أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب لـ أبو بكر العيدروس

اقتباس من قصيدة أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب لـ أبو بكر العيدروس

أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب

وثوقي بمن قد لاحقته التجارب

فكم صاحب أرجوه عند ملمة

سداداً لها فازددن منه المصائب

فما أكثر الأصحاب حين تعدّهم

وما قلهم إن حاولتك النوائب

وكم صاحب أملته أن يعينني

فكان كبرق لاح لي وهو خالب

رأيت سراباً لاح لي فطننته

شراباً وغرّتني الظنون الكواذب

وكم من فتى أرجو مواهب برّه

وقد صار بالضدّ المواهب ناهب

فدعوا بلا صدق ومنّ بلا عطا

فخيب آمالي به وهو خائب

ويطمع فيما لا يكون نخاسة

ويوعد وعدا وهو في الوعد كاذب

فاعدمه لا تجعله حيا فانه

وان كان شخصاً حاضراً فهو غائب

فلولا الجنا ما عزّ أصل لمغرس

ولولا الرغائب ما سعى قط راغب

فكلّ حسود لا يسود محققا

وكلّ كفور كفرته المذاهب

وقوم يروا أن النفاق رجالة

وأن الدها حذقا فبئس المكاسب

ألا سلب اللَه النعيم من امرئ

جحود لما قد أمطرته الرواحب

وكم أمطرت منا الأيادي أيادياً

تزيد على ما أمطرته السحائب

فكلّ إناء بالذي فيه راشح

بخير وشرّ في الفعال مناسب

فما الناس إلا اثنان إما موالف

يسير به حقاً وإما مجانب

وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له

تغالبه حينا وحينا يغالب

فاني وان خان الزمان وان كبا

فلى همة تنحطّ عنها الثواقب

وان شا بنا عند ابتدا الأمر شائب

فبالمصطفى قد حسنتنا العواقب

فاني بجدّي لا بجندي معزّز

لقد حسنت منا وفينا المناقب

فقل لأعادينا بأنا أسنة

لمن سامنا حربا وإنا قواضب

وحذره منا ما أطاق وقل له

إذا ما أغظت الليث فالليث واثب

فعنه فسل مهما جهلت ببطشه

فكم قد فرت أنيابه والمخالب

توقع من الله المهيمن نكبة

على الفور هانا للرقيب مراقب

فنجم سعودي للسعادة يا مكائدي

لما أسهم فيمن رمينا صوائب

إذا ما رمينا في الدياجي مكائدا

تعاوت عليه في الصباح النوادب

فانا إذا جاء الصباح شموسه

وانا إذا جنّ الظلام الكواكب

وإنا مصابيح إذا حلك الدجى

فيهدى بنا من حيرته الغياهب

فيا قلب صاحب من يصافيك ودّه

يقينا ودع من قلبته القوالب

ودع عنك من لا دين فيه ولا وفا

ولذ بالذي تأتيك منه المواهب

هو اللَه لا ترجو سواه حقيقة

والزمه يا نعم الرفيق المصاحب

فكلّ نواصي الخلق قبضة قهره

يسخرها فيما يشا وهو غالب

وتمت بحمد اللَه وازكى صلاته

على من له ربّ البرية خاطب

إلى الرتبة العليا العلية عنده

وما ردّه من حضرة القدس حاجب

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب

قصيدة أعاتب دهري أم لنفسي أعاتب لـ أبو بكر العيدروس وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن أبو بكر العيدروس

أبو بكر بن عبد الله الشاذلي العيدروس، من آل باعلوى. مبتكر القهوة المتخذة من البن المجلوب من اليمن، كان صالحاً زاهداً، ولد في تريم (بحضرموت) وقام بسياحة طويلة، ورأى البن في اليمن، فاقتات به فأعجبه، فاتخذه قوتاً وشراباً وأرشد أتباعه إليه، فانتشر في اليمن ثم في الحجاز والشام ومصر، ثم في العالم كله، وأقام بعدن 25 سنة وتوفي بها. ولجمال الدين بحرق الحضرمي كتاب فيه سماه (مواهب القدوس في مناقب ابن العيدروس) . له كتاب في علم القوم سماه (الجزء اللطيف في علم التحكيم الشريف) تصوف على طريقة الشاذلية، و (ثلاثة أوراد) ونظم ضعيف جُمع في (ديوان) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي