أقول والفلك تجري بالشراعين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقول والفلك تجري بالشراعين لـ أحمد بن ماجد

اقتباس من قصيدة أقول والفلك تجري بالشراعين لـ أحمد بن ماجد

أقُولُ والفُلكُ تَجري بالشِّراعَينِ

في لَيلةٍ لَم تَرَ فيها الكَرى عَيني

يا ليلةً بات للنَّسرِينِ أوَّلُهَا

أرنُو بطرفي وآخِرهَا الذراعينِ

في آخرِ الكوسِ أولَ الليلِ تَنظُرُهُ

وَأوَّلَ الكُوسِ بالفَجرِ القِرانَينِ

ما ذاكَ إلاّ لِجَري الفُلكِ بينَهُمَا

والجوشُ يَجذُبُها بينَ السِّماكَينِ

في النَّجمِ أجري وبَحري في النُّجُومِ يُرَى

قَبلَ القِيَاسِ بِحَيزِ القَلبِ والعَينِ

لِحَاظُ عَيني قَد حَالَت سِوَى مُقَلي

بالرِّيحِ والبَرقِ إذ يَرقَى الجَنَابَينِ

ريحُ الدَّبُورِ وأبرَاقُ الجنوبِ على

قَفرَاءَ يَسكُنُهَا سودُ الجناحَينِ

وأزرَقُ الظَّهرِ مكحولٌ أواخِرُهُ

من لُبسِهِ ريشَتَانِ كالنِّصابَينِ

حيتانُهَا كلُّ وثَّابٍ لصيدَتِهِ

يُريكَ من لَبسِهِ في الصيدِ لَونَينِ

خَطرتُ فيهَا زماناً لَم أكُن فَشِلاً

بالحَزمِ والعَزمِ رُبَّانَ الجهازَينِ

وَأهتَدِي بِقِياسَاتٍ أصولُ بِهَا

في كلِّ قَيدٍ وَمَقيُوسٍ بِعَضدينِ

تَعَجَّبَ الناسُ مِنَهَا إن كَتَبتُ بِهَا

على النِّهَازِ بِحَيزِ الليل سَطرَينِ

إن قَاسَهَا ضِلٌ قَد ضاعَت بصيرتُهُ

أهدَت بَصيرَتَهُ في خيرِ نَجمَينِ

إليكَ فَآفعَل بِهَا في البَحرِ وآدعُ لَنَا

كَمَا يَليقُ بأصلَيكَ الكريمَينِ

قَيِّد سُهَيلاً مديماً أربَعاً كَمُلَت

وَدَرِّجِ الضفدعَ الأولَ بِلا مَينِ

تَراهُ إحدى عَشَر في دارِ زَينَتِهِ

والشِّحرِ تسعاً فَذَا صُبعٌ بصُبعَينِ

وَسَاجِرٍ سَبعَةً والحوتُ يُشبهُهُ

خَمسٌ وَزَيِّدَهَا من بَعدُ إثنَينِ

حتَّى إذا جيتَ يوماً أرضَ سَوقَرةٍ

تقيسُ حُوتَكَ دَوماً بالذِّرَاعَينِ

وَقِس ثَمَانٍ ونصفاً أرضَ سوقرةٍ

تَجِد سُهَيلاً على التَّقيِيد صُبعَينِ

قَيَّد سُهيلاً ثلاثاً يا همامُ وَقِس

للحُوتِ سَبعاً يَجينَ بالدَّوَامينِ

خُذها ثلاثَ قُيُودٍ وَافِقَاتٍ لَهُ

بِهَيرَوَانٍ لِكَفِّ الحَتفِ والحَينِ

وَدرِّجِ الكلَّ فالحوتُ يَصِحُّ بِهَا

ولي بذا غَرَضٌ أقضي بِهِ دَيني

قَصدِي يكونُ بِراسِ الحَدِّ مُرتَفِعاً

يُقَاسُ خُذ وَصفَهُ لا رُعتَ بالبَينِ

نجمُ فريدٌ يُسَمَّى الحوتَ مُشتَهِراً

بالضِّفدَعِ الأوَّلِ المُسمَى بِإسمَينِ

وَقِيلَ إنَّ لَهُ إسمَينِ غيرَهُمَا

أواخِرُ الماءِ بَل فَردُ الظَّلِيمَينِ

يُرسَم على كُلِّ إسطِرلابِ مُجتَنِبٍ

في خَنِّ عَقرَبِكُم ما بَينَ قَوسَينِ

قُدَّامَهُ في غُروبٍ سَهمُ قَوسِكُمُ

وَفوقَهُ خَمسَةٌ كالقَوسِ في العَينِ

ومِن إشارَتِه في القُربِ مِنهُ على

مِقدَارِ إصبع نَجمَينِ صَغيرَينِ

يَتلُو السَّعُودَاتِ في غَربٍ وَمَشرِقِهِ

كَذَاكَ أوصَافُهُ يا طَالِبَ الدِّينِ

هذا القياسُ إذا ما السلِّبَارُ مَضَى

ربعاً ولَم يَبقَ فوقَ الماءِ نَسرَينِ

وَيستَوِي عِندَ هذا السلِّبارُ مَعَا

سُهَيلِ في جُوزَراتٍ ما بِهِ شَينِ

نَظَمتُ دُرّاً فكيفَ الناسُ تَجحَدُهُ

قولاً وفعلاً فَلِلَّهِ الكمَالَينِ

تَفعَل بِهِ العُربُ والأعجامُ عَن كَمَلٍ

ما بينَهُ السرُّ في قلبي ومَا بيني

إنتَخ عليهِ على دابولَ مُحتَكِماً

وبرِّ عالي فَتلقَاهُم نَفِيسَينِ

إذا قياسُهُمُ دَامَانِيِ آستَوَيَا

أعبُر إلى الهندِ مِن ذَينِ الخَلِيجَينِ

خليجُ فَارسَ ثُمَّ البَربريُّ هُمَا

والكوسُ غامِزُ مِن قَبلِ القِرانينِ

تُسَافِرُ الناسُ من أرضِ الحُصَيبِ بِهِم

ويَرجِعُونَ على ذَينِ القياسَينِ

وَمِن محاسِنِهِم إن كانَ قايُسُهُم

عَلى الحقيقةِ في بَحرٍ وَبَرَّينِ

فَإن عَمِلتَ بِهِم في الهندِ صحَّ وإن

أردتَ في باحَةٍ أو في المَجَازَينِ

أعَمُّ نَفعاً وَأَطرَى مواسِمِهَا

مِنَ السُّمَيَّا وَمِن نَجمِ الحِمَارَينِ

وَإن تَقِس ضِفدَعاً عَلاَ بِمَشرِقِهِ

على عَدَن في قياسٍ فالظَّليمَينِ

ذُبَّان قَد صحَّ عِندِي في القياسِ بِهِم

يَعمَلنَ في الزَّنجِ صُبعاً بصُبعَينِ

إن قِستَ في راسِ مامي أومُقَابلَهُ

مِن عَدَنٍ مَاخِراً عِندَ القِرانَينِ

إمضي لتوديعِهِ السَّيلانَ يا أملي

وَسِيوُبَادَ فَقِس يا قُرَّةَ العَينِ

لِسُندَبَاري وَجَاوَه ثُمَّ يَرتَفِعُوا

عَن الِقيَاسِ فَجَرِّب عَارِفَ المَينِ

وَإن تُقَيِّد ظَلِيماً في الغُروبِ على

عَدَن والحوتُ ذُبَّانُ وإثنَينِ

فَقِسه مِن عَدَنٍ والكوسُ أوَّلُهُ

إن كُنتَ طالِبَ خَلفَاتٍ وحَصوَينِ

لكن قياسَهُمُ هذا نفيساً تَرَى

كَالسِلِّبارِ وَمِجدَافِ السَفَايِينِ

لَم يَبلُغُوا النعشَ من عَاثُورِ ضَيقَتِهِم

ولا التَزَوزِي بِنَجمَيهَا الأسيلَينِ

إن جَاكُمُ أحمقٌ قَد غَرَّهُ مَزَنٌ

لَهُ لِسانٌ فَنَظمي ذو لِسَانَينِ

هَذِي النجومُ وهذا البحرُ فآختَرِعُوا

مِثلي وَإلاَّ فَذَا المَزنُ إلى أينِ

رَدَّت هِدَايُتَها أقوَالَ نَاقِدِهِم

كَمَا يُرَدُّ جِدَالٌ بالصَّحِيحَينِ

أثقَلتَ نَفسَكَ يَا مَن ذَمَّهَا سَفَهاً

وَصِرتَ أشغَل بِه من ذَاتِ نَحيَينِ

شابَ الذِّراعُ فَقَالوا لِم فَقُلتُ لَهُم

شَيبُ ذِرَاعيَ مِن رُقبَا الذِّراعَينِ

يَمضِي الشِّهابُ وَلم تَمضِ مآثرُهُ

ما دَامَتِ الفُلكُ تجري في الجَدِيدَينِ

سَمَّيتُهَا لأسودِ البَحرِ فايقَةً

تُهدي السبيلَ بنجمينِ عَجيبَينِ

فَصَلِّ يا قياسَ النجمِ الغَريبِ على

مُحَمَّدٍ ما تَرامَى الفُلكُ جَنبَينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقول والفلك تجري بالشراعين

قصيدة أقول والفلك تجري بالشراعين لـ أحمد بن ماجد وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن أحمد بن ماجد

أحمد بن ماجد

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي