أعشاق غير الواحد الأحد الباقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعشاق غير الواحد الأحد الباقي لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة أعشاق غير الواحد الأحد الباقي لـ لسان الدين بن الخطيب

أعُشّاقَ غيْرِ الواحدِ الأحَدِ الباقي

جُنونُكُمُ واللهِ أعْيَ على الرّاقي

جُنِنْتُمْ بِما يَفْنَى وتبْقَى مَضاضةٌ

تُعَذِّبُ بعْدَ البَيْنِ مُهْجَةَ مُشْتاقِ

وتَرْبِطُ بالأجْسامِ نفْساً حياتُها

مُبايِعَةُ الأجْسامِ بالجَوْهَرِ الرّاقِي

فَلا هيَ فازَتْ بالّذي علِقَتْ بهِ

ولا رأسُ مالٍ كانَ ينْفَعُها باقِي

فِراقٌ وقَبْرٌ وانْقِطاعٌ وظُلْمَةٌ

قِني البُعْدَ من نَيْلِ السّعادَةِ يا واقِي

كأنّي بِها منْ بعدِما كُشِفَ الغِطا

صَريعَةُ أحْزانٍ لَذيعَةُ أشْواقِ

تُقلِّبُ كفّيْها بخَيْطٍ موصّلٍ

وَثيقَةُ قدٍّ دونَ سبْعَةِ أطْباقِ

فلا تُطْعِموها السُّمَّ في الشّهْدِ ضَلّةَ

فذلِكَ سُمٌ لا يُداوِيَ بتَرْياقِ

بِما اكْتسَبَتْ تسْعَى الى مُستَقرِّها

فإمّا بوَفْرِ مُحْسِبٍ أو بإمْلاقِ

وليْسَ لَها بعْدَ التّفرُّقِ حِيلَةٌ

سِوَى ندَمٍ يُذْري مَدامِعَ آماقِ

ولوْ كانَ مَرْمَى الحُزْنِ مِنْها الى مَدَى

لَهانَ الأسَى ما بيْنَ وخْدٍ وإعْناقِ

فجِدّوا فإنّ الأمْرَ جِدٌّ وشَمِّروا

بفَضْلِ ارْتِياضٍ أو بإصْلاحِ أخْلاقِ

ولا تُطْلِقوا في الحِسِّ ثِنْيَ عِنانِها

وشِيموا بِها للحَقِّ لمْحَةَ إشْراقِ

ودُسّوا لَها المعْنَى رُوَيْداً وأيْقِظوا

بَصيرتَها منْ بعْدِ نوْمٍ وإغْراقِ

ومَهْما أفاقَتْ فافْتَحوا لاعتِبارِها

مَصاريعَ أبْوابٍ وأقْفالَ أغْلاقِ

وعاقِبَةَ الفاني اشْرَحُوا وتلطّفوا

بأخْلاقِها المَرْضَى تلطُّفَ إشْفاقِ

فإنْ سَكِرَتْ واستشْرَفَتْ عندَ سُكْرِها

لماهيّةِ السُّقْيا ومعْرِفَةِ السّاقي

أطيلوا علَى روْضِ الجَمالِ خُطورَها

الى أنْ يقومَ الوَجْدُ فيها علَى ساقِ

وخَلّوا لَهيبَ الشّوْقِ يَطْوي بِها الفَلا

الى الوجْدِ في مسْرَى رموزٍ وأذْواقِ

فَما هوَ إلا أنْ تحُطَّ رحالَها

بمَثْوَى التّجلّي والشّهودِ بإطْلاقِ

وتَفْنَى إذا ما شاهَدَتْ عنْ شُهودِها

وقد فَنِيَ الفاني وقدْ بَقِيَ الباقي

هُنالِكَ تَلْقى العيْشَ تصْفو ظِلالُهُ

وتنْعَمُ منْ عيْنِ الحَياةِ برَقْراقِ

وما قِسمُ الأرْزاقِ إلا عجيبةٌ

فلا تَطرُدِ السُؤّالَ يا خيْرَ رَزّاقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعشاق غير الواحد الأحد الباقي

قصيدة أعشاق غير الواحد الأحد الباقي لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي