أنا الغريب هنا لا خمر أسقاها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أنا الغريب هنا لا خمر أسقاها لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة أنا الغريب هنا لا خمر أسقاها لـ صالح الشرنوبي

أنا الغريب هنا لا خمرَ أُسقاها

ولا نديم يعاطيني حُميّاها

أنا الغريب هنا لا الروض يبسم لي

ولا أزاهرهُ تندى ثناياها

هنا الخميلاتُ أشواقٌ مرنّحةٌ

العاشقون طيوبٌ في حناياها

هنا الخليّون لم يُقدَر لراحتهم

موتٌ ولم يعدموا للنفسِ سلواها

هنا الخليّون أحسابٌ وأنسابُ

حبائبٌ عبقريّات وأحبابُ

وخمرةٌ تسكِرُ الأحلامَ ريقتُها

وشاربون لهُم في السكر آدابُ

طارت بهم نشوةُ اللقيا وغلّلني

قيدٌ من الوحدةِ الخرساء غلّابُ

يا حسرتا أنا محرومٌ وملءُ فمي

نجوى ومِلءُ دمي شوقٌ وتحنابُ

أنا الذي ملّت الشكوى أناشيدي

ماتت بقلبيَ حتى فرحةُ العيد

عيدٌ مضى قبل أن تبدو بشائره

وأزهقَت روحه أشباحُ تسهيدي

كم مرّةٍ هزّني من نايه نغَمٌ

فرُحتُ اسقى المُنى خمرَ الأغاريد

مالي أراه كأنّ الحزنَ أذهلَه

فلَحنُه ذوبُ آهاتي وتنهيدي

أنا الخَلِيُّ الذي دنياهُ تشبيبُ

وحبّه لهَبٌ في الروح مشبوبُ

أنا الخلِيُّ وفي جنبيَّ ملحمةٌ

خفّاقةٌ شعرُها بالنار مكتوب

حبّي أغانٍ شريداتٌ وأخيلَةٌ

وهنانةٌ وأسىً دام وتعذيبُ

حبّي جنونٌ وأحلامٌ محيّرةٌ

وفكرةٌ سرّها بالغيبِ محجوب

خلقتُ بالشعر حوّابي وجنّاتي

وقلت حسبي من الدنيا خيالاتي

حتى أفقتُ على حواء تهتف بي

وفي دمي دمٌ عاتي الصباباتِ

فصِحتُ يا ويحَ من أنسَته فكرتُه

أنّ الحياةَ هوىً سامي الصباباتِ

يا ويحَ لي ولِفَنٍّ كنت خالِقَه

واليوم خالقُه فنُّ السَماواتِ

أسلوَةٌ أنا مالي لا تناديني

حوّاءُ فكري إلى حبّ المجانين

حبّ الألوهيّة النشوى بعفّتها

وعزّةٍ عرفَت ذُلّ المساكين

هناك تحلو انطلاقاتي وتعرفُني

نفسي ويغرقني موجُ الأفانينِ

وشاعرٍ بالهوى والمجدِ مفتونِ

هناك حيثُ شربنا خمرةَ الأزَلِ

وكان قلبُكِ يحكي نشوة الأملِ

وكنتِ منّى مكان السحر للمقلِ

وكنتُ منك مكان الشاعر الغزلِ

وقلت لي أنا قلتُ الكونُ بعضُ أنا

وقلتِ أنت فقلتُ الموت أهنأُ لي

يا طيبَ ما مرّ من أيّامِ فطرتنا

يا بُؤسَ ما أبقت الأيام من أجلى

حوّاءُ ما طابت النجوى لمُنتحِب

عودي إلى آدمٍ في التيه مغتوب

لم يُنسِه الفنّ أن الحبّ خالقُه

وأنّ أمواجهُ في الحبّ كالحبَبِ

وكيف ينسى وفي عينَيه جائعةٌ

أرادها اللَه أن تقتات بالنوَبِ

روحٌ من الملإِ الأعلى تقاسمَها

سجنٌ وحُرِّيّةٌ مجهولة السبَبِ

يا فنّ إنّك من حواء مجبولُ

يا شعرُ معناك ضمّاتٌ وتقبيل

لا تبكياني فللحرمان آخرةٌ

ولا تظُنّا فبعضُ الظنِّ تخبيلُ

إنّي أُريد الهوى أفكار ملهمةٍ

فنّانةٍ ملءُ دنياها التهاويلُ

أُريدُها قبساً يهدى إلى قبس

مغيّب نوره يأسٌ وتأميل

أُريد حواءَ من صنع المقادير

أسطورةً شربت خمرَ الأساطير

مخلوقةً من سبيئاتِ القوارير

والذكريات وأنفاس المزامير

أُريدها فكرةً للَه خالدةً

خلودَ روحي وأشجاني وتفكيري

أسمو بها ثم تسمو بي إلى فلكٍ

يفنى على نورهِ قلب السمادير

أُريدُها كالآماني صدقُها كذِبٌ

أُريدها فرحة طافَت بها النوَبُ

أُريدها بنت أيّامِ معذّبَةٍ

وأنفسٍ في جنان الشوك تضطربُ

أُريدُها ولها من نُبلها نسَبُ

ومن جلالتِها في ضعفها حسبُ

وآه منها ومن وهمٍ يمثّلها

حتى إذا شمتُها تنأى وتحتجب

شرح ومعاني كلمات قصيدة أنا الغريب هنا لا خمر أسقاها

قصيدة أنا الغريب هنا لا خمر أسقاها لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي