهَ الحَياةِ مُخَلَّداً

وكساكَ شَرْخَ شَبابِكَ الأفْوَافِ

أبْقَيْتَ فينا كَوْكَبَينِ سناهما

في الصّبحِ والظّلماءِ ليسَ بخافِ

مُتَأنّقَينِ وفي المَكارِمِ أرْتَعَا

مُتَألَقَينِ بسُؤدَدٍ وعَفافِ

قَدَرَينِ في الإرْداء بل مَطَرَين في ال

إجْداءِ بل قَمَرَينِ في الإسدافِ

رُزِقا العَلاءَ فأهْلُ نَجدٍ كُلّما

نَطَقا الفَصاحَةَ مثلُ أهلِ دِيافِ

ساوَى الرّضيُّ المُرْتَضى وتَقاسَما

خِطَطَ العُلى بتَناصُفٍ وتَصافِ

حِلْفا ندىً سبَقا وَصَلّى الأطهَرُ ال

مَرْضي فيا لثلاثةٍ أحْلافِ

أنتم ذَوُو النّسَبِ القَصير فطَولُكم

بادٍ على الكُبَراءِ والأشْرافِ

والرّاحُ إنْ قيل ابنةُ العِنَبِ اكتفت

بأبٍ عن الأسماء والأوْصافِ

ما زاغَ بَيتُكمُ الرّفيعُ وإنما

بالوَجْدِ أدرَكَه خفيُّ زِحاف

والشمسُ دائمةُ البَقاء وإن تُنَلْ

بالشّكْوِ فهْيَ سريعة الإخْطافِ

ويُخالُ موسى جَدُّكُمْ لجلالِهِ

في النّفْس صاحبَ سورةِ الأعرافِ

المُوقِدي نارِ القِرَى الآصالَ وال

أسْحارَ بالأهْضامِ والأشعافِ

حمْراءَ ساطِعةَ الذوائبِ في الدّجى

ترْمي بكلّ شَرارةٍ كطِرَافِ

نارٌ لها ضَرَمِيّةٌ كَرَمِيّةٌ

تأرِيثُها إرْثٌ عن الأسْلاف

تَسقيك والأرْيَ الضريبَ ولو عَدَتْ

نَهْيَ الإلهِ لثَلّثَتْ بسُلافِ

يُمْسي الطّريدُ أمامَها وكأنّهُ

أسَدُ الشَّرَى أوْ طائرٌ بشَرَافِ

وإذا تضَيّفَتِ النّعامُ ضِياءها

حُمِلَ الهَبيدُ لها مع الألْطافِ

مُفْتَنّةٌ في ظِلّها وحَرورِها

تُغْنيكَ في المَشْتَى وفي المُصْطافِ

زَهْرَاءُ يحلُمُ في العواصفِ جمرُها

وتَقَرّ إلا هَزّةَ الأعْطافِ

سطَعتْ فما يَسطيعُ إطْفاءً لها

زُحَلٌ ونورُ الحقّ ليس بطافِ

تَصِلُ الوُقودَ ولا خُمودَ ولو جرى

باليَمّ صَوْبُ الوابِلِ الغَرّافِ

شُبّتْ بعالِيَةِ العِرَاقِ ونورُها

يَغْشَى مَنَازِلَ نائِلٍ وإسافِ

وقُدُورُهْم مثلُ الهِضَابِ رَواكِداً

وجِفانُهُمْ كَرحِيبةِ الأفيافِ

من كُلّ جائشةِ العَشِيّ مُفِيئةٍ

بالمَيْرِ خَيرَ مَرَافدٍ وصِحاف

دَهْماءَ راكبةٍ ثلاثةَ أجْبُلٍ

عِظَماً وإن حُسبَتْ ثلاثَ أثافِ

يا مالكَيْ سَرْحِ القَريضِ أتتكما

منّي حَمولَةُ مُسْنِتينَ عِجافِ

لا تَعِرفُ الوَرَقَ اللَّجينَ وإنْ تُسَلْ

تُخْبِرْ عن القُلاّم والخِذْرافِ

وأنا الذي أُهْدي أقلّ بَهارَةٍ

حُسْناً لأحْسَنِ رَوْضةٍ مِئْنافِ

أوْضَعتُ في طُرُقِ التشرّفِ سامياً

بكُما ولم أسلُكْ طريقَ العافي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أودى فليت الحادثات كفاف

قصيدة أودى فليت الحادثات كفاف لـ أبو العلاء المعري وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن أبو العلاء المعري

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر وأديب ونحوي ولد في معرة النعمان في محافظة إدلب وينسب لها. من شعراء الدولة العباسية وكان يلقب برهين المحبسين؛ العمى واعتزاله الناس في بيته.

تعريفه من ويكيبيديا

أبو العَلاء المعريّ (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمدُ بن عبَد الله بن سُلَيمان القضاعي التَنوخي المَعِري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً، ينتمي لعائلة بني سليمان، والتي بدورها تنتمي لقبيلة تنوخ، جده الأعظم كان أول قاضٍ في المدينة، وقد عرف بعض أعضاء عائلة بني سليمان بالشعر، فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. بدأ يقرأ الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، وغيرها من المدن الشامية. فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. أخذ المعري النحو وشعر المتنبي عن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي. وهو أحد رواة شعر المتنبي.

كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، وسافر في أواخر سنة 398 هـ 1007م إلى بغداد فزار دور كتبها وقابل علماءها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ 1009م، وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته، وكان اسم كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.

وقد كان عزم على اعتزاله الناسَ وهو في بغداد، خصوصاً بعد أن ورد إليه خبر وفاة والده، وقدد عزز فكرة ذهابه عن بغداد أنه رأى تنافس العلماء والرؤساء على الجاه، وتيقن "أن الدنيا كما هي مفطورة على الشرور والدواهي" وقال ذات مرة "وأنا وحشي الغريزة، أنسي الولادة"

وكتب إلى خاله أبي القاسم قبيل منصرفه من بغداد "ولما فاتني المقام بحيث اخترتُ، أجمعت على انفراد يجعلني كالظبي في الكناس، ويقطع ما بيني وبين الناس إلا من وصلني الله به وصل الذراع باليد، والليلة بالغد" وقال بعد اعتزاله بفترة طويلة "لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أُتوفى على تسبيح الله وتحميده"

عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا، معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم يأكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. حتى توفي عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.

وقد جمعت أخباره مما كتبه المؤرخون وأصحاب السير في كتاب بإشراف الدكتور طه حسين بعنوان "تعريف القدماء بأبي العلاء".

تعريفه من معجم الأدباء لياقوت الحموي

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن [محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان] بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أرقم بن أنور بن اسحم بن النعمان، ويقال له الساطع لجماله، ابن عديّ بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وتيم الله مجتمع تنوخ: من أهل معرة النعمان من بلاد الشام، كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، عالما حاذقا بالنحو، جيد الشعر جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته.

ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة واعتل بالجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم.

اقرأ المزيد في الصفحة: معجم الأدباء/أحمد بن عبد الله بن سليمان

تعريفه من معجم الشعراء العرب

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند-ط) ، و (ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و (عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و (رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و (رسالة الغفران-ط) ، و (الفصول والغايات -ط) ، و (رسالة الصاهل والشاحج).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي