أما الربيع ففض زهر كمامه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما الربيع ففض زهر كمامه لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أما الربيع ففض زهر كمامه لـ شرف الدين الحلي

أما الربيع ففض زهر كِمامه

ووشت برودَ رباه كفُّ غمامه

والبرق يبسم في مغبَّش دُجنه

والأرض ضاحكة إلى بسامه

أسرى فساق ببانقوسا سافراً

في حندس قد ردَّ فضل لثامه

ثم استطار على ذؤابة جوشن

والمحل يفرق من شَباةِ حسامه

وجراح تلك السحب تفهق بالحيا

سحّاً على المحمرِّ من إيلامه

وسقى ثرى بطياس در غمامه

ما أن يروع بعده بفطامه

فاستجل وجه الدهر طلقاً وانتهز

فرصاً تمرّ عليك من أيامه

فأخو الخلاعة مَنْ إذا ما لذة

جذبته ملكها أبيَّ زمامه

ولرب ليل جاد فيه بوصله

من كان غير معرِّضٍ بسلامه

غلط الزمان به فيالله ما

أحلى بلوغ السؤل من أوهامه

ودعا بحيّ على المُدام وقد بدا

غلس الظلام فتاقني بمرامه

فأدر بها صفراء يعبق نشرها

كالمسك عوجل عنه فضّ ختامه

فازورَّ لما رنحته كؤوسها

شزراً وعاد إلى امتناع لجامه

فكأنه ما زاد إلا مغرياً

بوشيك قتلى صائبات سهامه

حتى إذا اعتكر الظلام تكفلت

لي سورة الصهباء لين عُرامه

فسقْيتُه حتى تلاطم خطوه

ورأيت سؤلي في اضطراب كلامه

غمدت حميا الراح صارم لحظه

وطمعت في ضمي لرمح قوامه

وطفقت أكرع من شَهِيِّ رضابه

وأبلُّ من قلبي غليل غرامه

يا حبذا إلمامة بذلت لمى

داوى فؤادي الصبّ من إلمامه

ما زلت أنهب طيبات حلاله

وأصدّ نفسي عن شهيِّ حرامه

فكأنما الخضر بن يوسف عَوْدُه

زجر الفؤاد فكف عن آثامه

ملك ظَمِئْتُ فكان يوم قدومه

رِيٌّ لتقبيلي ثَرَى أقدامه

كالليث أَصْحَر ثم عاد يحثه

شوق إلى المحمِيِّ من آجامه

ما فارق الشهباء إلا طاعة

فرضت على الدنيا لأمر إمامه

لله يوم لقائه وتنشقي

طلباً لرؤيته مثار قيامه

جلى عَشَى عينيَّ منظرُ من يرى

صيد الملوك الغرّ من خدامه

الظافر بن الناصر السامي إلى

شرف تودّ الشهب بعد مرامه

ملك إذا وقف الرجاء ببابه

لم تعتصم أمواله بذمامه

سفكت ضوامره النجيع وغادرت

ماء الندى للرطب من أقلامه

ما لاحظت هيم الأماني بُرَده

إلا وأغرقها بروق غمامه

ما أكثر الحساد في أسفاره

ومقامه لجياده وخيامه

سكنت مهابته بلاد عَصِيَّة

في حَالَتَيْ تنبيهه ومنامه

ذعرته يقظاناً وساقت خيفة

منه الرقاد إليه في أحلامه

يلهي الزمان حديثه عن أوسه

في كل مكرمة وعن بسطامه

بسماح حاتمه وهمة سيفه

وأناة أحنفه ونفس عصامه

شرف كعقد الدرّ واصل بعضه

بعضاً فراقك منه حسن نظامه

نالت كؤوس المدح من أعطافه

ما لم تنل منه كؤوس مدامه

يخشى ويرجى جائلاً أو جائداً

طلقاً غداة طِعانه وطَعامه

يا ناصب الأعدا وكم لك في الندى

فيض بوشي الهُضْب سحُّ سجامه

يفديك ذو بخل بغُرِّ عفاتِه

لماع خُلّب برقه وجَهامه

فاستجلها ممن كفلت بأن يرى

جذلان خلو البال من إعدامه

لا زال جدك كل يوم صاعداً

فدوام أعلام الهدى بدوامه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما الربيع ففض زهر كمامه

قصيدة أما الربيع ففض زهر كمامه لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي