أصهار الله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصهار الله لـ نزار قباني

1
ما جاء يوماً حاكم لهذه المدينة
إلا دعا الناس إلى المسجد..
يوم الجمعة..
و قال في خطبته العصماء
بأنه من أولياء الله…
و أصفياء الله…
و أصدقاء الله…

2
ما جاء يوما حاكم
لهذه المدينة المقهورة،
المكسورة،
الحزينة…
إلا ادعى، بأنه الممثل الشخصي،
و الناطق باسم الله..
فهل من المسموح،
أن أسأله تعالى..
هل أنت قد أعطيتهم وكالة
مختومة..موقعة؟..
كي يجلسوا على رقاب شعبنا
إلى الأبد….
هل أنت قد أمرتهم
أن يخربوا هذا البلد؟
و يسحقونا كالصراصير،
بأمر الله..
و يضربونا بالبساطير،
بأمر الله…
فإن سألت حاكما منهم
من الذي ولاك في الدنيا على أمورنا؟
قال لنا: يا جهلة..
أما علمتم أنني..
أصبحت صهر الله؟؟

3
أريد أن أصرخ:
يا الله !
هل أنت عينت وزير المال؟
إذن.. لماذا انفجر الفقر؟
لماذا انفجر الصبر؟
لماذا ساءت الأحوال؟
و أصبح الصحن الرئيسي هو الزبالة…
و أصبح العصفور في بلادنا..
لا يجد النخالة..
فهل غلاء الخبز..
شأن من شؤون الله؟؟
و هل غلاء الفول؟ و الحمص..
و الطرشي..
و الجرجير..
شأن من شؤون الله؟…
و هل غلاء الموت، و الأكفان،
شأن من شؤون الله؟
إذن لماذا يأكل الكبار كافيارا
و نحن نأكل النعال؟
إذن.. لماذا يشرب الضباط وسكيا
و نحن نشرب الأوحال؟
إذن.. لماذا لا يفرق الفقير في بلادنا
بين رغيف الخبز.. و الهلال..
إذن.. لماذا في بطون أمهاتهم
ينتحر الأطفال؟…

4
أريد أن أسأله تعالى.
هل أنت قد علمتهم
أن يجعلوا من جلدنا طبول؟
و يغسلوا دماغنا..
و يستبوا نساءنا..
و يركبونا بدل الحمير والخيول..
أريد أن أسأله تعالى
هل أنت قد أمرتهم؟
أن يكسروا عظامنا..
و يكسروا أقلامنا..
و يقتلوا الفاعل و المفعول
و يمنعوا الأزهار أن تنبت في الحقول؟؟

5
أريد أن أسأل :
يا الله..
هل أنت قد أعطيتهم
شيكا على بياض؟
ليشتروا فرساي.. و المملكة المتحدة
و يشتروا بابل.. و الحدائق المعلقة
و يشتروا الصحافة المرتزقة…
هل أنت قد أعطيتهم شيكا على بياض؟
ليشتروا التاج البريطاني.. و القصور..
و يشتروا النساء في الأقفاص، كالطيور
و القمر الأخضر في سماء نيسابور؟؟

6
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقا؟..
و هل من قاتل لشعبه
يصبح صهر الله؟؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي