أهوى وحر جوى بكم وفراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهوى وحر جوى بكم وفراق لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة أهوى وحر جوى بكم وفراق لـ ابن أبي حصينة

أَهوىً وَحَرُّ جَوىً بِكُم وَفِراقُ

أَيُّ الثَلاثِ الفادِحاتِ يُطاقُ

لا تَجمَعُوا البَلوى عَلَيَّ فَرُبَّما

جُمِعَ الضِرامُ فَعُجِّلَ الإِحراقُ

يَحلُو الهَوى لِلعاشِقِينَ وَطَعمُهُ

لَو عِيفَ بِئسَ الطَعمُ حِينَ يُذاقُ

قَتَلَتهُمُ البِيضُ الرِقاقُ وَما احتَمَوا

عَنها بِبِيضِ الهِندِ وَهِيَ رِقاقُ

كُلُّ الدِماءِ لِأَهلَها مَضمُونَةٌ

إِلّا دَمٌ يَومَ الفِراقِ يُراقُ

سَنَحَت لَنا بَينَ السَديدِ وَبارِقٍ

ظَبَياتُ إِنسٍ ما لَها أَرواقُ

بِيضُ المَباسِمِ وَالمَعاصِمِ وَالطُلى

لا الشَتُّ مَطعَمُها وَلا الطُبّاقُ

لَونُ المَخانِقِ وَالحُلِيِّ يَدُلُّنا

أَنَّ المَخانِقَ مِثلَنا عُشّاقُ

لَو لَم تَجِد بِهَوى الأَحِبَّةِ وَجدَنا

ما اصفَرَّتِ الأَحجالُ وَالأَطواقُ

يا صاحِبيَّ تَأَمَّلا هَل بِالحِمى

ظُعُنٌ لِخَولَةَ بِالعَشِيِّ تُساقُ

مِثلُ النَخِيلِ المُشمَخِرِّ زَهَت بِهِ

غِبَّ الصَباحِ أَواعِسٌ وَبُراقُ

أَو كَالسَفِينِ فَلا يَكُونُ عُبابُهُ

إِلّا الضُحى وَسَرابُهُ الخَفّاقُ

وَلَقَد سَرَيتُ وَمُؤنِسِي مُتَماُيلٌ

مَيلَ النَزِيفِ مُرَوَّعٌ مِقلاقُ

في لَونِهِ كَلَفٌ وَفِي أَعضائِهِ

قَضَفٌ وَفِي أَوصالِهِ اِستِثاقُ

عارِي العِظامِ دُوَينَ مَفرِقِ رَأسِهِ

مِثلُ النِطاقِ ذُؤابَةٌ وَنِطاقُ

هَذا وَماءٌ جامِدٌ مِمّا اِقتَنى

أَزمانَهُ المُتَجَبِّرُ العِملاقُ

طالَ الزَمانُ عَلَيهِ حَتّى أَنَّهُ

لَم يَبقَ إِلّا ماؤُهُ الرَقراقُ

نِعمَ الرَفيقُ إِذا المَفاوِزُ لَم يَكُن

فِيهِنَّ لِلرَجُلِ الوَحيدِ رِفاقُ

تَرمِي بِرَحلِي في الفِجاجِ وَنُمرُقِي

قَذّافَهُ زَيّافَةٌ مِطراقُ

أَمّا إِذا جَدَّ النَجاءُ فَإِنَّها

بَرقٌ وَأَمّا إِن وَنَت فَبُراقُ

سَيرُ المَطِيِّ تَناعُسٌ وَتَقاعُسٌ

تَحتَ الظَلامِ وَسَيرُها إِعناقُ

وَصَلَت إِلى حَلَبٍ تُحاوِلُ رِزقَها

مِمَّن تُحاوَلُ عِندَهُ الأَرزاقُ

فَأَتَت كَرِيمَ الخِيمِ عادَةُ كَفِّهِ الن

نُعمى وَعادَةُ مالِهِ الإِنفاقُ

حُلوُ الجَنى وَإذا يُهاجُ فَإِنَّهُ

مُرٌّ بِما ساءَ العَدُوَّ زُعاقُ

يُغنِي وَيُفقِرُ واهِباً أَو سالِباً

مُذ كانَ فَهوَ الحارِمُ الرَزّاقُ

كَالعارِضِ الوَطِفِ الَّذي في طَيِّهِ ال

إِرهام وَالإِرعادُ وَالإِبراقُ

جَلدٌ عَلى نُوَبِ الزَمانِ وَرَيبِهِ

ساعٍ إلى أَمَدِ العُلى سَبّاقُ

لا طائِشٌ وَهَلٌ وَلا مُتَعَجرِفٌ

عَجِلٌ وَلا مُتَلَوِّنٌ مِخراقُ

مَحضُ الأُبُوَّةِ وَالمُرُوَّةِ خالِصٌ

طابَ النِجارُ فَطابَتِ الأَعراقُ

لا يُحمَدُ الخَلقُ الجَميلُ مِنَ الفَتى

حَتّى يَتِمَّ فَتُحمَدَ الأَخلاقُ

مَن يَلقَ فَخرَ المُلكِ يَلقَ حُلاحِلاً

ما لِلنُضارِ بِراحَتَيهِ مَلاقُ

مُغرىً بِحُبِّ المَكرُوماتِ كَأَنَّها ال

عَذراءُ وَهوَ المُدنَفُ المُشتاقُ

يُعطِي عَلى عُسرٍ وَيُسرٍ لا الغِنى

مِمّا يُغَيِّرُهُ وَلا الإِملاقُ

كَرَماً يُنالُ بِهِ العُلى وَمَناقباً

غُرّاً تَطُولُ بِمثلِها الأَعناقُ

لَولا أَبو العُلوانِ لَم يَكُ لِلنَدى

سُوقٌ وَلَم يَكُ لِلقَريضِ نَفاقُ

إِنَّ المَكارِمَ ما لِخَلقٍ غَيرِهِ

لا وَاجِبٌ فِيها وَلا اِستِحقاقُ

مَلِكٌ تَعُوذُ بِهِ المُلوكُ إِذا نَبا

شامٌ بِها وَجَزيرَةٌ وَعِراقُ

لَكُمُ الأَمانُ مِنَ الزَمانِ بِقُربِهِ

لا نَبوَةٌ تُخشى وَلا إِرهاقُ

إِمّا اِصطِلاحٌ أَو كِفاحٌ بِالقَنا

حَتّى يُعَصفِرَها الدَمُ المُهراقُ

لَسنا نُحَسِّنُ أَن يُضاعَ لِجارِنا

حَقٌّ وَلا عَهدٌ وَلا مِيثاقُ

عِزّاً بَناهُ اللَهُ فِينا بِالقَنا

وَحَماهُ هَذا السَيِّدُ الغيداقُ

أَمِنَت بِهِ الآفاقُ حَتّى لَم يُرَد

لِلضَأنِ في حُجُزاتَها أَرباقُ

يا مَن بَراهُ اللَهُ وَاحِدَ خَلقِهِ

فَتَفَرَّدَ المَخلُوقُ وَالخَلّاقُ

ما يَهتَدِي لِصِفاتِ مَجدِكَ خاطِري

كَلَّ اللِسانُ وَضاقَتِ الأَخلاقُ

يُغنِيكَ فَضلُكَ عَن مَدِيحَةِ مادِحٍ

وَالشَمسُ أَفضَلُ مَدحِها الإِشراقُ

وَالشِعرُ دُونَ مَحَلِّ قَدرِكَ قَدرُهُ

لَكِن لَنا وَلَأَهلِهِ أَرزاقُ

يا مَن يُؤَرِّقُ ناظرَيَّ صِفاتُهُ

لا زالَ يُشكى ذَلِكَ الإِيراقُ

أَغنى نَدى هَذا الأَميرِ وَفَضلُهُ

أَن تُختَطى بِرِكابِنا الآفاقُ

رُوحِي وَإِن قَلَّت فِداهُ فَإِنَّهُ

دَرّاكُ كُلِّ فَضِيلَةٍ لَحّاقُ

عَجِلُ النَدى وَالبَأسِ لَيسَ لِوَعدِهِ

أَبداً وَلا لِوَعِيدِهِ إِخفاقُ

يا مالِكَ الدُنيا الَّذي أَوصافُهُ

يَعيا بِهِنَّ القالَةُ الحُذّاقُ

لَولا المَهابَةُ إِذ بَرَزتَ مُعَيِّداً

نَهَبَتكَ مِن شَغَفٍ بِكَ الأَحداقُ

وَلَكَم وَلِيٍّ وَدَّ أَنَّ جَبِينَهُ

لِشِراكِ نَعلِكَ في الطَرِيقِ طِراقُ

حُبّاً تَمَكَّنَ في القُلُوبِ وَدَولَةً

مُزِجَت بِشُكرِ مُدِيلِها الأَرياقُ

لا زالَ مُخضَرَّ الجَنابِ يَحُجُّهُ ال

قُصّادُ وَالوُفّادُ وَالطُرّاقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهوى وحر جوى بكم وفراق

قصيدة أهوى وحر جوى بكم وفراق لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي