أهدي الربوع سلاما بالصبا الساري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أهدي الربوع سلاما بالصبا الساري لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة أهدي الربوع سلاما بالصبا الساري لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

أهدي الربوعَ سلاماً بالصَبا الساري

مع بثّ ما بي وأوصابي وأخباري

أراسل الحيَّ مع طير الحمام وما

ألقى جواباً ولا عوداً لأطياري

أخادع النفس بالآمال في صدرٍ

وأرقب النجم في ليلى وأسحاري

وكلَّما شمت برقاً قد تألق من

تلك المنازل قد هتَّكتُ أستاري

وحيثما شمتُ طيراً صحتُ عن ولهٍ

عرِج على الحيِّ حيّي ذات أخدار

واخبر حِمى الغيد عني بعد مرتحلي

وطول هجري وأشتاتي وأسفاري

عن فرط وجدي ودمعٍ سحَّ من مقلٍ

وحرّ قلبي وإحراقي وإسعاري

ولهفَتي وحنيني مع ضنى كبدي

وزفرتي وأنيني كل أدهاري

ووحشتي ثم تغريبي على كظم

وعبرتي ثم تصبيبي وتذكاري

وطول ليلى واسهادي ولا شَفَقٌ

طعم الكرى حرَّم الهجران أبصاري

وجدي جليسي ولا خِدنٌ يغازلني

سقمي أنيسي وقد ضيَّعت أنصاري

أحاور الحظَّ بالآمال مختبطاً

دوماً تلاطمني أمواجُ تَيّار

عقلي شتيتٌ فؤادي هائم أبداً

ما لي سلو وإن نزَّهت أفكاري

أعلِّلُ القلب في علّ القِلا عرضٌ

يجيبني كيف ذا والدهرُ غدّاري

يا وحشتي يا هيامي كلما طلعت

شمسٌ تضوءُ آفاقاً بإسفاري

أطوف ليلاً أجوب البرَّ في سحرٍ

أنسابُ كالصلّ في غابات إقفار

أناشد الركب في التسآل هل نظروا

في ذي المفازات آرامي وأقماري

ولا ألاقي صدوقاً جاءَ سيعدني

وكلما جنَّ ليلى ذبت بالنارِ

وكلما شمتُ نجماً قلتُ ذا قمري

وحين أدنو ألاقي وجهَ غزّار

قد قلَّ صبري وأشواقي تنازعني

قد فرَّ حظي وما وجدي بفرّارِ

ما للمليحة عني أعرضت حنقاً

هلّا رأت حالتي مع مدمَعي الجاري

غيداءُ كم أخجلت شمس الضحى بسنىً

وكم أضاءَت ظَلاماً مثل أبدارِ

وكم أنارت دياجير الشجون وكم

أبدت طلاقة وجهٍ نحو زُوّارِ

وكم أزاحت نقاباً عن سنا قمرٍ

وافترَّ مبسمها الزاهي بأنوار

وكم تجلَّت على عرش الكمال سنى

وكم تثنَّت بخطّيٍّ وخطّار

حوراءُ عينٍ سمت عينَ المها كحلاً

قسيمة الوجه في زُهرٍ وأزهار

أسيلةُ الخدّ عتّابٌ مُقبَّلُها

رشيقة القد كم ضاعت بمعطار

حسناءُ ضاءَت على الدنيا محاسنها

وسناءُ كم أعلنت مكنون أسراري

هيفاءُ صالت على الألباب في مَيسٍ

صول الجموع لدى سبقٍ بمضمارِ

كم باتَ منها أليف الزهد ذا شجنٍ

حليف لهوٍ بإعلانٍ وإضمار

ما تلك إلامهاة بالأراك بدت

بنت الجآذر جَلَّت عن سنمّارِ

لا بدع فيما الظِبا سلَّت ظُبا مُقَلٍ

فالجفن كم جاءَ في سهمٍ وبتّارِ

تبدي دلالاً على العَشّاق يشفعُهُ

منها نفار أتى في مزج أخفار

غضيضة الطرف بيضاءٌ مُهفهفةٌ

تضوع مسكاً سما عن عرفِ قنطارِ

معسولة الريق من عسّال قامتها

تغزو الرجالَ بلا لدنٍ وهبّارِ

كم قد أراشت من الأجفان سائمةً

عن قوس حاجبها من غير أوتارِ

أصمَت قلوباً وأبكت كل ذي شغفٍ

وحلّ من غنجها سحرٌ بسحّارِ

قاضت شُؤوني دموعاً جاءَ عندمُها

خالاً يسحُّ على الدنيا بأمطار

أذرى بطوفان نوحٍ في تدفُّقهِ

وزيدَ في صنعهِ صبغٌ لابحار

ذي حالةُ المرءِ في الترحال عن وطنٍ

وحبطهِ حيث لم يظفر بأوطار

يا ربّ هَب لي سلوّا أو مواصلةً

إلّاك ليس إلى كسري بجبّارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أهدي الربوع سلاما بالصبا الساري

قصيدة أهدي الربوع سلاما بالصبا الساري لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي