أمنازل الأحباب ما فعل الألى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمنازل الأحباب ما فعل الألى لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة أمنازل الأحباب ما فعل الألى لـ إبراهيم اليازجي

أَمنازلَ الأَحبابِ ما فعَلَ الأُلَى

كُنَّا عَهِدناهُم بربعك أَوَّلا

وَعَلامَ تُنزِلكَ الرِكابُ طَلائِحاً

أَتَرى تَصادِفُ للتَّقيةِ مَنزِلا

ما تَصلَحين لِغَير وَقفةِ عاشقٍ

يَدعو فَيَرجِعُ خاشِعاً مُتَذَلِّلا

للّهِ دَمعي في حِماكَ وَصَبوَتي

أَرَأَيتَ قَبلي نائِحاً مُتَغَزِّلا

وَخُفوقُ قَلبي بِالشُجونِ فَهَل تَرى

يَبغي لِحاقَ الحَيِّ حَيثُ تَحَمَّلا

هَيهات دونَ الراحِلينَ مَفاوزٌ

يُمسي بِها طَرفُ القَطاةِ مُضَلِّلا

وَعَلى الهَوادجِ كُلُّ سَيفٍ لامعٍ

أَتَرى يُحاولُ بَينَها مُتَخَلِّلا

اللَهُ أَكبَرُ يا نياقُ تَرَكتِني

بِالشَوقِ أَحيرُ مِنكِ في تِلكَ الفَلا

خَلّفتِ لي ما تَشتَهينَ قَليلَهُ

مِن ماء دَمعٍ لا يَزالُ مُسَلسَلا

أَبَداً أَحِنُّ وَلا حَنينِكِ هائِماً

أَسقي المَرابعَ دَمعيَ المُستَرسِلا

حالَت لَيالينا فَبدَّلَ طِيبَها

شَجواً وَشَأنُ الدَهرِ أَن يَتَبَدَّلا

وَأَرتنِيَ الأَحداثُ كُلَّ غَريبةٍ

تَرَكَت قذالي كَالثَغامةِ أَشعَلا

وَنَبَذَتُ صَبري في الخطوب فَزِدنَني

نَصباً فَأَلفَيتُ التَصَبُّرَ أَجمَلا

مِحنٌ أرِقتُ بِها فَلَم أَنفكّ في

لَيلٍ مِن الغَمراتِ أَدهَمَ أَليَلا

حَتّى تَجلَّى وَجهُ صُبحي فَاِنجَلى

وَجهُ الأَماني مُشرِقاً مُتَهَلِّلا

وَتَساقَطَتْ شُهبُ النُّحوسِ أَوافِلاً

لَمّا رَأينَ اللَيلَ أَدبَر مُجفِلا

أَحبِبْ بِطَلعَتِهِ وَشَمسِ خلافةٍ

بَعَثَتْ بِهِ فَأَنارَ أَجفانَ المَلا

سَطَعَت أَشِعَتُهُ وَطِيبُ ثَنائِهِ

فَهُناكَ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلَى

هَذا وَزيرُ الملكِ ذو الشَرف الَّذي

يَزري الثُرَيا وَالسّماكَ الأَعزَلا

أَمضى مِن السَّهمِ المذلَّقِ نَظرَةً

في كُلِّ مُشكِلَةٍ وَأَفتَكَ مقتَلا

وَأسدُّ مَن عَرك الأُمورَ تَصَرُّفاً

في حينِ لا يَجدُ اللَبيبَ مِعوَّلا

وَليَ البلادَ فَكانَ فيها عَدلُهُ

ظلّا وَكانَ الأَمنُ فيها منهَلا

أَبَداً يراعيها بِطَرفٍ ساهرٍ

حلفَ الحفاظُ عَلَيهِ أَن لا يَغفَلا

فَصل الخطابَ إِذا قَضى وَإِذا اِنبَرى

يَحكي بِهمَّتهِ القَضاءَ المُنزَلا

وَإِذا يَفوه تَناثَرَت مِن لَفظِهِ

دُرر تَقلّدها المَعاصم وَالطُلَى

تَهوي النُفوسُ عَلَيهِ مِن أَلطافهِ

فَتردُّها عَنهُ المَهابةُ وَالعُلى

وَتُشاهدُ الأَسيافَ مَن آرائِهِ

ما لَو تَعمَّدَ حَدَّها لتفلَّلا

يا زائِراً بَيروتَ قَد أَولَيتَها

فَضلاً يَحِقُّ لَهُ التَذَكُّر وَالوَلا

حارَت فما تَدري أَتفخرُ عِزّةً

بِكَ أَم تُؤاخِذُ بِالقُصورِ فَتَخجَلا

حَظٌّ أَصابَتهُ لَدَيكَ وَهَكَذا

ما زالَ دَأبُكَ في الوَرى أَن تَعدِلا

فاضت بِكَ البَرَكَاتُ بَينَ رُبوعِنا

حَتّى تَجاوَز فَيضُهُنَّ المُأْمَلا

أَجرَت عَلَينا عارِضاً مُستَقبِلاً

لاقى بِفَضلك عارِضاً مُستَقبِلا

وَكَسا مَرابِعَنا الرَبيعُ مطارِفاً

فَلبِسنَها لَما رَأينكَ مُقبِلا

وَتَبَسَّمت تِلكَ الزُهورُ فَكُلُّها

بِالدُرِّ لاحَ مقلِّداً وَمُكَلِّلا

فَحَكَتْ ثَناكَ وَذِي عُجالةُ قاصرٍ

لَو راحَ يَقضي دَهرَهُ لَاِستَعجَلا

حاولتُ أَن أُثني عَلَيكَ فَخانَني

قَلمٌ أَراهُ غَداً بِكَفِّي مَغزلا

فَرَأيتُ مَدحَكَ لا تَفيهِ عِبارةٌ

وَرَأيت مَدحَ الأَكثَرينَ تَمحُّلا

وَعَذلتُ تَقصيري بِوَصفِكَ عاجِزاً

وَعلمتَهُ فَعَذَرتَني مُتفضِّلا

وَلَعَلَّ عَجزي في مَديحِكَ ناطقٌ

عَني بِأَفصَح مِن ثَنايَ وَأَطوَلا

وَالصُبحُ أَوضحُ مِن مَقالةِ قائِلٍ

لاحَ الصَباحُ إِذا تَأَلَّقَ وَاِنجَلى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمنازل الأحباب ما فعل الألى

قصيدة أمنازل الأحباب ما فعل الألى لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها أربعون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي