أنى يعود من الصبابة مفرقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنى يعود من الصبابة مفرقا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أنى يعود من الصبابة مفرقا لـ السري الرفاء

أنّى يعودُ من الصَّبابةِ مُفْرِقا

ولِقاؤُّهُم للبَيْنِ غادَرَهُ لَقَا

لم تَعتَرِضْ غِزلانُهُم يَومَ النَّقا

إلا لكي يُخْجلِنَ غِزلانَ النَّقا

رفَعُوا القِبابَ وفُرِّقَتْ أَظعانُهم

فِرَقاً أَمَرْنَ الصَّبرَ أن يتفرَّقَا

ووراءَهُم دَمعٌ إذا أوطأتُه

يَوْمَ النَّوى عُنْقَ التَّجلُّدِ أعنَقا

هُنَّ الحَيا حَرَمَ الغَميمَ غَمامُه

وسَرَتْ بَوارِقُه يَجُدْنَ الأبرَقا

لم يَغْنَ من تلكَ المَحاسنِ مَنْزِلٌ

إلا تَقاضاه الفِراقُ فأملَقا

تَرْقا الدُّموعُ ولي على آثارهم

دَمْعٌ رَقاه العاذلون فما رَقا

لا أَحسِبُ الأجفانَ يَلقَى بَعْضُها

بَعْضاً إذا كانَ الفِراقُ المُلتَقى

أشقيقَةَ الجِزْعَيْنِ أيَّةُ لَوْعَةٍ

عُجْنا عليكِ غَداةَ عُجْنا الأينقا

منحَتْكِ أنفاسُ الصَّبا ما اسُتودِعَتْ

وسَقاكِ رَقراقُ الحَيا ما رَوَّقا

أيشوقُني طَرَبُ الشَّبابِ وإنَّما

شَغَفُ الهِلالِ بحيثُ تمَّ وأشرَقا

والعُودُ ليس يُعدُّ تِرْباً مَوْطِناً

إلاّ إذا ما اهتَزَّ فيه وأوْرَقا

ولقَد وصَلْتُ إلى الجَوادِ مُغَرِّباً

من بعدِ ما خُضْتُ اللّئامَ مُشَرِّقا

وزَجَرْتُ أمثالَ الأهِلَّةِ بل تَرى

أجرامَهُنَّ من الأهِلَّةِ أمحَقا

وخَلَعْتُ جِلبابَ الظَّلامِ مُمَسَّكاً

ولَبِسْتْ جِلبابَ الصَّباحِ مُخَلِّقا

فالآنَ ناضَلْتُ الخُطوبَ بصائبٍ

يُصْمي وكم ناضلتُهُنَّ بأفَوقا

ورأيتُ سيفَ الدولةِ السيفَ الذي

يَزدادُ في ظُلَمِ الكَريهةِ رَوْنَقا

أوفى فكان مُحلِّقَاً ومضى فكا

نَ مُزلَّقاً وسَطا فكانَ مُحرِّقا

مُتَبَسِّمٌ يَنْهَلُّ في استهلالِه

ماءُ الحياةِ فإن تَلَهَّبَ أصعَقا

ناَلتْ يَداهُ أقاصيَ المجدِ الذي

بَسَطَ الحَسودُ إليه باعاً ضَيِّقا

أَعدُوَّه هل للسِّماكِ جريرَةٌ

في أنْ دَنْوتَ من الحضيضِ وحلَّقا

أم هل لمُمتْلئ اليَدَيْنِ منَ العُلا

ذَنْبٌ إذا ما كنتَ منها مُملِقا

صَبْراً فلستَ تنالُ أدنَى سَعْيِه

إلاّ إذا نِلْتَ الصَّبيرَ المُبرِقا

عَذُبَتْ بِصَفْوِ المَكرُماتِ صِفاتُه

فأتى خليقاً بالمكارمِ أخلَقا

في جمرةِ الحَسَبِ التي لا تُصطَلى

وذُؤابَةِ الشَّرَفِ التي لا تُرتَقى

يدنو إلى الأملِ البعيدِ بهمَّةٍ

تغتالُ أبعدَ مِن مَداه وأسحَقا

فحَذارِ من لَحْظِ الشُّجاعِ إذا رَنا

وحَذارِ من عَزَماتِه إن أطرَقا

ركَزَ الرِّماحَ على الثُّغورِ فأصبحَت

سُوراً على تلك الفِجاجِ وخَندَقا

مستيقظاً لو رُنِّقَتْ أجفانُه

عن مَشربِ الأيامِ عادَ مُرنَّقا

لم يَسْرِ عارِضُه إلى أعدائِه

إلا ليُمطِرَهم دَماً متدفِّقا

حَرَقَتْ سَراياه الدُّروبَ كأنَّها

بحرٌ تَدافَعَ مَوجُه فتخرَّقا

حتّى أباحَ حريمَهم لا ظالماً

وضحَنا على أبكارِهْم لا مُشفِقا

رفعَ القَنا عن حِملِ هامِ ملوكِهم

فغَدا وراحَ على الخَليجِ مفلِّقا

في كل أُفقٍ منه سَهْمُ مَنيَّةٍ

يَرنُو إلى كَبِد العدوِّ مُفوَّقا

خَيلٌ تُمَزِّقُ كلَّ يَوْمٍ مأزِقاً

وظُباً تُفَلِّقُ كُلَّ يَومٍ فَيلَقا

إسْعَدْ بعيدِك والقَ ما تَهوى به

وليَلْقَ مَنْ عاداكَ خَطْباً مُوبِقا

نَحرٌ نَحَرتَ البُدْنَ فيه مُسَدَّداً

وفَتَكْتَ بالأعداءِ فيه موفَّقا

دَمَيانِ ما تاقَ الشُّجاعُ إليهما

إلا إذا خَلَطَ الشَّجاعَةَ بالتُّقى

حمَّلْتَني نِعَماً شَرُفْتُ بحَملِها

فإذا نَطقْتُ بها نطقْتُ مُصَدَّقا

لا تَفْصِمُ الأيامُ طوقي إنني

أصبحتُ بالإحسانِ منكَ مُطوَّقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنى يعود من الصبابة مفرقا

قصيدة أنى يعود من الصبابة مفرقا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي