أقول وقد غال الردى من أحبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقول وقد غال الردى من أحبه لـ الطغرائي

اقتباس من قصيدة أقول وقد غال الردى من أحبه لـ الطغرائي

أقولُ وقد غالَ الرَّدَى من أُحِبُّهُ

ومن ذا الذي يُعْدِي على نُوَبِ الدَّهْرِ

أأبقَى حُطاماً بالياً فوقَ ظهرِها

ومن تحتِها خُرعوبةُ الغُصُنِ النَّضْرِ

أعينيَّ جُوداً بالدماءِ وأسْعِدا

فقد جلَّ قدْرُ الرُّزِء عن عَبْرةٍ تجري

أذُمُّ جفوني أن تضِنَّ بذُخْرِها

وأمقتُ قلبي وهو يهدأُ في صدري

بنفسيَ من غاليتُ فيها بمهجتي

وجاهي وما حازتْ يدايَ من الوَفْرِ

وغايظتُ فيها أهلَ بيتي فكلُّهمْ

بعيدُ الرِّضَا يطوي الضُّلوعَ على غَمْرِ

وفُزْتُ بها من بعدِ يأسٍ وخَيْبَةٍ

كما استخرجَ الغَوَّاصُ لُؤلؤةَ البحرِ

فجاءتْ كما شاء المُنْى واشتَهى الهَوى

كمالاً ونُبلاً في عَفافٍ وفي سِتْرِ

فصارتْ يدي ملأى وعيني قريرةً

بها كيفما أصبحتُ في العُسْرِ واليسرِ

فنافسني المِقدارُ فيها ولم يَدَعْ

سوى مقلةٍ مطروفةٍ ويَدٍ صِفرِ

وما كنت أخشى أن يكونَ اجتماعُنَا

قصيرَ المدى ثم البِعادُ مدَى العُمْرِ

لقد أسلمتني صحبةٌ سلفتْ لنا

يُرَدُّ بها بعضُ الغليلِ إِلى الجَمْرِ

ألا ليتنا لم نصطحبْ عُمْرَ ليلةٍ

ولم نجتمعْ من قبلِ هذا على قَدْرِ

فيا نومُ لا تعمُرْ وِسادي ولا تَطُر

بمقلةِ مرهوم الإزارين بالقَطْرِ

وما لكما يا مقلتيَّ وللكَرى

ونورُكما قد غاب في ظُلمةِ القبرِ

فما عثرة الساقي بكأس رويَّةٍ

بأغزرَ فيضاً من دمائِكما الغُزْرِ

ويا موتُ ألحقِني بها غيرَ غادرٍ

فإن بقائي بعدَها غايةُ الغَدْرِ

ويا صبرُ زُلْ عنِّي ذميماً وخَلِّني

ولوعةَ وجدي والدموعَ التي تَمْرِي

ولا تَعِدَنِّي الأجرَ عنها فإنَّها

ألذُّ وأحلى في فؤادي من الأجرِ

أَتُبذَلُ لي حُورُ الجِنانِ نَسِيئَةً

وتُؤخذُ نَقْداً من ورائي وفي خِدْري

وأقنعُ بالموعودِ وهو كما تَرى

وأصبرُ للمقدورِ وهو كما تَدرِي

ومن ذا الذي يرضَى إن اعتاضَ كفُّهُ

يواقيتَ حُمْراً من أنامِلهَا العشْرِ

بلَى إنْ يكنْ حظِّي من الخُلْدِ وحدَها

صبرتُ فكانت نِعْمَ عاقبةُ الصَّبرِ

بنا أنتِ من مهجورةٍ لم أُرِدْ لَها

فِراقاً ولم تَطْوِ الضلوعَ على هَجْرِي

طلعتِ طلوعَ البدرِ ليلةَ تَمِّهِ

وفُقْتِ كما أربَى على الأنجُم الزُّهْرِ

وآنستِنَا حتى إِذا ما بَهَرْتِنَا

سناً وسناءً غِبْتِ غَيبوبةَ البَدْرِ

فقد كان رَبْعِي آهِلاً بكِ مدَّة

أحِنُّ إليه حَنَّةَ الطيرِ للوَكْرِ

وآوي إليهِ وهو رَوْضَةُ جَنَّةٍ

بدائِعُها يَخْتَلْنَ في حُلَلٍ خُضْرِ

فمُذْ بِنْتِ عنهُ صارَ أوحشَ من لظَىً

وأضيقَ من قبرٍ وأجدبَ من قَفْرٍ

وما كنتِ إلا نعمةَ اللّهِ لم تدُمْ

عليَّ لعجزِي عن قيامِيَ بالشُّكْرِ

وما كنتِ إلا شطرَ قلبيَ حافظاً

ذمامي وهل يبقى الفؤادُ بلا شَطْرِ

فانْ سكنتْ نفسي إِلى سكَنٍ لها

سواكِ مدى عُمْري فقد بُؤْتُ بالكُفْرِ

وإنْ أسْلُ يوماً عنكِ أسْلُ ضرورةً

وإلّا فإنّي عن قريبٍ على الأِثْرِ

عسى اللّهُ في دارِ القَرارِ يضُمُّنَا

ويجمعُ شملاً إنَّه مالكُ الأَمْرِ

فيا أسفا أنْ لا تزاورَ بينَنا

ويا حسرتا أنْ لا لقاءَ إِلى الحَشْرِ

برغمي خلا رَبْعِي وأُسْكِنتِ خاطري

وغُيِّبْتِ عن عيني وأُحضِرْتِ في فكري

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقول وقد غال الردى من أحبه

قصيدة أقول وقد غال الردى من أحبه لـ الطغرائي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن الطغرائي

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط) ، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها. أصالة الرأي صانتني من الخطل. وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ) ، مختصرة في الإكسير.[١]

تعريف الطغرائي في ويكيبيديا

العميد فخر الكتاب مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني المعروف بالطغرائي (455 - 513 هـ/ 1061 - 1121م) شاعر، وأديب، ووزير، وكيميائي، من أشهر قصائدة لامية العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الطغرائي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي