أعاذل حسب المرء بالشيب عاذلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعاذل حسب المرء بالشيب عاذلا لـ الخبز أرزي

اقتباس من قصيدة أعاذل حسب المرء بالشيب عاذلا لـ الخبز أرزي

أعاذل حسبُ المرء بالشيب عاذلا

وأفحشُ جهلٍ أن يُرى الكهل جاهلا

أعاذل قد أمضيتُ في اللهو والصبا

طويلاً فلم يُكسبنيَ اللهوُ طائلا

أكلتُ ثمارَ الدهر والدهرُ آكِلٌ

حياتي وأغضبتُ الذي ليس غافلا

وما الوقت إلا كالمودع إنما

تراه بما فيه من الحال زائلا

كأن لم يكن غصنُ الشباب إذا انثنى

يُغازِل بالشكل الغزالَ المُغازِلا

كأنيَ لم أنفث رُقى السِّحر في التي

لواحظُها عَطّلنَ بالسحر بابلا

كأن لم أُجامِل في هوىً مَن جمالها

ليعلم مَن يُبلى بها أن يُجامِلا

لقد أقصرت فيها العواذلُ إذ بدت

مَحاسِنُ قد أخرَسنَ حتّى العواذِلا

فما جُرِّدَت إلا تسربلَ جسمُها

غلائلَ نورٍ حين تنضو الغلائلا

أعيش بها عن كلِّ عضوٍ بمسها

وتجعل أعضائي جميعاً مقاتلا

وفي العَين لاهُوتيّةٌ جوهريّةٌ

بها صار مَحيايَ وللنفس قاتلا

مَهابَتُها تَثني دموعي عن البكا

وتنسينيَ الشكوى فأبهَت ذاهِلا

ومَن يُحي نفساً بالذي فيه موتُها

قديرٌ على أن يجعل الحقَّ باطلا

لقد خذل السلوانُ قلبي لأنه

تأمّل خصراً للرَّوادف حامِلا

هنالك صار الصبرُ منفصمَ العُرا

كما فصمت ساقُ الحبيب الخَلاخِلا

فهذا نحولي شاهدٌ لي بأنَّ لي

فؤاداً من الشوق المبرِّح ناحلا

لأنَّ رياحَ الشوق هبّت شمائلاً

فغادَرنَ أغصانَ الحياة ذَوابِلا

إذا شاكل العشّاقُ وجدي بوجدهم

فقد يئسوا أن لا يروا لي مُشاكلا

كذا مَن تحلّى بالعلوم محقّقاً

تراه لدى القاضي التّنوخي عاطلا

رأيتُ رجالاً لا يُرَامُ كمالُهُم

ولم أرَ كالقاضي التنوخيِّ كاملا

إذا استنبط القومُ العلومَ تشاجَروا

وأوضح برهان العقول الدلائلا

أطلَّ على فصل الخطاب بمنطقٍ

إذا جَدَّ في المعنى أصاب المقاتلا

يُقيِّد ألفاظَ الألدِّ بلفظِهِ

ويفضُل بالحقِّ المبين المُفاضِلا

فيشفي قلوبَ السائلينَ مُجاوباً

كما يختم الأفواه إن كانَ سائلا

يخوض بلُجِّ العلم غيرَ مشمِّرٍ

عن السّاقِ حتّى يُحسَبَ اللُّجُّ شائلا

فلو شاجَرَته ألسنُ الناس كلهم

دِراكاً وعى فهماً وأفهَمَ قائلا

ويدرك ما قالوا جميعاً فُجاءَةً

ويبدؤهم بالمشكلات مُقابلا

إذا هو حاجى ذا الحِجا بَصَّرَ الهدى

وأنت تراه مُرشِداً لا مُخاتِلا

لذاك تُرى في الناس أيّامُ حكمِهِ

تُبيِّضُ من إشراقهنَّ الأصائلا

جلا ظلماتِ الظُّلم نورُ قضائه

فصيَّر شملَ العدل في الناس شاملا

إذا ما قضاياه تخللن ظلمةً

توقَّدن إذ قد كُنَّ فيها قنادلا

إذا ما أراد اللَهُ خيراً لمعشرٍ

يولِّي عليهم ثاقب الرأي عامِلا

لقد سرَّ أهلَ السرِّ تجديدُ عهده

كما سرَّ ميلادُ الغلام القَوابِلا

به أوضح السلطان يقظةَ رأيه

وإن كان عمّا غير ذلك غافلا

تَداركَ منهم أصلَ صر تحمَّلوا

على الضرِّ حتى لم يطيقوا التحامُلا

فأبدأهم بالطلِّ ميسور فضلهِ

وأتبعَهم في عُقبَةِ الطلِّ وابلا

به بسط الرحمنُ في الخلق رحمةً

وخصَّ اليتامى منهمُ والأرامِلا

عن العقل فاسأل لا عن العلم واتبع

فقد أكمل الخيرات من كان عاقلا

وذو العقل من يبغي النجاةَ لنفسه

ويخلص بالتفضيل من كان قابلا

فيا من أحلَّته تنوخُ بنجوةٍ

لأنَّ له فيها سناماً وكاهلا

لئن أنتَ جرَّدتَ العزيمةَ في العلا

لقد جردت فيها تنوخُ المعابلا

وإن تفضل الحكامَ علماً وسؤدداً

فقد فضلت قدماً تنوخُ القبائلا

قسمتَ العطايا إذ كُنيتَ بقاسمٍ

لأنك تُكنى بالذي ظلتَ فاعِلا

فلم أر ميلاً منك عن صدق كنية

كُنيتَ بها مما يقسّم مايلا

لعمري لئن سمَّوا أباك محمداً

وأنت عليّاً قد أصابوا الشواكلا

هما اسمان شُقَّا من علاً ومحامدٍ

رأوا فيكما منها قديماً مخائلا

فراسة أنجابٍ رأوها دقائقاً

فلما أتى التصديق صارت جلائلا

جواهر أصلٍ كُنَّ فيكم معادِناً

فهذَّبتها حتى يُرينَ شمائلا

كذي جوهرٍ راز المعادن كلَّها

بتهذيبها كي تستتمَّ الفضائلا

كذلك تأثير المغارس في الثرى

يزكِّي وينمي في الفُروع الأماثلا

كذا السيف من سنخ الحديد فرنده

وإن يُجتلى حتى يكدَّ الصياقلا

فيومُك بالحسنى يساجل أمسه

إذا لم تجد في المكرمات مساجلا

جمعت قلوبَ الناس فيك على الرضا

وحمَّلت بالذكر الجميل المحاملا

فلا زلتَ في شكر المزيد فلا يُرى

من الفضل والإحسان ربعُك حائلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعاذل حسب المرء بالشيب عاذلا

قصيدة أعاذل حسب المرء بالشيب عاذلا لـ الخبز أرزي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن الخبز أرزي

? - 317 هـ / ? - 939 م نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم. شاعر غزل، علت له شهرة. يعرف ب (أو الخبزرزي) ، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً) . ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.[١]

تعريف الخبز أرزي في ويكيبيديا

الخُبز أَرزي أو الخبزرزي هو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم توفي 317 هـ / 939 م شاعر غزل عباسي، علت له شهرة. يعرف بالخبز أرزي، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً). ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة. وجاء في «وفيات الأعيان» لابن خلكان: هو أبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري، المعروف بالخبزأرزي الشاعر المشهور؛ كان أمياً لا يتهجى ولا يكتب، وكان يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وكان ينشد أشعاره المقصورة على الغزل والناس يزدحمون عليه ويتطرفون باستماع شعره ويتعجبون من حاله وأمره، وكان أبو الحسين محمد بن محمد المعروف بابن لنكك، البصري الشاعر المشهور- مع علو قدره عندهم - ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به، وجمع له ديواناً، وكان نصر المذكور قد وصل إلى بغداد وأقام بها دهراً طويلاً. وذكره الخطيب في تاريخه وقال: قرأ عليه ديوانه، وروى عنه مقطعات من شعره المعافى بن زكريا الجريري، وأحمد بن منصور بن محمد بن خاتم النوشري، وعد جماعة رووا عنه. وذكر الخطيب في «تاريخ بغداد» ما مثاله: حكى أبو محمد عبد الله بن محمد الأكفاني النصري، قال: خرجت مع عمي أبي عبد الله الأكفاني الشاعر وأبي الحسين ابن لنكك وأبي عبد الله المفجع وأبي الحسن السباك، في بطالة عيد، وأنا يومئذ صبي أصحبهم، فمشوا حتى انتهوا إلى نصر بن أحمد الخبرأرزي، وهو جالس يخبر على طابقه، فجلست الجماعة عنده يهنونه بالعيد ويتعرفون خبره، وهو يوقد السعف تحت الطابق، فزاد في الوقود فدخنهم، فنهضت الجماعة عند تزايد الدخان، فقال نصر بن أحمد لأبي الحسن ابن لنكك: متى أراك يا أبا الحسين؟ فقال له أبو الحسين: إذا اتسخت ثيابي، وكانت ثيابه يومئذ جدداً على أنقى ما يكون من البياض للتجمل بها في العيد، فمشينا في سكة بني سمرة، حتى انتهينا إلى دار أبي أحمد ابن المثنى، فجلس أبو الحسين ابن لبكك، قال: يا أصحابنا إن نصراً لا يخلي هذا المجلس الذي مضى لنا معه من شيء يقوله فيه، ويجب أن نبدأه قبل أن يبدأنا، واستدعى دواة وكتب:

وأنفذ الأبيات إلى نصر، فأملى جوابها، فقرأناه فإذا هو قد أجاب:

وحكى أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم الخالديان الشاعران المشهوران في كتاب «الهدايا والتحف» أن الخبرأرزي أهدى إلى ابن يزداد والي البصرة فصاً وكتب معه: أهديت ما لو أن أضعافه مطرحٌ عندك ما بـانـا كمثل بلقيس التي لم يبـن إهداؤها عند سليمـانـا هذا امتحانٌ لك إن ترضه بان لنا أنـك رضـانـا والشيء بالشيء يذكر- وجدت في هذا الكتاب نادرة طريقة فأحببت ذكرها، وهي: كان بأصبهان رجل حسن النعمة واسع النفس كامل المروءة يقال له سماك بن النعمان، وكان يهوى مغنية من أهل أصبهان لها قدر ومعنى تعرف بأم عمرو. فلإفراط حبه إياها وصبابته بها وهبها عدةً من ضياعه، وكتب عليه بذلك كتباً، وحمل الكتب إليها على بغل، فشاع الخبر بذلك، وتحث الناس به واستعظموه؛ وكان بأصبهان رجل متخلف بين الركاكة يهوى مغنية أخرى فلما اتصل به ذلك ظن بجهله وقلة عقله أن سماكاً أهدى إلى أم عمرو جلوداً بيضاً لا كتابة فيها، وأن هذا من الهدايا التي تستحسن ويجل موقعها عند من تهدى إليه، فاتباع جلوداً كثيرة، وحملها على بغلين لتكون هديته ضعف هدية سماك، وأنفذها إلى التي يحب، فلما وصلت الجلود إليها ووقفت على الخبر فيها تغظيت عليه، وكتبت إليه رقعة تشتمه وتحلف أنها لا تكلمه أبداً، وسألت بعض الشعراء أن يعمل أبياتاً في هذا المعنى لتودعها الرقعة، ففعل، وكانت الأبيات: لا عاد طوعك من عصاكا وحرمت من وصلٍ مناكا فلقد فضحت العاشـقـي ن بقبح ما فعلت يداكـا أرأيت من يهدي الجـلـو د إلى عشيقته سـواكـا وأظـن أنـك رمـت أن تحكي بفعلك ذا سماكـا ذاك الذي أهدي الـضـيا ع لأم عمرو والصكاكـا فبعثت مـنـتـنةً كـأن ك قد مسحت بهن فاكـا من لي بقربـك يا رقـي ع ولست أهوى أن أراكا لكن لـعـلـي أن أقـط ع ما بعثت على قفاكـا ونقلت من هذا الكتاب أيضاً أن اللبادي الشاعر خرج من بعض مدن أذربيجان يريد أخرى، وتحته مهر له رائع، وكانت السنة مجدبة، فضمه الطريق وغلاماً حدثاً على حمار له، قال: فحادثته فرأيته أديباً راوية للشعر، خفيف الروح حاضر الجواب جيدة الحجة، فسرنا بقية يومنا، فأمسيا إلى خان على ظهر الطريق فطلبت من صاحبه شيئاً نأكله، فامتنع أن يكون عنده شيء، فرفقت به إلى أن جاءني برغيفين، فأخذت واحداً ودفعت إلى ذلك الغلام الآخر، وكان غمي على المهر أن يبيت بغير علف أعظم من غمي على نفسي، فسألت صاحب الخان عن الشعير فقال: ما أقدر منه على حبة واحدة، فقلت: فاطلب لي، وجعلت له جعيلة على ذلك، فمضى وجاءني بعد طويل وقال: قد وجدت مكوكين عند رجل حلف بالطلاق أنه لا ينقصهما عن مائة درهم، فقلت: ما بعد يمين الطلاق كلام، فدفعت إليه خمسين درهم، فجاءني بمكوك، فعلقته على دابتي وجلست أحادث الفتى، وحماره واقف بغير علف، فأطرق ملياً ثم قال: تسمع، أيدك الله، أبياتاً حضرت الساعة؟ فقلت: هاتها، فأنشد: يا سيد شعري نفياية شـعـركـا فلذاك نظمي ما يقوم بنـثـركـا وقد ابنسطت إليك في إنشـاد مـا هو في الحقيقة قطرة من بحركا آنستني وسررتني وبـررتـنـي وجعلت أمري من مقدم أمركـا وأريد أذكر حاجة إن تقـضـهـا أك عبد مدحك ما حييت وشكركا أنا في ضيافتك العيشة ها هـنـا فاجعل حماري في ضيافة مهركا فضحكت واعتذرت إليه من إغفالي أمر حماره، وابتعت المكوك الآخر بخمسين درهماً، ودفعته إليه. وبالجملة فقد خرجنا عن المقصود. وتوفي سنة عشرة وثلثمائة، وتاريخ وفاته فيه نظر، لأن الخطيب ذكر في تاريخه أن أحمد ابن منصور النوشري المذكور سمع منه سنة خمس وعشرين وثلثمائة«لكن نقلت تاريخ وفاته على هذه الصورة من تاريخ ابن أزرق الفارقي، والله أعلم».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الخبز أرزي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي