ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا لـ الثعالبي

اقتباس من قصيدة ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا لـ الثعالبي

ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا

يصيحُ بهِمْ للموتِ والقتلِ صائحُ

فنوحُ بنُ منصورٍ طوَتْهُ يدُ الرَّدى

على حسراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانِحْ

ويا بؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ

تمزَّقَ عنهُ مُلْكُهُ وهْوَ طامِحُ

وفُرِّقَ عنهُ الشَّمْلُ بالسَّمْلِ فاغْتَدى

أسيراً ضريراً تعتَريهِ الجوائِحُ

وصاحبُ مصرٍ قد مضى لسبيلهِ

ووالي الجبالِ غَيَّبَتْهُ الصفائِحُ

وصاحبُ جُرْجانِيَّةٍ في ندامةٍ

ترصَّدَهُ طَرْفٌ من الحَيْنِ طامِحُ

تساقَوْا كؤوسَ الراحِ ثم تشَارَبُوا

كؤوسَ المنايا والدماءُ سوافِحُ

وخوارِزْمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ

وعنَّ لهُ يومٌ من النَّحْسِ كالِحُ

مكانَ علا في الأرض يخبِطُها أبو

عليٍّ إلى أن طوَّحَتْهُ الطوائِحُ

فعارضَهُ نابٌ من الشرِّ أعصلٌ

وعَنَّ له طيرٌ من الشؤمِ بارِحُ

وصاحبُ بُسْتٍ ذلكَ الضيغمُ الذي

براثِنُهُ للمشرقَيْنِ مفاتِحُ

أناخَ بهِ من صدمةِ الدهرِ كلكلٌ

فلم يُغْنِ عنهُ والمقدَّرُ سانِحُ

خيولٌ كأمثالِ السيولِ سوابحٌ

فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارِحُ

جيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحَصى

تَغُصُّ بها قيعانُها والصَّحاصِحُ

ودارتْ به على صمصامِ دولةِ بُويَهٍ

دوائرُ سوءٍ قبلهنَّ فوادِحُ

وقد جازَ والي الجَوْزَجانِ قناطرَ ال

حياةِ فوافَتْهُ المنايا الطوامِحُ

وفائقٌ المحبوبُ قد جُبَّ عمرُهُ

فأمسى ولم يَنْدُبْهُ في الأرضِ نائِحُ

مضَوْا في مدى عامينِ واخْتَطَفَتْهُمُ

عقابُ إذا طارتْ تَخِرُّ الجوارِحُ

وكانَ بنو سامانَ أطوادَ عِزَّةٍ

فأضحتْ بصرفِ الدَّهْرِ وهيَ أباطِحُ

أما لكَ فيهمْ عِبْرَةٌ مستفادَةٌ

بلى إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَوَاضِحُ

تَسَلَّ عنِ الدُّنيا ولا تَخْطِبنَّها

ولا تَنْكَحنْ قتَّالةً من تناكِحُ

فليسَ يفي مَرْجُوُّها بمَخُوفِها

ومكروهُها إمَّا تَدَبَّرْتَ راجِحُ

لقد قالَ فيها الواصفونَ فأكثرُوا

وعندي لها وصفٌ لعَمْرُكَ صالِحُ

سلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ

شهيٌّ إذا اسْتَلْذَذْتَهُ فهو جامِحُ

وشخصٌ جميلٌ يعجبُ الناسَ حسنُهُ

ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قَبَائِحُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا

قصيدة ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا لـ الثعالبي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن الثعالبي

عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي. من أئمة اللغة والأدب، من أهل نيسابور، كان فراءاً يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى صناعته. واشتغل بالعلم والأدب فنبغ فيهما. وصنف الكتب الكثيرة الممتعة، منها: (يتيمة الدهر ـ ط) أربعة أجزاء في تراجم شعراء عصره، و (فقه اللغة ـ ط) ، و (سحر البلاغة ـ طـ) ، و (من غاب عنه المطرب ـ ط) ، (وغرر أخبار ملوك الفرس ـ ط) ، و (مكارم الأخلاق ـ ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي