أعلي تعتب شاعر الغوغاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعلي تعتب شاعر الغوغاء لـ الجزار السرقسطي

اقتباس من قصيدة أعلي تعتب شاعر الغوغاء لـ الجزار السرقسطي

أَعلي تعتب شاعر الغَوغاء

مُتَعَرِضاً جَهلاً لِوَسم هِجائي

يا خاطِباً بكرَ الهجاء بِلَومه

ما إِن أَراك لَها مِن الأَكفاء

في الهَجو رفعةُ كُلُ مَرءٍ ساقط

وَالغُبن في سَفهٍ عَلى السُفَهاء

إِن كُنت تَبغي أَن تُناسِبني استَعر

نَسَباً أُجبكَ فَلَستَ لي بِكفاء

أَعليَّ ياعَيراً خُصوصاً تَجتَري

وَالأُسد قَد هابَت كَريهَ لِقائي

يا لَيتَ شعري ما الَّذي أَغراكَ بي

أَأَمنتَ مِن بَطشىٍ وَمِن غَلوائي

فُرسانُ قَولي تَتَقيها إِن عَدت

فُرسانُ كُلُ كَتيبة خَضراء

أَني تَفوت مَخالِبي في بَلدة

أَرضى بِها مَبسوطَةٌ وَسَمائي

لي صارِمٌ ما شامَهُ مِن غمده

أَحَدٌ فَأَفلَت وَهُوَ ذو سَرّاء

لَو كُنت تَعقل لَم تَطع كُلُ اِمرِئٍ

مُتَزنّمٍ بِنَميمةٍ مشاء

كدرت صَفو الود منى بَعدَما

أَمحضته لَكَ وَالوَفاءُ وَفائي

وَرَأَيت اِسخاطي بِقَولة كاشحٍ

قَد كُنت أَجدرَ أَن تَرى اِرضائي

وَأَرَدت جَحدَ فَضائِلي فَشَهدت لي

إِذ صارَ ذمك شاهد الفَضلاء

أَعراكَ جن أَم غُشيت بِنورَها

فَأَرَدت ستر شُموسَها بِرِداء

وَزَعمت أَنكَ في القَريض مُساجِلي

هَل قِيسَت الدَأماء بِالاحساء

إِن القَريض لَحِطةٌ لا خُطةٌ

قَد صرت يا يحيى مِن الشُعراء

إِن القَوافي لَو أَرَدت مَلاكَها

ما صارَت إِلّا تَحتَ ظلّ لِوائي

لَكِنَّني أَرضى الكَفاف فَلا أُرى

مستجدي الأمراء وَالوزراء

لَيسَ الغِنى بِالمال يَجمَعهُ الفَتى

خَير الغِنى عِندي غِنى الحَوباء

إِن كُنتَ أَعوزت الثَراء فَإِن لي

نَفساً قَناعتها أَجلُّ ثَراء

مالي سِوى أَدَبي غِنى وَحَزامَةٌ

تَرمي الخطوب بِفَيلَقٍ شَهباء

أَصدى فَلا أُبدي لِمَرءٍ حاجَةً

وَالنار تَنبع مِن حِمى المَعزاء

إِني أَعاف غِنى يَجرّ مَذَلَةً

وَأَحب فَقراً جالبَ العَلياء

وَأَرى مَوارد لَو أَشاءُ وَرَدتها

لَكن نَفس الحُر ذاتُ ظِماء

عَجَباً يَحيى أَن يَكون مُفاخِري

هَل فاخر الديجور شَمسَ ضحاء

ما غَرَّ ذا المَسكين إِلّا أَنَّهُ

أَجرى هَجين قَريضه بِخلاء

أَيَكون في الآداب مثلُكَ سابِقي

وَصَواهلي حازَت رِهان عَلاء

إِن كانَ أَخّرني زَمانٌ جِئته

بدءُ التَفكر آخر الانساء

أَو كُنت تَجهل ما أَقول فَعاذرٌ

أَن لا تَراه بِمُقلةٍ عَمياء

يا فَرقداً يَسمو لِرُتبةِ فَرقَدٍ

هَيهاتَ مِنكَ كَواكب الجَوزاء

إِن الحَياء لشيمَةٌ مَحمودَةٌ

لَكن وَجهك لَيسَ وَجهَ حَياء

تالّله لَولا أَنَّني أَبصَرتُهُ

لَحَسِبتُهُ مِن صَخرَةٍ صَماء

يا قحوانيَّ الطِباع لأَيّما

سَبَب قَضبتَ الحَبلَ حَبلَ اِخائي

وَذَمَمتني مِن غَيرِ ذَنبٍ جئته

فَأَفدتَ أَن غَيَرت ماءَ صَفائي

مِن أَجل أَني قُلت إِنكَ مُخطئٌ

فيما أَتيت بشهِ مِن النَكراء

شَبَهت مَمدوحاً مَدَحت وَعِرسه

بِحَمامَةٍ زُفَّت إِلى فَتخاء

ثُم اِحتَجَبت تخالُ قَولك مثله

بِمشبّهٍ مَمدوحه بِذَكاء

وَحَسبت أَن ذَكاءَ في مَدح بِها

في اللَفظ مثل اللَقوةِ الفَتخاء

هَل أُنثت شَمس النَهار حَقيقَةً

بِالطَبع قُل إِن كُنت خِدن ذَكاء

بِالعلم لا بِالسَبّ رُدّ مَقالَتي

فَالسَب فعلُ الدَعي وَالضُعَفاء

ما يَعضدُ الإِنسان قَولاً قالَهُ

بِالسَب بَل بِالحجة البَيضاء

لَولا رَقيبٌ لِلمُروءة ممسكٌ

لي عَن هَجا مَن لَيسَ مِن أَكفائي

لَبَعَثت مِن نَطقي إَلَيك عَقارِباً

لَداغة تَعيي عَلى الرُقاء

وَقَطَعت فاكَ بِقَولةٍ تُرضى الفِدا

لمحقها بِالنَفس وَالآباء

لَكن قُرآناً إَلَيكَ مَجاذِبي

وَفَضيلة شَهدت بِها أَعدائي

خُذها إَلَيك فَإِنَّها تَنسى الوَرى

يا عِتبُ يا ابن الفعلةِ اللخناء

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعلي تعتب شاعر الغوغاء

قصيدة أعلي تعتب شاعر الغوغاء لـ الجزار السرقسطي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن الجزار السرقسطي

أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي. تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها. وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار. ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية. ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي