أصنعي أيتها الشمس الأهله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصنعي أيتها الشمس الأهله لـ التجاني يوسف بشير

اقتباس من قصيدة أصنعي أيتها الشمس الأهله لـ التجاني يوسف بشير

أَصنعي أَيَتُها الشَمس الأَهله

وَاِنفُخي مِن روحك الطاهر فيها

وَقِفي مَزهوة مِنها مدله

مَوقف المطفل مِن غربتيها

فَإِذا ما أَيفَعَ البَدر وَشَبا

سَوفَ لا يَطلَع إِلّا لِتَغيبي

ثُمَ أَما عَرَف الأُفق وَدَبا

سَوفَ لا يَبحَث إِلّا عَن حَبيب

وَلَدى أَيتها الأُم كَما

وَلدت يوشع لِلأُفق القَمَر

صَنَعتهُ مِن دَم الفَجر لَما

صاغَها مِن دَمِهِ أَمس القَدَر

فَإِذا ما عَرف الأُفق وَدَبا

سَوف لا يَطلَع إِلّا لِتَغيبي

ثُمَ أَما عَرف الأُفق وَشَبا

سَوفَ لا يَبحَث إِلّا عَن حَبيب

هَكَذا عَلِمنا القَلب لِنَحيا

فَإِذا ما اِستنكره القَلب تَحجر

وَإِذا شئناه إِلهاما وَوَحيا

غَير ما شاءَ لَهُ الحُب تجبر

هَكَذا جنت وَكانَت وَا لِنَفسي

قَبساً مِن وَقدة السحر وَفيضا

كُلَّما عاودها مَطلع شَمس

زاد في يَنبوعها الدافق حَوضا

زَهرة كاثرت الدُنيا رُباها

بِالشَذى يَنفَح مِنها ويضوع

في الرُبى أَنبَت أَيار صباها

وَمَضى يودعها سر الرَبيع

فَيَأتِ مِن حُسنِها البَيت ظَلالا

سَكب الشعب عَلَيها ما سَكَب

ماجَ في أَنفاسِها القَلب وَجالا

كُلَّما لامسه الفكر وَثَب

صاغَها الخالق في غَير حُدود

مِن مَعانيها وَفي غَير مَدى

كَالنَدي نافح أَنفاس الوُرود

وَالشَذا ناوح أَطياف النَدى

وَمَضَت تَنزع مِن ثَوب صِباها

لَعب القَلب وَلَهو الصَغر

راشَها الحُب كَما راشَ فَتاها

وَرَمى قَلبَيهُما عَن قَدَر

فَاِستَقَلا صَهوة الحُب فَأَسري

بِهما أَبلَج رفاف الجَناح

كُلَّما أَطلَعت الآفاق بَدرا

نَسجاً مِنهُ أَغاني الصَباح

يا رَعى اللَه هزارين إِطمَأَنا

في ذَري دَوحيهما وَاِستَروَحا

هائِمين اِستَلهَما الحُب فَغَنى

بِهِما كُل جَميل أَصبَحا

هَكَذا حَتّى إِذا لَم يَبقَ إِلا

أَن يَطيرا بِجَناحي واحد

كانَ في دَوحِهِما حَيث اِستَظَلا

قَدر لَيسَ لَهُ مِن ذائد

هَكَذا يا قَلب جنت قَمر

وَهِيَ في أَزهر ما كانَ القَمَر

كَالرَبيع النَضر وَجه نَضر

وَصَبا مثل بَواكير الزَهر

حسبوا يا نكر ما قَد حسبوا

قَلبَها الخافق يَشري وَيُباع

وَهبوها لِلرَدى إِذ وَهَبوا

لِلفَتى اللذة مِنها وَالمتاع

ضلة جَمع أَهلوها الرِفاقا

وَأَداروا طَلَباً في طَلَب

فَرَضوا الصَمت عَلَيها وَالوِفاقا

وَأَبوا إِلا بَريق الذَهَب

قُل لَهُم إِذا خَنقوا في سرها

صَرخة القَلب وَآمال الشَباب

إِن قَدرتم فَاِنزَعوا مِن صَدرِها

أَهبه الحُب اِقتِصاراً وَاغتِصاب

لَم تَصوغوا قَلبَها الخافق حَتّى

تَفرُضوا الحُب عَلَيها وَالحَبيبا

فَدَعوها إِنَّما تَسمَع صَوتاً

قاسياً بَينَ حَناياها رَهيبا

إِنَّما أَنجبها الوالد بِنتاً

لَم يَضَع نَجوى وَلَم يَبرأ قُلوبا

وَلَئن أَشبَهها غَرساً وَنَبتاً

فَهُوَ لا يَملك في القَلب نَصيبا

سَلهم أَينَ لَقَد نَدت وَندا

قَلبَها الخافق مَجنوناً مُشَرد

فَاِنظُروا سُلطانه كَيفَ اِستَبَدا

وَاِنظُروا آلهها كَيف تَمرد

وَهُنا تَحت ظَلال الشَجَر

أَخَذت عَيناي في اللَيل شَبح

نائِماً كَالهَم مَلقى الأَزر

كُلَّما زاَيله الظل وَضح

هِيَ أَي وَاللَه عَيناً وَفَماً

هِيَ أَي وَاللَه حُسناً وَشَبابا

قَمَر أَحمَى العَذارى حَرَماً

طفر الحُب بِها باباً فَبابا

لَج في اللَوعة مَجنون الأَمَل

دافِناً حَسرَتهُ في أَدمُعي

قُلت يا وَيح حَبيب لَم يَزل

قَلبَها يَهذي بِهِ في الأَضلُع

يا جَمالاً جَنَ مِن ظُلم الوُجود

بَعدَ أَن جَنَ بِهِ الكَون وَهاما

أَفإن لَم تَرضَ في الحُب قُيود

هَكَذا يَرضى بِهِ الأَهل مَقاما

وَزعي يا قَمَر الحُسن كَما

وَزَع البَدر عَلى القَوم الشُعاعا

وَهبي العُميان مِنهُ مِثلَما

جَعَلَ اللَه الضُحى حَظاً مشاعا

وَاِنثُري قُدسك لَحماً وَدَما

وَهبيه الأَرض رَجساً وَوَضر

وَاِصنَعي مِنهُ خَطاياها فَما

وَزر البَدر وَلَم تَجن قَمَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصنعي أيتها الشمس الأهله

قصيدة أصنعي أيتها الشمس الأهله لـ التجاني يوسف بشير وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن التجاني يوسف بشير

أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي. شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف. عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو) . صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي. عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين) ، ومجلتي (أم درمان، والفجر) . توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.[١]

تعريف التجاني يوسف بشير في ويكيبيديا

التجاني يوسف بشير شاعر سوداني معروف يلقب بشاعر الجمال والروح والوجدان وهو من رواد شعر الرومانسية الصوفية المتجددة، مات وهو شاب وكتب أروع شعره وهو صغير. ورغم أنه عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة «مجلة أبولو ». وكثيراما تجرى المقارنة بينه وبين الشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي حيث انهما عاشا في الفترة نفسها تقريبا وتشابهت تجربتهما إلى حد بعيد.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي