أم يكيد لها من نسلها العقب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أم يكيد لها من نسلها العقب لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة أم يكيد لها من نسلها العقب لـ مصطفى صادق الرافعي

أمٌّ يكيدٌ لها من نسلها العقبُ

ولا نقيضةٌ إلا ما جنى النسبُ

كانتْ لهمْ سبباً في كلِّ مكرمةٍ

وهم لنكبتها من دهرها سببُ

لا عيبَ في العربِ العرباءِ إن نطقوا

بينَ الأعاجمِ إلا أبهم عربُ

والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما

عندَ العرابِ يزكى البلبلُ الطربُ

أتى عليها طوالَ الدهرِ ناصعةً

كطلعةِ الشمسِ لم تعلق بها الريبُ

ثمَّ استفاضتْ دياجٍ في جوانبها

كالبدرِ قد طمستْ من نورهِ السحبُ

ثم استضاءتْ فقالوا الفجرُ يعقبهُ

صبحٌ فكَانَ ولكن فجرها كذبُ

ثم اختفتْ وعلينا الشمسُ شاهدةٌ

كأنها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ

سلوا الكواكبَ كم جيلٍ تداولها

ولم تزلْ نيّراتٍ هذهِ الشهبُ

وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ

قديمةٍ جدّدتْ من زهوها الحقبُ

ونحنُ في عجبٍ يلهو الزمانُ بنا

لم نعتبرْ ولبئسَ الشيمةَ العجبُ

إن الأمورَ لمن قد باتَ يطلبها

فكيفَ تبقى إذا طلابها ذهبوا

كانَ الزمانُ لنا واللسنُ جامعةٌ

فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلبُ

وكانَ من قلبنا يرجوننا خلفاً

فاليومَ لو نظروا من بعدهم ندبوا

أنتركُ الغربَ يلهينا بزخرفهِ

ومشرقُ الشمسِ يبكينا وينتحبُ

وعندنا نهرٌ عذبٌ لشاربهِ

فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ

وأيما لغةٍ تنسي امرأً لغةً

فإنها نكبةٌ من فيهِ تنسكبُ

لكم بقى القولُ في ظلِّ القصورِ على

أيامُ كانتْ خيامُ البيدِ والطنبِ

والشمسُ تلفحهُ والريحُ تنفحهُ

والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشبُ

أرى نفوسَ الورى شتى وقيمتها

عندي تأثُّرها لا العزُّ والرتبُ

ألم ترَ الحطبَ استعلى فصارَ لظىً

لما تأثرَ من مسِّ اللظى الحطبُ

فهل نضيعُ ما أبقى الزمانُ لنا

وننفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حسبُ

إنَّا إذاً سبةٌ في الشرقِ فاضحةٌ

والشرقُ منا وإن كنا به خربُ

هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ فما

يجدي الجبانُ إذا روَّعته الصخَبُ

ومنْ يكنْ عاجزاً عن دفعِ نائبةٍ

فقصرُ ذلكَ أن تلقاهُ يحتسبُ

إذا اللغاتُ ازدهرت يوماًفقد ضمنتْ

للعُرْب أي فخارٍ بينها الكتبُ

وفي المعادنِ ما تمضي برونقهِ

يدُ الصدا غير أن لايصدأ الذهبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أم يكيد لها من نسلها العقب

قصيدة أم يكيد لها من نسلها العقب لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي