ألا كل نفس للمنون مصيرها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا كل نفس للمنون مصيرها لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة ألا كل نفس للمنون مصيرها لـ عبد الحميد الرافعي

ألا كل نفس للمنون مصيرها

ولو شيدت بين النجوم قصورها

ولو تفتدى نفس بأخرى لفديت

بأرواحنا نفس عزيز نظيرها

فرب رجال في الأنام بقاؤها

حياة لقوم بالفداء سرورها

ولكن أمر الموت حتم على الورى

تساوى به مأمورها وأميرها

واجسامنا تهوى المعاد لأصلها

ومهما تزكّت فالتراب طهورها

خليلي هلا تسعداني بعبرة

فقد نضبت عيني وجف مطيرها

تخيلت قطرات الدموع من الأسى

جماراً تلظى فوق خدي سعيرها

خليل هل بعد الإمام أبي الهدى

يبيت سخين العين وهو قريرها

مضت تلكم الآمال وانصرم الرجا

وصوح من روض الأماني نضيرها

مضى العلم المنشور للرشد وانطوت

سماوات فضل غاب عنها منيرها

مضى العيلم المقصود للري والندى

إذا اشتد بالهيم العطاش حرورها

فيا لك خطباً يرزح الصبر تحته

تداعت له العلياء وانهدَّ سورها

وقامت به في الخافقين مآتم

اصمّ صماخ الفرقدين نفيرها

تسلسل عن بيت النبوة سيدا

به قضيت للمكرمات نذورها

إذا عد اشياخ الهدى فهو شمسهم

وان عدت الاشراف فهوغيورها

تسامت طريق ابن الرفاعي في الورى

به عزّة واختال فيه سريرها

فوا أسفا ان يفقد الدين مثله

إذ الناس تغلي بالخلاف قدورها

تمالأت الأيام حسب طباعها

عليه واحمى شفرة الغدر كيرها

فاوسعها صبراً وما ازداد خبرة

ولن يغلب الأيام إلا خبيرها

هو العمر ما تصفو لياليه كلها

إذا ما حلت يوماً تلاه مريرها

ومن خُلق الدنيا امتحان كرامها

ولكن بظل الصبر يندى هجيرها

على ان ابطال التوكل مثله

سواء لديهم سجعها وزئيرها

ولما تغالت واستطار شرارها

تولى وخلاها تفور شرورها

واعرض عن زور الأماني عندها

فلا كانت الدنيا ولا كان زورها

وما حزن ثكلى افقد الدهر فذها

فأوحش مغناها واقفر دورها

وراحت ومغداها الاسى ومراحها

عشياتها ويل وليل بكورها

بأعظم من حزني عليه وإنما

يظن خليا في الرجال صبورها

جدير بقلبي ان يذوب لفقده

وحق لعيني ان تفيض بحورها

وما يذكر المعروف إلا أخو وفا

ولا ينكر النعماء إلا كفورها

ولعت زماني في مدائحه التي

تناغت بها بين الأنام صدورها

وكنت أصوغ الدر فيه تهانيا

يطيب بعرنين الكرام عبيرها

فويح فؤادي ان يكون مراثياً

تخط وتمحى بالدموع سطورها

كأن بيوت الشعر شاطرنني الأسى

فقد أوشكت تعصى علي شطورها

سرى لجوار اللَه يرفل بالتقى

وفارق دنيا لم يمله غرورها

فيا رب روح بالمراحم روحه

وزده من الآلاء فهو جديرها

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا كل نفس للمنون مصيرها

قصيدة ألا كل نفس للمنون مصيرها لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي