ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم لـ أبو تمام

أَلَم يَأنِ أَن تَروى الظِماءُ الحَوائِمُ

وَأَن يَنظِمَ الشَملَ المُشَتَّتَ ناظِمُ

لَئِن أَرقَأَ الدَمعَ الغَيورُ وَقَد جَرى

لَقَد رَوِيَت مِنهُ خُدودٌ نَواعِمُ

لَقَد كانَ يَنسى عَهدَ ظَمياءَ بِاللِوى

وَلَكِن أَمَلَّتهُ عَلَيهِ الحَمائِمُ

بَعَثنَ الهَوى في قَلبِ مَن لَيسَ هائِماً

فَقُل في فُؤادٍ رُعنَهُ وَهوَ هائِمُ

لَها نَغَمٌ لَيسَت دُموعاً فَإِن عَلَت

مَضَت حَيثُ لا تَمضي الدُموعُ السَواجِمُ

أَما وَأَبيها لَو رَأَتني لَأَيقَنَت

بِطولِ جَوىً يَنفَضُّ مِنهُ الحَيازِمُ

رَأَت قَسَماتٍ قَد تَقَسَّمَ نَضرَها

سُرى اللَيلِ وَالإِسآدُ فَهيَ سَواهِمُ

وَتَلويحَ أَجسامٍ تَصَدَّعُ تَحتَها

قُلوبٌ رِياحُ الشَوقِ فيها سَمائِمُ

يَنالُ الفَتى مِن عَيشِهِ وَهوَ جاهِلٌ

وَيُكوي الفَتى في دَهرِهِ وَهوَ عالِمُ

وَلَو كانَتِ الأَرزاقُ تَجري عَلى الحِجا

هَلَكنَ إِذَن مِن جَهلِهِنَّ البَهائِمُ

جَزى اللَهُ كَفّاً مِلؤُها مِن سَعادَةٍ

سَعَت في هَلاكِ المالِ وَالمالُ نائِمُ

فَلَم يَجتَمِع شَرقٌ وَغَربٌ لِقاصِدٍ

وَلا المَجدُ في كَفِّ اِمرِئٍ وَالدَراهِمُ

وَلَم أَرَ كَالمَعروفِ تُدعى حُقوقُهُ

مَغارِمَ في الأَقوامِ وَهيَ مَغانِمُ

وَلا كَالعُلى ما لَم يُرَ الشِعرُ بَينَها

فَكَالأَرضِ غُفلاً لَيسَ فيها مَعالِمُ

وَما هُوَ إِلّا القَولُ يَسري فَتَغتَدي

لَهُ غُرَرٌ في أَوجُهٍ وَمَواسِمُ

يُرى حِكمَةً ما فيهِ وَهوَ فُكاهَةٌ

وَيُقضي بِما يَقضي بِهِ وَهوَ ظالِمُ

إِلى أَحمَدَ المَحمودِ رامَت بِنا السُرى

نَواعِبُ في عَرضِ الفَلا وَرَواسِمُ

خَوانِفُ يَظلِمنَ الظَليمَ إِذا عَدا

وَسيجَ أَبيهِ وَهوَ لِلبَرقِ شائِمُ

نَجائِبُ قَد كانَت نَعائِمَ مَرَّةً

مِنَ المَرِّ أَو أُمَّهاتُهُنَّ نَعائِمُ

إِلى سالِمِ الأَخلاقِ مِن كُلِّ عائِبٍ

وَلَيسَ لَهُ مالٌ عَلى الجودِ سالِمُ

جَديرٌ بِأَن لا يُصبِحَ المالُ عِندَهُ

جَديراً بِأَن يَبقى وَفي الأَرضِ غارِمُ

وَلَيسَ بِبانٍ لِلعُلى خُلُقُ اِمرِئٍ

وَإِن جَلَّ وَهوَ لِلمالِ هادِمُ

لَهُ مِن إِيادٍ قِمَّةُ المَجدِ حَيثُما

سَمَت وَلَها مِنهُ البِنا وَالدَعائِمُ

أُناسٌ إِذا راحوا إِلى الرَوعِ لَم تَرُح

مُسالِمَةً أَسيافُهُم وَالجَماجِمُ

بَنو كُلِّ مَشبوحِ الذِراعِ إِذا القَنا

ثَنَت أَذرُعَ الأَبطال وَهيَ مَعاصِمُ

إِذا سَيفُهُ أَضحى عَلى الهامِ حاكِماً

غَدا العَفوُ مِنهُ وَهوَ في السَيفِ حاكِمُ

أَخَذتَ بِأَعضادِ العُرَيبِ وَقَد خَوَت

عُيونٌ كَليلاتٌ وَذَلَّت جَماجِمُ

فَأَضحوا لَوِ اِسطاعوا لِفَرطِ مَحَبَّةٍ

لَقَد عُلِّقَت خَوفاً عَلَيكَ التَمائِمُ

وَلَو عَلِمَ الشَيخانِ أُدٌّ وَيَعرُبٌ

لَسُرَّت إِذَن تِلكَ العِظامُ الرَمائِمُ

تَلاقى بِكَ الحَيّانِ في كُلِّ مَحفَلٍ

جَليلٍ وَعاشَت في ذَراكَ العَماعِمُ

تَدارَكهُ إِنَّ المَكرُماتِ أَصابِعٌ

وَإِنَّ حُلى الأَشعارِ فيها خَواتِمُ

إِذا أَنتَ لَم تَحفَظهُ لَم يَكُ بِدعَةً

وَلا عَجَباً أَن ضَيَّعَتهُ الأَعاجِمُ

فَقَد هَزَّ عِطفَيهِ القَريضُ تَوَقُّعاً

لِعَدلِكَ مُذ صارَت إِلَيكَ المَظالِمُ

وَلَولا خِلالٌ سَنَّها الشِعرُ ما دَرى

بُغاةُ النَدى مِن أَينَ تُؤتى المَكارِمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم

قصيدة ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم لـ أبو تمام وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي