أكتبي لي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أكتبي لي لـ نزار قباني

إلي أكتبي ما شئت .. إني أحبه
وأتلوه شعراً .. ذلك الأدب الحلو
وتمتص أهدابي انحناءات ريشة
نسائية الرعشات .. ناعمة النجوى
عليا أقصصي أنباء نفسك .. وابعثي
بشكواك .. من مثلي .. يشاركك الشكوى ؟
لتفرحني تلك الوريقات حُبرت
كما تفرح الطفل الألاعيب والحلوى
وما كان ياتي الصبر .. لولا صحائفٌ
تسلم لي سراً .. فتلهمني السلوى
احن إلى الخط المليس .. ورقعةٍ
تطاير كالنجمات أحرفها النشوى
أحسك ما بين السطور .. ضحوكةٌ
تحدثني عيناك في رقةٍ قصوى
تغلغلت في بال الحروف مشاتلاً
وصتا حريريُ الصدى .. وداعاً .. حلوا
رسائلك الخضراء .. تحيا بمكتبي
مساكب وردٍ تنشر الخير والصحوا
زرعت جواريري شذاً وبراعماً
وأجريت في أخشابها الماء والسروا
إليا أكتبي .. إما وُجدت وحيدةً
تدغدك الأحلام في ذلك المأوى
ومرت على لين الوسادة صورتي
تخضبها دمعا .. وتغرقها شجوا
وما بك ترتابين ؟ .. هل من غضاضة
إذا كتبت أخت الهوى للتي تهوى؟
ثقي بالشذا .. يجري بشعرك أنهراً
رسائلك النعماء في أضلعي تُطوى
فلست أنا من يستغل صبيةً
ليجعلها في الناس .. أقصوصةً تُروى
فمازال عندي – برغم سوابقي-
بقيةُ الأخلاق .. وشيءٌ من التقوى

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي