أما إنه ربع الصبا ومعالمه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما إنه ربع الصبا ومعالمه لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة أما إنه ربع الصبا ومعالمه لـ أبو فراس الحمداني

أَما إِنَّهُ رَبعُ الصِبا وَمَعالِمُه

فَلا عُذرَ إِن لَم يُنفِذِ الدَمعَ ساجِمُه

لَئِن بِتَّ تَبكيهِ خَلاءً فَطالَما

نَعِمتَ بِهِ دَهراً وَفيهِ نَواعِمُه

رِياحٌ عَفَتهُ وَهيَ أَنفاسُ عاشِقٍ

وَوَبلٌ سَقاهُ وَالجُفونُ غَمائِمُه

وَظَلّامَةٍ قَلَّدتُها حُكمَ مُهجَتي

وَمَن يُنصِفُ المَظلومَ وَالخَصمُ حاكِمُه

مَهاةٌ لَها مِن كُلِّ وَجدٍ مَصونُهُ

وَخَودٌ لَها مِن كُلِّ دَمعٍ كَرائِمُه

وَلَيلٍ كَفَرعَيها قَطَعتُ وَصاحِبي

رَقيقُ غِرارٍ مِخذَمُ الحَدِّ صارِمُه

تَغُذُّ بِيَ القَفرَ الفَضاءَ شِمِلَّةٌ

سَواءٌ عَلَيها نَجدُهُ وَتَهائِمُه

تُصاحِبُني آرامُهُ وَظِباؤُهُ

وَتُؤنِسُني أَصلالُهُ وَأَراقِمُه

وَأَيُّ بِلادِ اللَهِ لَم أَنتَقِل بِها

وَلا وَطِئَتها مِن بَعيري مَناسِمُه

وَنَحنُ أُناسٌ يَعلَمُ اللَهُ أَنَّنا

إِذا جَمَحَ الدَهرُ الغَشومُ شَكائِمُه

إِذا وُلِدَ المَولودُ مِنّا فَإِنَّما ال

أَسِنَّةُ وَالبيضُ الرِقاقُ تَمائِمُه

أَلا مُبلِغٌ عَنّي اِبنَ عَمّي أَلوكَةً

بَثَثتُ بِها بَعضَ الَّذي أَنا كاتِمُه

أَيا جافِياً ماكُنتُ أَخشى جَفاءَهُ

وَإِن كَثُرَت عُذّالُهُ وَلَوائِمُه

كَذَلِكَ حَظّي مِن زَماني وَأَهلِهِ

يُصارِمُني الخِلُّ الَّذي لا أُصارِمُه

وَإِن كُنتُ مُشتاقاً إِلَيكَ فَإِنَّهُ

لَيَشتاقُ صَبٌّ إِلفَهُ وَهوَ ظالِمُه

أَوَدُّكَ وُدّاً لا الزَمانُ يُبيدُهُ

وَلا النَأيُ يُفنيهِ وَلا الهَجرُ ثالِمُه

وَأَنتَ وَفِيٌّ لايُذَمُّ وَفاؤُهُ

وَأَنتَ كَريمٌ لَيسَ تُحصى مَكارِمُه

أُقيمُ بِهِ أَصلُ الفَخارِ وَفَرعُهُ

وَشُدَّ بِهِ رُكنُ العُلا وَدَعائِمُه

أَخو السَيفِ تُعديهِ نَداوَةُ كَفِّهِ

فَيَحمَرُّ حَدّاهُ وَيَخضَرُّ قائِمُه

أَعِندَكَ لي عُتبى فَأَحمِلَ مامَضى

وَأَبني رُواقَ الوُدِّ إِذ أَنتَ هادِمُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما إنه ربع الصبا ومعالمه

قصيدة أما إنه ربع الصبا ومعالمه لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها عشرون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي