أطلعن في سدف الفروع شموسا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أطلعن في سدف الفروع شموسا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة أطلعن في سدف الفروع شموسا لـ لسان الدين بن الخطيب

أطْلَعْنَ في سُدُفِ الفُروعِ شُموساً

ضحِكَ الظّلامُ لَها وكانَ عَبوسا

وعطَفْنَ قُضْباً للقُدودِ نَواعِماً

بوِّئْنَ أدْواحَ النّعيمِ غُروسا

وعدَلنَ عنْ جهْرِ السّلامِ مخا

فَةَ الواشي فجِئْنَ بلَفْظِه مهْموسا

وسَفَرْنَ منْ دهَشِ الوَداعِ وقوْمُهُنْ

نَ الى التّرحُّلِ قدْ أناخُوا العِيسا

وخلَسْنَ منْ خلَلِ الحِجالِ إشارةً

فترَكْنَ كلّ حِجىً لَها مخْلوسا

لمْ أنْسَها منْ وحْشَةٍ والحيُّ قدْ

زجَرَ الحُمولَ وآثَرَ التّغْليسا

لا المُلْتَقَى منْ بعْدِها كثِبٌ ولا

عُوجُ الرّكائِبِ تسْأمُ التّخْييسا

فوقَفْتُ وِقْفَةَ هائِمٍ بُرَحاؤهُ

وُقِّفَتْ عليهِ وحُبِّسَتْ تحْبِيسا

ودعَوْتُ عيْني عاتِباً وعُيونُها

بعَصا النّوى قدْ بُجِّسَتْ تَبْجيسا

نافَسْتِ يا عَيْنَيّ درَّ دُموعِهِمْ

فعرَضْتِ دُرّاً للدّموعِ نَفِيسا

ما لِلْحِمى بعْدَ الأحبّةِ مُوحِشاً

ولكَمْ تَراءَى آهِلاً مأنوسا

ولسِرْبِه حوْلَ الخَميلَةِ نافِراً

عمّنْ يُحسُّ بهِ وكانَ أنيسا

ولظِلّهِ المَوْرودِ غَمْرُ قَليبِه

لا يقْتَضي ورْداً ولا تعْريسا

حيّيْتُهُ فأجابَني رجْعُ الصّدى

لا فرْقَ بينَهُما إذا ما قِيسا

ما إنْ يَزيدُ علَى الإعادَةِ صوْتُهُ

حرْفاً فَيَشْفي بالمَزيدِ نَسيسا

نضَبَ المَعينُ وقُلِّصَ الظلُّ الذي

ظَلْنا وَقوفاً عندَهُ وجُلوسا

نَتواعَدُ الرّجْعَى ونغْتَنِمُ اللِّقَى

ونُديرُ منْ شكْوى الغَرامِ كُؤوسا

فإذا سألْتَ فَلا تُسائِلْ مُخْبِراً

وإذا سمِعْتَ فلا تُحِسّ حَسيسا

عهْدي بهِ والدّهْرُ يُتْحِفُ بالمُنى

وقدِ اقْتَضَتْ نُعْماهُ أن لا بُوسا

والعيشُ غضّ الرّبْعِ والدُنْيا قد

اجْتُليَتْ بمَعْناهُ عليّ عَروسا

أتُرَى يُعيدُ الدّهْرُ عهْداً للصِّبا

درَسَتْ مَغاني الأنْسِ فيه دُروسا

أوْطانُ أوْطارٍ تعوّضَ أفقُها

منْ روْنَقِ البِشْر البَهيّ عَبوسا

هيْهاتَ لا تُغْني لعلّ ولا عَسى

في مثلِها إلا لآيةِ عِيسى

والدّهرُ في دسْتِ القَضاءِ مدرِّسٌ

فإذا قضَى يستأنِفُ التّدْريسا

تفْتَنُّ في جُمَلِ الوَرى أبْحاثُهُ

لاسيّما في بابِ نِعْمَ وَبِيسا

وسَجيّةِ الإنسانِ ليسَ بناصِلٍ

منْ صِبْغِها حتّى يُرَى مرْموسا

يغْتَرُّ مهْما ساعدَتْ آمالُهُ

فإذا عراهُ الخطْبُ كانَ بَؤوسا

فلَوَ انّ نفْساً مُكِّنَتْ من رُشْدِها

يوْماً وقدّسَها الهُدَى تَقْديسا

لمْ تستَفِزّ رُسوخَها النّعْمى ولا

هلَعَتْ إذا كشَرَتْ إليْها البُوسا

قُلْ للزّمانِ إليْكَ عنْ متذمِّمٍ

بضَمانِ عِزّ لمْ يكُنْ ليَخِيسا

فإذا استحرَّ جِلادُهُ فأنا الذي

استَغْشَيْتُ منْ سَرْدِ اليَقينِ لَبوسا

وإذا طَغَى فِرْعَوْنُهُ فأنا الذي

منْ ضُرِّهِ وأذاهُ عُذْتُ بموسَى

أنا ذا أبو مَثْواهُ مَن يحْمي الحِمَى

لَيْثاً ويُعْلِمُ بالزّئِيرِ الخيسا

بحِمَى أبي حَمّو حطَطْتُ رَكائِبي

لمّا اختَبرْتُ اللّيْثَ والعِرّيسا

أسَدُ الهَياجِ إذا خَطا قُدُماً سَطا

فيُخلِّفُ الأسَدَ الهِزَبْرَ فَريسا

بدْرُ الهُدَى يأبَى الضّلالَ ضياؤُهُ

أبداً فيَجْلو الظّلْمَةَ الحِنْديسا

جبَلُ الوَقارِ رَسا وأشْرَقَ واعْتَلَى

وسَما فطأطأتِ الجِبالُ رُؤوسا

غيْثُ النّوالِ إذا الغَمامُ حَلوبَةٌ

مثَلَتْ بأيْدي الحالِبينَ بَسوسا

تَلْقاهُ يومَ الأنْسِ رَوْضاً ناعِماً

وتَراهُ بأساً في الهِياجِ بَئِيسا

كمْ غَمْرَةٍ جلَّى وكمْ خطْبٍ كَفَى

إنْ أوْطَأ الجُرْدَ العِتاقَ وَطيسا

كم حِكْمَةٍ أبْدَى وكمْ قَصْدٍ هَدَى

للسّالِكينَ أبانَ منْهُ دَريسا

أعْلَى بَني زيّانَ والفَذُّ الذي

لبِسَ الكَمالَ فزيّنَ المَلبوسا

جمَعَ النّدى والبأسَ والشّيمَ العُلا

والسّؤدَدَ المُتواتِرَ القُدْموسا

والحِلْمُ ليسَ يُبايِنُ الخُلُقَ الرِّضَى

والعِلْمُ ليسَ يُعارضُ النّاموسا

والسّعْدُ يُغْني حُكمُهُ عن نصْبَةٍ

تسْتَخْبِرُ التّرْبيعَ والتّسْديسا

كمْ راضَ صعْباً لا يُراضُ مُعاصِياً

كمْ خاضَ حرْباً لا تُخاضُ ضَروسا

بلغَ التي لا فوْقها مُتمَهِّلاً

وعَلا السُّها واسْتَسْفَلَ البَرْجيسا

يا خيْرَ منْ خفَقَتْ علَيْهِ سَحابةً

للنّصْرِ تُمْطِرُهُ أجشَّ بَجيسا

وأجَلّ مَنْ حملَتْهُ صهْوَةُ سابِحٍ

إنْ كرّ ضعْضَعَ كرُّهُ الكُرْدوسا

قَسَماً بمَنْ رفَعَ السّماءَ بغيْرِ ما

عمَدٍ ورفّعَ فوقَها إدْريسا

ودَحا البَسيطَةَ فوْقَ لُجٍّ مُزْبِدٍ

ما إنْ يَزالُ علَى القَرارِ حَبيسا

حتّى يُهيبَ بأهْلِهِ الوعْدُ الذي

حشَرَ الرّئيسَ إليْهِ والمرؤوسا

ما أنْتَ إلا ذُخْرُ دهْرِكَ دُمْتَ في الصْ

صَوْنِ الحَريزِ ممَنَّعاً محْروسا

لوْ ساوَمَتْهُ الأرضُ فيكَ بِما حوَتْ

لرآكَ مُسْتاماً بِها مبْخوسا

حلَفَ البَرورُ بِها الِيَّةَ صادِقٍ

ويَمينُ مَنْ عقَدَ اليَمينَ غَموسا

مَنْ قاسَ ذاتَكِ بالذّواتِ فإنّهُ

جهِلَ الوِزانَ وأخْطأ التّقْييسا

لا تسْتَوي الأعْيانُ فضْلَ مزيّةٍ

وطَبيعةً فطرَ الإلاهُ وَسُوسا

لعِنايَةِ التّخْصيصِ سرٌّ غامضٌ

منْ قبْلِ ذَرْءِ الخَلْقِ خصَّ نُفوسا

مَنْ أنْكَرَ الفَضْلَ الذي أوتيتَهُ

جحَدَ العِيانَ وأنْكَرَ المحبوسا

مَنْ دانَ بالإخْلاصِ فيكَ فعَقْدُهُ

لا يَقْبَلُ التّمويهَ والتّلْبيسا

والمُنْتَمَى العلَويُّ عيصُكَ لم تكُنْ

لتُرَى دَخيلاً في بَنيهِ دَسيسا

بيْتُ البَتولِ ومُنْتَمى الشّرَفِ الذي

تَحْمي الملائِكُ دوْحَهُ المَغْروسا

أمّا سياستُكَ التي أحْكَمْتَها

فرمَيْتَ بالتّقْصيرِ أسْطالِيسا

فلَو أنّ كسْرَى الفُرْسِ أبصرَ بعْضَها

ما كان يطْمَعُ أن يُعَدَّ سَؤوسا

لوْ سارَ عدْلُك في السّنين لما اشْتَكَتْ

بَخْساً ولمْ يكُ بعضُهُنّ كَبيسا

ولَوِ الجواري الخُنّسُ انْتسَبَتْ الى

أقْوامِ عزْمِكَ ما خَنَسْنَ خُنوسا

قُدْتَ الصِّعابَ فكُلُّ صعْبٍ سامِحٌ

لكَ بالقِيادِ وكان قبْلُ شَموسا

تَلْقَى اللّيوثَ وللقَتامِ غَمامةً

قدَحَ الصّفيحُ وميضَها المَقْبوسا

وكأنّها تحْتَ الذّروعِ أراقِمٌ

ينْظُرْنَ منْ خلَلِ المَغافِرِ شُوسا

ما لابْنِ مامَةَ في القَديمِ وحاتِمٍ

ضرَبَ الزّمانُ بجودِهِمْ ناقُوسا

مَنْ جاءَ منْهُمْ مثْلَ جودِكَ كلّما

حسَبوا المَكارِمَ كُسْوَةً أوْ كِيسا

أنتَ الذي افْتَكّ السّفينَ وأهْلَه

إذْ أوسِعَتْ سُبُلُ الخَلاصِ طُموسا

أنتَ الذي أمْدَدْتَ ثغْرَ اللهِ باصْ

صَدَقاتِ تُبْلِسُ كَرّةً إبْليسا

وأعَنْتَ أنْدَلُساً بكلِّ سَبيكةٍ

موسومَةٍ لا تعرِفُ التّدْليسا

وشحَنتَهُ بالبُرِّ في سُبُلِ الرِّضا

والبِرُّ قارَبَ قاعُها القامُوسا

إنْ لم تجرَّ بِها الخَميسَ فطالَما

جهّزْتَ فيها للنّوالِ خَميسا

وملأتَ أيْديها وقدْ كادَتْ علَى

حُكْمِ القَضاءِ تُشافِهُ التّفْليسا

صدّقْتَ للآمالِ صَنْعَةَ جابِرٍ

وكفَيْتَها التّشْميعَ والتّشْميسا

والحَلَّ والتّقْطيرَ والتّصْعيدَ والتْ

تَخْميرَ والتّصْويلَ والتّكليسا

فسَكَبْتَ منْ آمالِها مالاً ومنْ

أوْراقِها ورَقاً وكُنّ طُروسا

بُهِتوا فلمّا استُنْجِزوا لمْ يُنْكِروا

وزْناً ولا لوْناً ولا مَلْموسا

وتُديرُ منْ قلْبِ السّطورِ سَبائِكاً

منْها ومِنْ طبْعِ الحُروفِ فُلوسا

ونَحَوْتَ نحْوَ الفضْلِ تعْضِدُ منْ

هُ بالمَسْموعِ ما ألفَيْتَ منْهُ مَقيسا

وجبَرْتَ بعْدَ الكَسْرِ قومَكَ جاهِداً

تُغْني العَديمَ وتطْلِقُ المَحْبوسا

ونشَرْتَ رايَةَ عزِّهم منْ بعْدِما

دالَ الزّمانُ فسامَها تنْكيسا

أحْكَمْتَ حِيلَةَ بُرْئِهِمْ بلَطافَةٍ

قدْ أعْجَزَتْ في الطِّبِّ جالِينوسا

وفَلَلْتَ منْ حدِّ الزّمانِ وإنّهُ

أوْحى وأمْضى منْ غِرارِ المُوسَى

وشحَذْتَ حدّاً كان قبْلُ مثَلّماً

ونعَشْتَ جَدّاً كانَ قبْلُ تعيسا

لمْ ترْجُ إلا اللهَ جلّ جَلالُهُ

في شِدّةٍ تُكْفَى وجُرْحٍ يوسَى

قدّمْتَ صُبْحاً فاسْتضأتَ بنورِهِ

ووجَدْتَ عنْدَ الشِّدّةِ التّنْفيسا

ما أنتَ إلا فاتحٌ مُتيقِّنٌ

بالنّجْحِ تَعْمرُ مُمْرِعاً ويَبيسا

ومُناجِزٌ جعلَ الأريكةَ صهْوَةً

عرَبيّةً والمُتّكا القَرْبوسا

ما إنْ تُبايِعُ أو تُشارِي واثِقاً

بالرّبْحِ إلا المالِكَ القُدّوسا

والعَزْمُ يفْترعُ النّجومَ بناؤهُ

مهْما أقامَ علَى التُّقى تأسيسا

ومَقامُ صبرِكَ واتّكالِكَ مُذْكِرٌ

بحَديثِهِ الشَّبْليَّ أو طاوُوسا

ومنِ ارْتَضاهُ اللهُ وفّقَ سعْيَهُ

فرأى العظيمَ منَ الحُظوظِ خَسيسا

ما ازْدَدْتَ بالتّمْحيصِ إلا جدّةً

ونضَوْتَ منْ خِلَعِ الزّمانِ لَبيسا

ولَطالَما طرَقَ الخُسوفُ أهِلّةً

ولَطالَما اعْترَضَ الكُسوفُ شُموسا

ثُمَّ انجَلَت قَسَماتها عن مَشرِقٍ

للسّعْدِ ليْسَ يُحاذِرُ التتْعِيسا

خُذْها إليْكَ علَى النّوى سينيّةً

تُرْضي الطِّباقَ وتشْكرُ التّجْنيسا

إنْ طووِلَتْ بالدُرِّ منْ حوْلِ الطُلا

يوْماً تشكّتْ حظَّها المَوْكوسا

لوْلاكَ ما أصْغَتْ لخِطْبَةِ خاطِبٍ

ولَعُنِّسَتْ في بيْتِها تعْنيسا

قصَدَتْ سُلَيْمانَ الزّمانِ وقارَبَتْ

في الخَطْوِ تحْسِبُ نفْسَها بِلْقيسا

لي فِيكَ ودٌّ لمْ أكُنْ منْ بعْدِ ما

أعطَيْتُ صفْقَةَ عهْدِهِ لأخيسا

كمْ لي بصحّةِ عقْدِهِ منْ شاهِدٍ

لا يحْذَرُ التّجْريحَ والتّدْليسا

يقْفو الشّادةَ باليَمينِ وإنّهُ

لمؤمَّنٌ منْ أنْ يُعَدَّ فَسيسا

لا يسْتقِرُّ قَرارُ أفْكاري إلى

أنْ أستَقِرَّ لَدى عُلاكَ جَليسا

وأرى تُجاهَكَ مُستَقيمَ السّير للْ

قَصْدِ الذي أعْمَلْتُه معْكوسا

هيَ دَيْنُ أيّامي فإنْ سمَحَتْ به

لمْ يبْقَ منْ شيءٍ عليْهِ يوسَى

لازالَ صُنْعُ اللهِ مجْنوباً الى

مثْواكَ يُهْدي البِشْرَ والتّأنِيسا

مُتَتابِعاً كتَتابُعِ الأيّامِ لا

يَذَرُ التّعاقُبَ جُمْعَةً وخَميسا

فلوِ انْصَفَتْكَ إيالَةُ المُلْكِ الذي

رُضْتَ الزّمانَ لَها وكان شَريسا

قُرِنَتْ بذِكْرِكَ والدُعاءُ لكَ الذي

تَخْتارُهُ التّسبيحَ والتّقْديسا

القَلْبُ أنتَ لَها رئيسُ حَياتِها

لم تُعْتَبَرْ مهْما صلَحْتَ رَئيسا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أطلعن في سدف الفروع شموسا

قصيدة أطلعن في سدف الفروع شموسا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها مائة و أربعة عشر.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي