ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي لـ ابن زيدون

أَلَم يَأنِ أَن يَبكي الغَمامُ عَلى مِثلي

وَيَطلُبَ ثَأري البَرقُ مُنصَلَتَ النَصلِ

وَهَلّا أَقامَت أَنجُمُ اللَيلِ مَأتَماً

لِتَندُبَ في الآفاقِ ماضاعَ مِن نَثلي

وَلو أَنصَفَتني وَهيَ أَشكالُ هِمَّتي

لَأَلقَت بِأَيدي الذُلِّ لَمّا رَأَت ذُلّي

وَلا افتَرَقَت سَبعُ الثُرَيّا وَغاضَها

بِمَطلَعِها مافَرَّقَ الدَهرُ مِن شَملي

لَعَمرُ اللَيالي إِن يَكُن طالَ نَزعُها

لَقَد قَرطَسَت بِالنَبلِ في مَوضِعِ النَبلِ

تَحَلَّت بِآدابي وَإِنَّ مَآرِبي

لَسانِحَةٌ في عَرضِ أُمنِيَةٍ عُطلِ

أُخَصُّ لِفَهمي بِالقِلى وَكَأَنَّما

يَبيتُ لِذي الفَهمِ الزَمانُ عَلى ذَحلِ

وَأَجفى عَلى نَظمي لِكُلِّ قِلادَةٍ

مُفَصَّلَةِ السِمطَينِ بِالمَنطِقِ الفَصلِ

وَلو أَنَّني أَسطيعُ كَي أُرضِيَ العِدا

شَرَيتُ بِبَعضِ الحُلمِ حَظّاً مِنَ الجَهلِ

أَمَقتولَةَ الأَجفانِ مالَكِ والِهاً

أَلَم تُرِكِ الأَيّامُ نَجماً هَوى قَبلي

أَقِلّي بُكاءً لَستِ أَوَّلَ حُرَّةٍ

طَوَت بِالأَسى كَشحاً عَلى مَضَضِ الثَكلِ

وَفي أُمِّ موسى عِبرَةٌ أَن رَمَت بِهِ

إِلى اليَمِّ في التابوتِ فَاِعتَبِري وَاِسلي

لَعَلَّ المَليكَ المُجمِلَ الصُنعِ قادِراً

لَهُ بَعدَ يَأسٍ سَوفَ يُجمِلُ صُنعاً لي

وَلِلَّهِ فينا عِلمُ غَيبٍ وَحَسبُنا

بِهِ عِندَ جورِ الدَهرِ مِن حَكَمٍ عَدلِ

هُمامٌ عَريقٌ في الكِرامِ وَقَلَّما

تَرى الفَرعَ إِلّا مُستَمَدّاً مِنَ الأَصلِ

نَهوضٌ بِأَعباءِ المُروءَةِ وَالتُقى

سَحوبٌ لِأَذيالِ السِيادَةِ وَالفَضلِ

إِذا أَشكَلَ الخَطبُ المُلِمُّ فَإِنَّهُ

وَآراءَهُ كَالخَطِّ يوضَحُ بِالشَكلِ

وَذو تُدرَإٍ لِلعَزمِ تَحتَ أَناتِهِ

كُمونُ الرَدى في فَترَةِ الأَعيُنِ النُجلِ

يَرِفُّ عَلى التَأميلِ لَألاءُ بِشرِهِ

كَما رَفَّ لَألاءُ الحُسامِ عَلى الصَقلِ

مَحاسِنُ مالِلحُسنِ في البَدرِ عِلَّةٌ

سِوى أَنَّها باتَت تُمِلُّ فَيَستَملي

تُغِصُّ ثَنائي مِثلَما غَصَّ جاهِداً

سِوارُ الفَتاةِ الرادِ بِالمِعصَمِ الخَدلِ

وَتَغنى عَنِ المَدحِ اكتِفاءً بِسَروِها

غِنى المُقلَةِ الكَحلاءِ عَن زينَةِ الكُحلِ

أَبا الحَزمِ إِنّي في عِتابِكَ مائِلٌ

عَلى جانِبٍ تَأوي إِلَيهِ العُلا سَهلِ

حَمائِمُ شَكوى صَبَّحَتكَ هَوادِلاً

تُناديكَ مِن أَفنانِ آدابِيَ الهُدلِ

جَوادٌ إِذا استَنَّ الجِيادُ إِلى مَدىً

تَمَطَّرَ فَاستَولى عَلى أَمَدِ الخَصلِ

ثَوى صافِناً في مَربِطِ الهونِ يَشتَكي

بِتَصهالِهِ مانالَهُ مِن أَذى الشَكلِ

أَفي العَدلِ أَن وافَتكَ تَترى رَسائِلي

فَلَم تَترُكَن وَضعاً لَها في يَدي عَدلِ

أُعِدُّكَ لِلجُلّى وَآمُلُ أَن أُرى

بِنُعماكَ مَوسوماً وَما أَنا بِالغُفلِ

وَمازالَ وَعدُ النَفسِ لي مِنكَ بِالمُنى

كَأَنّي بِهِ قَد شِمتُ بارِقَةَ المَحلِ

أَأَن زَعَمَ الواشونَ مالَيسَ مَزعَماً

تُعَذِّرُ في نَصري وَتُعذِرُ في خَذلي

وَأَصدى إِلى إِسعافِكَ السائِغِ الجَنى

وَأَضحى إِلى إِنصافِكَ السابِغِ الظِلِّ

وَلو أَنَّني وَقَعتُ عَمداً خَطيئَةً

لَما كانَ بِدعاً مِن سَجاياكَ أَن تُملي

فَلَم أَستَتِر حَربَ الفِجارِ وَلَم أُطِع

مُسَيلَمَةً إِذ قالَ إِنّي مِنَ الرُسلِ

وَمِثلِيَ قَد تَهفو بِهِ نَشوَةُ الصِبا

وَمِثلُكَ قَد يَعفو وَمالَكَ مِن مِثلِ

وَإِنّي لَتَنهاني نُهايَ عَنِ الَّتي

أَشادَ بِها الواشي وَيَعقِلُني عَقلي

أَأَنكُثُ فيكَ المَدحَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ

وَلا أَقتَدي إِلّا بِناقِضَةِ الغَزلِ

ذَمَمتُ إِذاً عَهدَ الحَياةِ وَلَم يَزَل

مُمِرّاً عَلى الأَيّامِ طَعمُهُما المَحلِ

وَما كُنتُ بِالمُهدي إِلى السَودَدِ الخَنا

وَلا بِالمُسيءِ القَولِ في الحَسَنِ الفِعلِ

وَمالِيَ لا أُثني بِآلاءِ مُنعِمٍ

إِذا الرَوضُ أَثنى بِالنَسيمِ عَلى الطَلِّ

هِيَ النَعلُ زَلَّت بي فَهَل أَنتَ مُكذِبٌ

لِقيلِ الأَعادي إِنَّها زَلَّةُ الحِسلِ

وَهَل لَكَ في أَن تَشفَعَ الطَولَ شافِعاً

فَتُنجِحَ مَيمونَ النَقيبَةِ أَو تُتلي

أَجِر أَعدِ آمِن أَحسِنِ اِبدَأ عُدِ اِكفِ حُط

تحَفّ اِبسِطِ اِستَألِف صُنِ اِحمِ اِصطَنِع أَعلِ

مُنىً لَو تَسَنّى عَقدُها بِيَدِ الرِضا

تَيَسَّرَ مِنها كُلُّ مُستَصعَبِ الحَلِّ

أَلا إِنَّ ظَنّي بَينَ فِعلَيكَ واقِفٌ

وُقوفَ الهَوى بَينَ القَطيعَةِ وَالوَصلِ

فَإِن تُمنَ لي مِنكَ الأَماني فَشيمَةٌ

لِذاكَ الفَعالِ القَصدِ وَالخُلُقِ الرَسلِ

وَإِلّا جَنَيتُ الأُنسَ مِن وَحشَةِ النَوى

وَهَولِ السُرى بَينَ المَطِيَّةِ وَالرَحلِ

سَيُعنى بِما ضَيَّعتَ مِنِّيَ حافِظٌ

وَيُلفى لِما أَرخَصتَ مِن خَطَري مُغلي

وَأَينَ جَوابٌ عَنكَ تَرضى بِهِ العُلا

إِذا سَأَلَتني بَعدُ أَلسِنَةُ الحَفلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي

قصيدة ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي لـ ابن زيدون وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي