ألا هل إلى ما أبتغيه سبيل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا هل إلى ما أبتغيه سبيل لـ الورغي

اقتباس من قصيدة ألا هل إلى ما أبتغيه سبيل لـ الورغي

ألا هَل إلَى مَا أبتَغِيهِ سَبِيلُ

فَيَذْهَبُ كَرْبٌ بِالفُؤادِ دَخِيلُ

فَقَدْ طَالَ لَيلِي في انتِظَارِ حُصُولِهِ

أمَا أنَّ لَيلَ المُبتَلِينَ طَوِيلُ

وَأتعَبَنِي تَدْبِيرُ كُلِّ مُهَوَّسٍ

بَلِيدٍ إلَى طَبعِ النِّساءِ يَمِيلُ

فَمَا النَّاسُ في التَّحقِيقِ إلاَّ سَوَائِمُ

وَذُو العَقْلِ مِنْهُمْ في الحِسابِ قَلِيلُ

وَأكْثَرُ مَنْ يُنْبِيكَ بِالأمرِ كَاذِبُ

وَجُلُّ حَدِيثِ الصَّادِقِينَ فُضُولُ

تَقُولُ التِي بَكَّرْتُ من كِسرِ بَيتِهَا

أعَامَكَ هَذا وَالعُدَاةُ تَجُولُ

فَقُلْتُ لَهَا خَيراً لَعَلَّ مَضائِقاً

تَوَالَتْ ألَى نَيْلِ المُرادِ تَؤولُ

فَكَمْ مِحْنَة يُبلَى بهَا المرءُ كارِهاً

وَفِيهَا إلَى مَا يَبتَغِيهِ سَبِيلُ

مَحَا اللهُ أوبَاشَ الجَزَائِرِ عُصْبَةً

فَمَا مِنْهُمُ مَنْ يَرتَضِيهِ أصِيلُ

مَفَالِيسُ أمَّا كَهْلُهُمْ فَمُحَمَّقٌ

سَفِيهٌ وَأمَّا شَيخُهُمْ فَرَذِيلُ

إذا مَا دُعُوا يَومْاً إلى فِعلِ مُنكَرٍ

تَلاَحَقَ مِنهُمْ بَازِلٌ وَفَصِيلُ

أرَادُوا بِنَا وَالسَّيفُ وَالرَّمحُ دُونَنَا

وَنَارٌ لَهَا شُمَّ الجِبالِ تَزولُ

وَغَرَّتهُمُ الآمَالُ أنْ سَوفَ يَظْفَرُوا

إذا بَانَ مِنْ أقصَى البِلادِ طُلُولُ

وَقَاسُوا عَلَى نَاسٍ ضِعَافٍ تَقَدَّمُوا

وَهَاتِيكَ أعوَامٌ مَضَتْ وَفُصُولُ

أمَا كَانَ في تَغِييِرِ أسْلُوبِ قُطرِنَا

عَلى القَدْحِ في ذاكَ القِياسِ دَلِيلُ

مَتَى دَارَ حَولَ الكَافِ سورٌ عَلاَ بهِ

عَلَى كُلّ رُكنٍ بِالمَدَافِعِ غُولُ

يَحُفُّ بهِ كَالبَدْرِ حَفَّتُهُ هَالَةٌ

وَلَكِنَّهُ لِلمُفسِدينَ يَهُولُ

إذا رَجَعَتْ لِلفَتْكِ فِيهِ كَتِيبَةٌ

تَقُولُ لهُمْ تِلكَ الصَّواعِقُ زُولُوا

أتَوهُ خِفَافاً مُسرِعِينَ يَسوُقُهُمْ

إلَى الحَتفِ قَالُ المُفتَرِينَ وَقِيلُ

فَصَادَفَ بِالهَوانَ أوَّلَ جَيشِهِمْ

هَوَانٌ عَلَى مَنْ قَدَّمُوهُ ثَقِيلُ

فَكَانَ لَنَا بَاكُورَةَ الفَتحِ رَأسُهُ

وَفي البَدءِ مِنْ عِلمِ الخِتامِ حصولُ

وَقَدْ حَدَّثُوا مِنْ قَبلُ أنْ لاَ مَشَقَّةَ

وَلاَ يَعصِهِمْ مِنْ ذِي البِلاَدِ قَبِيلُ

فَمَا كَذَبُوا أنَّ المْحَدّثَ كَاذِبٌ

وَأنَّ زَعِيمَ الكَاذِبِينَ ذَلِيلُ

وَأنَّ رَئِيسُ الكَافِ أوَّلُ مُسعِفٍ

وَيَلقَاهُمُ ظِلٌّ هُنَاكَ ظَلِيلُ

فَصَبَّحَهُمْ فِي النَّازِعَاتِ مُدَبِّرٌ

وَكُورٌ بِأمرِ المُرسَلاَتِ عَجُولُ

فَمَالُوا لِغِيرانِ الثَّرى يَحفِرونَهَا

وَلاحَتْ عَلَيهِمْ ذلَّةٌ وَخُمولُ

كَأنَّهُمُ فِيرَانُ قَاعٍ تَنَاهَشَتْ

وَبَاقِيهِمُ حَولَ الحُصُونِ وُعُولُ

وَقَالُوا لَنَا في اللُّغمِ أيُّ كِفَايَةٍ

سَيَقْلَعُ مَبنى سُورِهِمْ وَيَزِيلُ

فَمَا رَاعَهُمْ إلاَّ مُجَمجِمُ رأسِهِ

تُدَحرِجُهُ أيْدِي الصَّبا وَشَمُولُ

نَتِيجَةُ تَدْبِيرِ الأمِيرِ الذي لَهُ

مَزَايِا وبَاعٌ فِي العُلُومِ طَويلُ

أبوُ الحَسَنْ البَاشَا الذي عَزَّ أنْ يُرَى

لَهُ فِي اكْتِسَابِ المَكْرُماتِ كَفِيلُ

إذا خَافَ سُلْطَانٌ من الحَربِ مَرَّةً

أبَى أنْ يُعِيدَ الخَوفَ فِيهِ عَذُولُ

مَضَى صِيتُهُ لِلمَغْرِبَينِ معَ الصِّبا

وَهَبَّتْ بِهِ لِلمَشرِقَينِ شَمُولُ

لَنَا مِنْهُ كَنزٌ لاَ يُكَدَّرُ زاخِرٌ

وَشَامِخُ عِزّ لاَ يُنَالُ طَويلُ

أتَخْشَى مِنَ الأكدَارِ تونسُ بَعدمَا

كَسَاهَا حُصُوناً إنَّ ذا لَجَلِيلُ

فَمَنْ مُبْلِغٌ أهلَ الجَزَائِرِ أنَّهُمْ

شَقَوا وَسَعِدنَا وَالزَّمِانُ يُدِيلُ

أخِصَيانَ وَهْرَان أفِيقُوا فَإنّكُمْ

بُغَاةٌ وَأنَّا مُسلِمُونَ فُحُولُ

لَنَا وَعَلَيْكُمْ مِنْ حَدِيثِ طبرقة

وَأخْبَارِ وهْران شهودٌ عُدُولُ

سَتَبلونَ إنْ لَمْ تَنْتَهُوا بِمَشَقَّةً

يَشُقُّ مُقَامٌ عِندَهَا وَرَحِيلُ

وَتَفْجَؤكُمْ تحت القَتَامِ جَحافِلُ

لَهَا غُرَرٌ بَينَ القَنَا وحجُولُ

تُلاَقِيكُمُ شُعْشاً بِكُلّ مُصَمَّمٍ

بِهِ لِدِمَاءِ المَارِقِينَ غَلِيلُ

فَيَضْرِبُ مِنْ هَامَاتِكُمْ وَيَصُدُّكُمْ

خَبِيرٌ بِأنْوَاعِ الحُرُوبِ جَلِيلُ

أبُو الحَزْمِ قَتَّالُ السَّلاَطِينِ يونِسُ

وَيُونِسُ لَيْثٌ لِلأسُودِ أكُولُ

هُوَ البَطَلُ الغَازِي الذِي قَدْ عَلِمتُمُ

قَؤُولٌ لَمَا قَالَ الكِرَامُ فَعُولُ

حَلِيمٌ عَلَى قُصَّادِهِ غَيْرَ أنَهُ

إذا جَهِلَ الجُهَّالُ فَهوَ جَهُولُ

سَيَجْمَعُكُمْ فِي قَبْضَةٍ وَيَجُزُّكُمْ

كَمَا جُزَّ مِنْ أصْلِ النَّبَاتِ فَصِيلُ

وَيَضْرِبْكُمُ هَبراً بِكُلّ مُهَنَّدٍ

بِهِ مِنْ مُعَانَاةِ القِرَاعِ فُلُولُ

كَأنْ قَدْ أتَاكُمْ يَقدُمُ النَّصرُ جَيشَهُ

وَلُطْفٌ وَظَنٌ فِي الإله جَمِيلُ

هُنَالِكَ لاَ رَحْبُ القَضَاءِ يُقِلّكُمُ

وَلاَ لَكُمُ تَحْتَ السَّمَاءِ مَقِيلُ

وَإنْ لَمْ يُسَارِعْ فِي القُدُومِ إلَيكُمُ

فَلَيسَ لأنَّ الخَطْبَ فِيهِ مَهُولُ

عَلَى أنَّكُمْ لَسْتُمْ بِكُفءٍ لِسَيِّدٍ

بِسَيْفٍ منَ السَّعْدِ القَوِيِّ يَصُولُ

عَلَى أنَّهُ يَكْفِيهِ فِيكُمْ مُقَدَّمٌ

وَجَمْعٌ بِأطرَافِ البِلاَدِ قَلِيلُ

وَفِي الكَافِ منْ مَعْنى الكِفَايَةِ كَاليءٌ

وَمِنْ كَفّ أيدِي العَادِياتِ كَفِيلُ

وَجَازِي إلاَ هِي مَنْ أشادَ بِنَاءَهُ

بِخَيرِ جَزَاءٍ في الجِنَانِ تُنِيلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا هل إلى ما أبتغيه سبيل

قصيدة ألا هل إلى ما أبتغيه سبيل لـ الورغي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن الورغي

محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله. شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس. وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً. ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف الورغي في ويكيبيديا

محمد بن أحمد الوَرْغي (نحو 1713 - 1776) كاتب وشاعر تونسي في القرن 12 هـ/ 18 م. نسبة إلى قبيلة ورغة التي كانت تنزل قرب مدينة الكاف في الجنوب وقيل بل كانت تنزل على الحدود التونسية - الجزائرية. تعلم وعلّم في عهد الأمير علي باي بن محمد فكان شاعره. واضطهد بعده وصودر وسجن وعذب. ثم عُفي عنه وأعيد إلى الكتابة وتوفي ببلده. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الورغي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي