أما رائع ينتابني فيروع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما رائع ينتابني فيروع لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة أما رائع ينتابني فيروع لـ ابن نباتة السعدي

أمَا رائِعٌ ينتابُني فيروعُ

من الدّهْرِ إلا ما تقولُ ولوعُ

يقولُ ألا تبغي الغِنى بمذلةٍ

وما الفقْرُ إلا ذلَةٌ وخُشوعُ

رأتْ أمَلاً بيضُ الصّوارِمِ دونَه

سُجودٌ على هاماتِنا وركوعُ

فإنّ لَنا في حادثِ الدّهرِ همّةً

ستترُكه شتّى ونحْنُ جَميعُ

ولوْلا اتقاءُ الضيمِ كانت خطوبُه

تُطيعُ هَوانا مرةً ونُطيعُ

إذاً لعشِقْنا في الزّمانِ سيوفَنا

ولكنّهُ في العاشقينَ خُضوعُ

لعَمْري لقد كانَ الحُسامُ ابنُ تَغلِبٍ

فتىً مَحْلهُ للمُعْتَفينَ رَبيعُ

وكنتُ أظُنُّ البينَ لو جَدَّ جدُّهُ

لما بقيتْ لي مقلةٌ ودموعُ

فلمّا استقلتْ للفِراقِ جِمالُهم

تبسمتُ إلاّ ما تُجِنُّ ضُلوعُ

ملكتُ دموعي والجُفونُ حوافلُ

ونبهتُ صَبري والغَرامُ ضَجيعُ

تركْنا لشدادِ بنِ نعمةَ زادَهُ

عشيةَ يُقري ضيفَهُ ويَجوعُ

مخافةَ ضيفٍ بعدَنا أنْ يلومَهُ

فيقطَعَ حَدَّ السيفِ وهو قَطوعُ

دَعوتُ علياً للمكارمِ لم تُذَدْ

وللمجدِ لم يمنَعْ حِماهُ مَنيعُ

فأيُّ فتىً نبهتُه فأجابَني

بلبيكَ والمستيقظونَ هُجوعُ

يَغضونَ عن حالي الجَفونَ وكلُّهم

بصيرٌ بحالي لو يشاءُ سَميعُ

وللهِ في ابنِ المرزبان خبيئةٌ

ستذعَر أملاكَ الوَرى وتَروعُ

فتىً ما لهُ في غيرِ مدحِكَ مَطمَعٌ

وكلُّ كريمٍ في المديحِ طَموعُ

عدو كَراهُ ليلُهُ كنهارِهِ

إلى المجْدِ محلولُ العِذارِ خَليعُ

يعِفُّ عن الماءِ الزلالِ تنزُّهاً

وفيه صَدى من غُلّةٍ ونُزوعُ

لَحا اللهُ نَيلاً في التماسِ مَنالِهِ

لسانٌ إلى عِرضِ الكَريمِ سَريعُ

إذا كانَ ما يكفي الفَتى ما يكُفُّهُ

فأنفعُ شيءٍ في الحياةِ قُنوعُ

معينٌ على البلوى أخاه بنفسه

إذا عنَّ مورودٌ وعنّ شروعُ

فدَتْكَ ملوكٌ منعُها وحجابُها

سيوفٌ على أموالِها ودُروعُ

هُمُ حَفظوها للنفوسِ ذَخيرةً

فما حفظوها والنفوسُ تَضيعُ

كأنْ لم تَرعنا الرائعاتُ ولم تَطر

بآبائِنا في الهالكينَ صُروعُ

أُصولُ فناءٍ بِنَّ نحنُ فُروعُها

ونحنُ أصُولٌ والبنونَ فُروعُ

فلا كنتُ من دهرٍ مؤمَّلُ أهلِهِ

يقولُ لمهدي الحمدِ كيفَ يَبيعُ

ليحوِ رفيعُ القومِ رفدَكَ كلَّهُ

ولا ضيرَ أن يَحوي نَداكَ وَضيعُ

كفيتُكَ في الدُنْيا ملامةَ صاحبٍ

يُسِرُّ يداً أسدَيتَها فتَشيعُ

يذَمِّمُهُ من لا يَزيدُكَ حَمدُهُ

ومن كتَم النَّعْماءَ فهو مُذيعُ

وإنّ اعتِقادي أنْ أتيتُكَ مِدْحَةً

تقابلُ ما أولَيْتَني لَبَديعُ

جنيتُ بتقصيري عليكَ جِنايَةً

وأنتَ لمنْ يَجن عليكَ شَفيعُ

فأقسمتُ لا أرجو الحَيا وهو ضاحِكٌ

ولا أتَوقّى الخَطْبَ وهوَ فَظيعُ

أآمُلُ مأمُولاً سِواكَ لخَلَّةٍ

وما النّاسُ إلاّ آخِذٌ ومَنوعُ

ويَذعَرُني خطبٌ رَجاؤكَ دونَهُ

فأجزعَ منهُ إنّني لجَزوعُ

رأتْني صُروفُ الدّهْرِ نحوكَ راجِعاً

فهنَّ على أعقابِهنّ رُجوعُ

فلا بَلَغَ الباغي عليكَ مُرادَهُ

ولا رفَعَ الرّاقي إليكَ طُلوعُ

ولا زلتَ تَغزو من همومِكَ في ظُباً

تَلوحُ وهاماتُ الرِّجالِ وُقوعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما رائع ينتابني فيروع

قصيدة أما رائع ينتابني فيروع لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي