أطربت أم رفعت لعينك غدوة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أطربت أم رفعت لعينك غدوة لـ عدي بن الرقاع العاملي

اقتباس من قصيدة أطربت أم رفعت لعينك غدوة لـ عدي بن الرقاع العاملي

أَطَرِبتَ أَم رُفِعَت لَعَينِكَ غُدوَةً

بَينَ المَكَيمِنِ وَالزُجَيجِ حُمولُ

زُجلاً تَراوَحَها الحُداةُ فَحَبسُها

وَضَحَ النَهارِ إِلى العَشِيِّ قَليلُ

لَمّا هَبَطنَ لِعَرعَرٍ وَتَقاذَفَت

مِنهُ بِهِنَّ حُزونُهُ وَسُهولُ

مُتَيامِناتٍ ما يَرِدنَ غُمارَةً

نَحوض البَياضِ كَأَنَّهُنَّ نَخيلُ

مَنَعَ الرُقادَ مُجَمجَمٌ أَضمَرتُهُ

بَينَ الجَوانِحِ وَالحِجابُ دَخيلُ

يَمشي مَعي كِمعَ المَنامِ كَأَنَّهُ

مُستَتبِعٌ وَيَقيلُ حَيثُ أُقيلُ

وَكَأَنَّ لَيلي حينَ تَغرُبُ شَمسُهُ

بِسَوادِ آخِرَ مِثلِهِ مَوصولُ

أَرعى النُجومَ إِذا تَغَيَّبَ كَوكَبٌ

أَبصَرتُ أُخرى كَالسِرادِ تَحولُ

وَلَقَد تُعَلِّلُني مُنَعَّمَةٌ لَها

بَوضٌ إِذا تَضَعُ الثِيابَ جَميلُ

بَرَدَ المُقَبِّلُ مِن لَذاذَهِ ثَغرِها

حُمشَ اللِثاثِ كَأَنَّهُ مَصقولُ

مِن ماءِ غادِيَةٍ تَقَطَّعُ بَعدَما

جَحَفَت أَبطِحَهُ عَلَيهِ سُيولُ

فَفُؤادُهُ رَهنٌ لَها بِمَوَدَّةٍ

وَرَهينُهُنَّ مُعَذَّبٌ مَكبولُ

هَل يُبلِغَنَّ بِلادَها مُتحامِلٌ

شَهمٌ إِذا سُئِلَ النَجاءَ رَجيلُ

يَمشي العِرَضنَةَ ثانِياً وَإِذا عَدا

أَزَمَت عَلَيهِ خِزامَةٌ وَجَديلُ

يَنضو المَطِيَّ بِمنَكبَيهِ وَصُلبِهِ

تَعبٌ وَأَبطَأَ سَيرُهُنَّ ذَميلُ

وَإِذا تَنَحنَحَ راكِبٌ فَكَأَنَّما

إَياهُ يَزجُرُ أَو عَلَيهِ يَصولُ

كَمُطَرَّدٍ صَحلٍ يُقَلِّبُ عانَةً

فيها لَواقِحُ كَالقِسِيِّ وَحولُ

نَفَشَت رِياضَ أَعامِقٍ حَتّى إِذا

لَم يَبقَ مِن سَمَلِ النَهارِ ثَميلُ

بَسَطَت هَواديها بِها فَتَكَمَّشَت

وَلَهُ عَلى أَكسائِهِنَّ صَليلُ

يَقحَمنَ جانِبَ زَورِهِ وَجَبينِهِ

وَلَهُ عَلى آثارِهِنَّ سَحيلُ

حَتّى وَرَدنَ مِنَ الأَزارِقِ مَنهَلاً

وَلَهُنَّ مِن وَضَحِ النَهارِ أَصيلُ

فَاِستَفنَهُ وَنُفوسُهُنَّ مُطارَةٌ

تَدنو فَتَغشى الماءَ ثُمَّ تَحولُ

شُمساً يَجِدنَ مِنَ الشَريعَةِ كُلَّما

قارَبنَ ماءً أَو تَخَمَّشَ غيلُ

يَدنونَ ثَمَّتَ يَنقَلِبنَ تَورُّداً

وَلَهُنَّ من وَهجِ السُمومِ غَليلُ

مُلسُ المتونِ يَصورُهُنَّ عَنِ الهَوى

فَيضٌ يُرِدنَ مَكانَهُ وَضُحولُ

فَوَرَدنَ حينَ أَجَنَّهُنَّ مُجَلِّلٌ

تَتَحَيَّرُ الأَبصارُ فيهِ ظَليلُ

ماءٌ تَرَقرَقُ بِالعَشِيِّ مُتونُهُ

فَتَراهُ عَن دَوحِ الرِياحِ يَميلُ

فَشَرِبنَ ثُمَّ صَدَرنَ غَيرَ سَواكِنٍ

مِن لَونِ حَمأَتِهِ لَهُنَّ حُجولُ

فَاِذكُر أَميرَ المُؤمِنينَ بِمَدحَةٍ

إِنَّ الوَليدَ لَهُ عَلَيَّ فُضولُ

أُثني وَلا آلو وَأَعلَمُ أَنَّهُ

فَوقَ الَّذي أُثني بِهِ وَأَقولُ

وَلَأَمدَحَنَّكَ مِدحَةً مَذكورَةً

إن لَم تَغَلني قَبلَ ذَلِكَ غولُ

وَلَقَد شَكَرتُ لَكَ الَّذي أَولَيتَني

وَرَضيتَ مَنزِلَتي فَأَينَ أَزولُ

وَلَهُ يَدانِ يَدٌ يُخافُ عِقابُها

وَيَدٌ تَحَلَّبُ بِالنَدى وَتَنيلُ

وَتَرى بُغاةَ الخَيرِ يَنتَجِعونَهُ

مِنَ كُلِّ ناحِيَةٍ إِلَيهِ سَبيلُ

يَرِدونَ ثُمَّتَ يَصدُرونَ فَمِنهُمُ

مُتَرَحَلِّونَ وَآخَرونَ نُزولُ

يَغشَونَ مُشتَرَكَ الفَواضِلِ عِندَهُ

مَثوىً تَوارَثُهُ الوُفودُ رَسيلُ

فَتَرى مَنازِلَهُ كَأَنَّ تُرابها

وَسَطَ الرِحالِ مُغَربَلٌ مَنخولُ

تَرَكَت بِهِ رَكبُ المطِيَّ مَراغَةً

فَتَرى سَفاها بِالعَشِيِّ تَجولُ

أَعطى أَباكَ اللَهُ أَمرَ جُنودِهِ

وَعَطاءُ رَبِّ العالَمينَ جَزيلُ

فَرَعى بِإِحسانٍ وَكُلُّ خَليفَةٍ

عَمّا رَعى مُتَحَبَّرٌ مَسؤولُ

وَقَضى لَكَ اللَهُ الخِلافَةَ بَعدَهُ

وَقضَاءُ رَبِّكَ نافِذٌ مَفعولُ

فَإِذا لِبَيتِكَ حينَ عُدَّ عَمادُهُ

عَرَضٌ يَزيدُ عَلى البُيوتِ وَطولُ

بِمَجامِعِ المِصرَينِ حَيثُ تَلاقَيا

فَرعٌ مَجامِعُ شُعبَتَيهِ أَصيلُ

إِنَّ الخِلافَةَ لَم يَكُن لِيَطيقَها

إِلّا اِمرؤٌ لِلمُعضِلاتِ حَمولُ

بُدوءَ لَهُ مَعَ دينِهِ وَتَمامِهِ

حَلمٌ إِذا وُزِنَ الحُلومُ ثَقيلُ

وَإِذا تَفاخَرَتِ المَكارِمُ أَهلُها

وَلِكُلِّ ذي يَسَبٍ أَخٌ وَخَليلُ

طَمَّت عَلى ما يَذكُرونَ مِنَ العُلى

مِن فَيضِ بَحرِكَ جَمَّةٌ وَحَفيلُ

وَإِذا وَعَدَنَ الناسَ خَيراً جاءَهُم

عَفواً وَأَنتَ لما تَقولُ فَعولُ

أَمراً قَضاهُ عَلى لِسانِكَ رَبُّنا

فَنَداكَ لا عَسِرٌ وَلا مَمطولُ

فَالحَمدُ وَالنِعماءُ لِلَّهِ الَّذي

جُعِلَت كَرامَتُهُ إِلَيكَ تَؤولُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أطربت أم رفعت لعينك غدوة

قصيدة أطربت أم رفعت لعينك غدوة لـ عدي بن الرقاع العاملي وعدد أبياتها خمسون.

عن عدي بن الرقاع العاملي

بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة. شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود. كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك. لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور: تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها[١]

تعريف عدي بن الرقاع العاملي في ويكيبيديا

عدي بن الرقاع العاملي، توفي في العام 95 هـ / 714 م، شاعر كبير من بني عاملة سكن دمشق، يكنى أبا داود. كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك. لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي