ألا يا ديار الحي بالأخضر أسلمي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا يا ديار الحي بالأخضر أسلمي لـ القطامي التغلبي

اقتباس من قصيدة ألا يا ديار الحي بالأخضر أسلمي لـ القطامي التغلبي

ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي

وليس على الأيامِ والدهرِ سالِمُ

تراوَحَها العصرانِ طوراً مسفَّةً

وطوراً صَباً من آخر الليلِ خارمُ

تَحِلُّ بها والحيُّ حيٌّ بغبطةٍ

تقرُّ بهم عَيناكَ لو دام دائمُ

ولم أرَ ذا شَرِّ تمايَلَ شَرُّهُ

على قومِهِ إلا انتمى وهو نادِمُ

فلو أنني هانَت عليّ عشيرتي

لسُبَّ عروضٌ واستُحِلَّت محارِمُ

إذن لانطَوَت عني شُعوبٌ وأقبلت

عليّ شكاةٌ منهم وملاوِمُ

وذي شَفَقٍ ما يَأتليني نصيحةً

عَصَيتُ وقلبي للَّذي قالَ فاهِمُ

فقلت له لا أنتَ راجعُ ما مضى

عليّ ولا ماف ي غد أنتَ عالِمُ

فأقبلَ مني حين وَدَّعتُ باطلي

أخٌ لك ذو شَغبٍ على من يُراجِمُ

وما هِندوانيِّ تنقّاه صيقَلٌ

بضربَتِهِ عند الكريهَةِ صارِمُ

بأصدقَ مني يبتليني وتبتَلى

له وقعةٌ منها تُتَرُّ الجماجِمُ

ومجهولةٍ قد خَرَّمَ السَّيلُ نُؤيَها

إذا اعتادَ عُثنونٌ من الصَّيفِ رازِمُ

ترى فَرطَ حَولَيها الأثافيَّ كأنّها

لدى موقدِ النارِ الحمامُ الجواثِمُ

واسُّ اواريِّ الديارِ كأنها

حياضُ عراكٍ هَدَّمتها المواسِمُ

وذي عِزَّةِ ضَخم السَّوادِ اذا هَوى

إِلى الأشعراتِ الدّالِحُ المُتزاحِمُ

ألا طالما احلولى نيامي وجرّني

الى الفضلات الأغيدُ المتناعِمُ

أخو من خلا واللهوُ ما أن يهمَّه

مراحٌ ولا غادٍ على الحيِّ سائِمُ

اذا حَلَّ جَنبَي عَرعَرٍ ركزت به

زجاجُ الرماحِ الاكثرون الأكارِمُ

بقودٍ واسلافٍ وسدٍ كأنهم

مخارمُ موصولٌ بهنَّ مخارِمُ

وَحل بنو سَعدٍ بيبرينَ فيهم

طوالُ القنا والمقرباتُ الصَّلادِمُ

وحَلَّ بنو قَيسِ بنِ عيلانَ دونَهُم

وباتَ بنو بَكرٍ هُناكَ الأعاجِمُ

تَذكرَّتُ هَمّاماً وذكَّرَني به

زَمانٌ كأحناءِ الرحالةِ آزِمُ

بأبيضَ ما ينفَكُّ عاقدَ رايةٍ

لمردٍ على جردٍ لَهُنَّ هماهِمُ

وَخُيَّرَ فاختارَ الجهادَ وقد يُرى

لديهِ نساءٌ مرشقاتٌ نواعِمُ

لإفراسِه يَوماً على الدَّربِ غارَةٌ

تصلصِلُ في اشداقِهنَّ الشَّكائِمُ

نَمى بك يا هَمّامُ شيخٌ ورَثتَهُ

بنى لك والآباءُ بانٍ وهادِمُ

فقُل لبني مَروان لا تَجعَلَنَّهُ

كآخَرَ يمتدُّ الضُّحى وهو نائِمُ

فأصبَحَ قومي قد تَفَقَّدَ منهُمُ

رجالُ العوالي والخطيبُ المراجِمُ

وما لمثاباتِ العروشِ بقيةٌ

اذا سُلَّ من تَحتِ العروشِ الدعائِم

ألم تَرَى للبُنيان تَبلى بيوُتهُ

وتبقى من الشَعرِ البيوتُ الصوارمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا يا ديار الحي بالأخضر أسلمي

قصيدة ألا يا ديار الحي بالأخضر أسلمي لـ القطامي التغلبي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن القطامي التغلبي

عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً. وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله: صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب من شعره البيت المشهور: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل له (ديوان شعر- خ) . والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي