أصول الضاد طيبة الأروم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصول الضاد طيبة الأروم لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة أصول الضاد طيبة الأروم لـ خليل مطران

أصُولُ الضَّادِ طَيِّبَةُ الأُرُومِ

تَفَرَّعُ كُلَّ تَفْريعٍ مَرُومِ

تَرَى فِي رَوْضِهَا مَا تشْتهِيهِ

مُنَاكَ مِنَ البَوَاسِقِ وَالنُّجُومِ

وَتَلْقَى مِنْ طَرِيفِ الوَشْيِ فِيهَا

أفَانِينَ الأزَاهِرِ وَالوُشُومِ

فَدَعْ مَا يَدَّعيهِ كُلُّ خَصْمٍ

خَفِيِّ الكَيْدِ أَوْ فَدْمٍ غَشُومِ

وَسَلْ عَمَّا جَنَى مِنْهَا لِجِيلٍ

فَجِيلٍ كُلُّ مُطَّلِعٍ عَلِيمِ

أَمَا فِي عَصْرِنَا هَذَا فُحُولٌ

أعَادُوا رَوْعَةَ العَصْرِ العَظِيمِ

وَآتَوْهَا مَفَاخِرَ أَثَّلُوهَا

تَزِيدُ مَفَاخِرَ الإرْثِ الكَريمِ

تَبَوَّأَ هَيْكَلٌ بِالحَقِّ فِيهِمْ

يُجَشِّمُهُ الثِّقَالُ مِنَ الهُمُومِ

فَمَا يُغْنِيهِ مِنْ حُسْنٍ طِلاءٌ

وَمَا يَبْغِيهِ إلاّ فِي الصَّمِيمِ

إذَا لَمْ تَبْتَدِعْ فِكْراً جَمِيلاً

تُصَوِّرُهُ بِأُسْلُوبٍ وَسِيمِ

فَمَا يُغْنِي عَلَى التَّكْرَارِ قَوْلٌ

وَإنْ هُوَ غَيْرُ تَرْدِيدٍ عَقِيمِ

وَهَلْ فِي الرَّسْمِ أَوْ فِي النَّقْشِ تُجْدِي

إعادَاتُ النُّقُوشِ أَوِ الرُّسُومِ

أمَا تُوحِي الصُّرُوحُ عَلَتْ وَرَاعَت

كَإيحاءِ الأَثَافِي وَالرسُومِ

أمَا فِي البَرْقِ مَعْنىً غَيْرُ وَمْضٍ

بِلاَ أثَرٍ يُلَعْلِعُ فِي الغُيُومِ

أمَا فِي النُّورِ أَوْ فِي النَّارِ إلاَّ

ذُبَالٌ أَوْ ضِرَامٌ فِي هَشِيمِ

أتَى هَذَا الزَّمَانُ بِأَلْفِ الوْنٍ

جَدِيدٍ فِي الفُنُونِ وَفِي العُلُومِ

كُنُوزٌ لِلأَدِيبِ بِهَا ثَرَاءٌ

فَلَيْسَ بِقائِمٍ عُذْرُ العَدِيمِ

فَإِنْ يَنْعَوْا عَلَى الفُصْحَى قُصُوراً

فَقَدْ يَقَعُ المَلاَمُ مِنَ المُلِيمِ

أَمِنْهَا العَجْزُ أمْ مِنَّا وَمَاذا

عَلَى المَخْدُومِ مِنْ عَجْزِ الخَدِيمِ

لَهَا وَادٍ هُوَ الدُّنْيَا جَمِيعاً

وَنُقْصِرُهَا عَلَى وَادِي الصَّريمِ

تَتَبَّعْ هَيْكَلاً فِيمَا نَحَاهُ

بِخُطَّتِهِ مِنَ النَّحْوِ القَويمِ

وَأَعْدِدْ وَاجْتَهِدْ واخْلُقْ وَنَسِّقْ

بِتَقْديرٍ مِنَ الذَّوْقِ السَّلِيمِ

فَمَا الإِنِشَاءُ إنْشَاءٌ إذَا مَا

بِهِ انْطَبَقَ الرَّسِيمِ على الرسيم

تَرَسُّلُ هَيْكَلٍ مَاءٌ مُصَفَّى

حَبَتْهُ بِسِرِّهَا بِنْتُ الكُرُومِ

أَحَبُّ إلَيْكَ مِنْ كَأْسِ الحُمَيَّا

عَلَى شَوْقٍ وَمِنْ أُنْسِ النَّدِيمِ

تَرَى فِيهِ ذَكَاءً عَبْقَرِيّاً

وَدَِّقةَ فِطْنَةٍ وَصَفَاءَ خِيمِ

وَتَسْمَعُ لِلسَّلاسَةِ فِيهِ جَرْساً

كَغُنَّةِ صَوتِهِ السَّلِسِ الرَّخِيمِ

بَيَانٌ مَا تَشَاء ُتُصِيبُ فِيهِ

سُرُورَ مُسَاهِمٍ وَأَسَى قَسِيمِ

تَزُورُ بِهِ دِياراً لَمْ تَزُرْهَا

مُلِمّاً بِالمَقَامِ وَبِالمُقيمِ

فَتَشْهَدُهَا وَتَعْرِفُ سَاكِنِيها

كَأَنَّكَ فِي الدِّيارِ مِنَ الصَّميمِ

وَتَسْتَدْنِي الجِنَانَ مُنوَّراتٍ

تَفُوحُ بِهِنَّ أعْرَافُ النَّعِيمِ

يُلَطِّفُهَا وَبِالتَّلْطِيفِ تَزْكُو

فَتَفْضُل كلُ طِيبٍ فِي الشَّمِيمِ

وَتَفْتَقِدُ الأسَى مَنْ كُلِّ قَلْبٍ

بِحَيْثُ قَرَارَةُ الجُرْحِ الألِيمِ

فَحِسُّكَ حِسُّهُ لَكِنَّ بُرْءاً

كُلُومُكَ وَهْيَ مِنْ تِلْكَ الكُلُومِ

وَتَنْظُرُ فِي السَّرَائِرِ وَالطَّوَايَا

مُمَحَّصَةَ الحَميدِ مِنَ الذَّمِيمِ

فَلاَ يَخْفَى عَلَيْكَ أَدَقُّ شَيْءٍ

يَجُولُ بِخَاطِر العانِي الكَظِيمِ

وَتَرْعَى مَا النُّفُوسُ بِهِ تَنَاجَى

بِأَخْفَتَ مِنْ مُنَاجَاةِ النَّسِيمِ

وَقَدْ تَلْقَى مُنَاكَ مُصَوَّرَاتٍ

وَلَمْ يَخْطُرْنَ فِي ظَنِّ الحَمِيمِ

هُوَ الوَصْفُ العَجِيبُ وَلَيسَ تَلقَى

لَهُ وَجْهاً سِوَى الوَجْهِ القَسِيمِ

تَفَنَّنَ هَيْكَلٌ فِيهِ فَأَبْدَى

لَطِيفَ الحِسِّ فِي أجْلَى الرُّسُومِ

يُطِيلُ فَفِي الإطَالَةِ مِنْهُ سِرٌّ

يُديلُ الشَّوْقَ مِنْ سَأَمِ السَّئُومِ

فَإِنْ يُوجِزْ فَفِي الإِيجازَ رَجْعٌ

شَهِيٌّ مَا تَرَدَّدَ فِي الحُلُومِ

فَأمَّا البَحْثُ يَنْضُو الرَّأْيَ فِيهِ

وَيَنْهَضُ مِنْهُ بِالعِبْءِ الجَسيْمِ

وَيَسْتَوْفِي بِهِ مَا قَدَّمَتْهُ

نُهَى البُلَغَاءِ مِنْ عَرَبِ وَرُومِ

وَيَبْذُلُ جَاهِداً فِيهِ قُواهُ

لإِصْلاحٍ خَصِيصٍ أَوْ عَمِيمِ

فَمِضْمَارٌ مَضَى فِيهِ حُسَيْنٌ

مَضَاءَ المَقْدِمِ الدَّرِبِ العَزُومِ

وَجَارَى السَّابِقِينَ بِهِ فَجَلَّى

وَبَزَّ المُعَلِمِّينَ مِنَ القُزُومِ

كِتَابُ مُحَمَّد فِيهِ افتِنَانٌ

أفَاضَ مِنَ الحَديثِ عَلَى القَدِيمِ

وَحَلَّى بِاليَتيمِ سُمُوطَ دُرٍّ

تُسَلْسِلُ سِيرَةَ الفَرْدِ اليَتِيمِ

إذَا مَا الوَحْيُ عَادَ بِهِ جَدِيداً

وَلَمْ يَكُ بِالهَجِينِ وَلاَ السَّقِيمِ

فَذَلِكَ أنَّ أنْوَاراً تَجَلَّتْ

بِهِ مِنْ مَهْبِطِ اللهِ الحَكيمِ

لآياتِ الحِجَى وَالقَلبِ فِيهِ

رَوَائِعُ تَسْتَبِي لُبَّ الحَلِيمِ

هُوَ الشِّعْرُ الطَّلِيقُ مِنَ القَوَافِي

ومفْخَرَةُ النَّثِيرِ عَلَى النَّظِيمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصول الضاد طيبة الأروم

قصيدة أصول الضاد طيبة الأروم لـ خليل مطران وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي