أصبح الجد شعار العاملين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصبح الجد شعار العاملين لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة أصبح الجد شعار العاملين لـ محمد توفيق علي

أَصبَحَ الجِدُّ شِعارَ العامِلين

وَمَضى الهَزلُ وَعَهدُ اللاعِبين

وَحَطَمنا عُنوَةً أَغلالَنا

بِقُوى الحَقِّ وَسُلطانِ اليَقين

دارُ شُورانا بِنا آهِلَةٌ

رَغمَ أَعداءِ البِلادِ القاسِطين

وَطُفَيليين مِن أَذنابِهِم

يَشتَهونَ الحُكمَ حيناً بَعدَ حين

سُفِّهَت أَحلامُهُم حَتّى غَدَوا

ضحكَةَ اللاهي وَهُزءَ الساخِرين

كُلُّ يَومٍ يَصطَفيها سارِقٌ

هَو بِالقَيدِ وَبِالسِجنِ قَمين

صَنَمٌ لا روحَ في أَجلادِهِ

غَيرَ أَنَّ البَوَّ هَمُّ الحالِبين

أَيُّها الأَصنامُ مِن تَوحيدِنا

حَطمُكُم في اللَهِ رَبّ العالَمين

يا ذَليلَ الجَيشِ يا رِعديدَه

يا حَليفَ الذُلِّ وَالداءِ اللَعين

عِندَما كُنتَ صَبِيّاً خُنتَنا

واشِياً مُستَسلِماً لِلفاسِقين

وَاِنبَرَيتَ اليَومَ تشفي غَيظَهُم

مِن زَعيمِ النيلِ تاجِ المُخلصين

فَبِخِزيٍ بُؤ وَعارٍ خالِدٍ

وَتَبَوَّأ مَنصِباً في الأَرذَلين

سُمعَةُ السوءِ أَماني خامِلٍ

لَم يُنَوَّه باِسمِهِ في النابِهين

وَيلَهُ أَحذَرُ نَتناً إِن أَفُه

بِاسمِهِ يُجشي نفوسَ السامِعين

أَينَ ذاكَ البَأسُ لَمّا نَفَروا

نَفرَةَ العيرِ رَأى لَيثَ العَرين

أَسلَموا السودانَ جُبناً وَأَتَوا

يَقتُلونَ الأَوفِياءَ الباسِلين

جُرحُ سينوتٍ وَقى فادي الحِمى

بِحَياة كَحَياةِ المُرسَلين

هَكَذا الإِخلاصُ يا سينوتُ ما

بَعدَ هَذا مَفخَرٌ لِلفاخِرين

فِريَةُ التَفريقِ هَذا حَدُّها

فَلنُقبِّح أَوجُهَ المُستَعمِرين

إِنَّ حُبَّ النيلِ أَضحى دينَنا

وَقَديماً كانَ حُبُّ النيلِ دين

إيهِ يا مَكرمُ يا وَيصا وَيا

كُلَّ مَن يخلِصُ لِلنيلِ الحَزين

ما الَّذي تُنتِجُهُ أَحلامُكُم

مِن حَكيمِ الرَأيِ وَالنُصحِ الثَمين

وَذَكاءٍ تَزدَهي الدُنيا بِهِ

فَهوَ تاجُ الدَهرِ بَل حَليُ القُرون

خُلِّدَت آثارُهُ في هَرَمٍ

يَنطَحُ الأَفلاكَ أَو كَنزٍ دَفين

شُهَداءُ الحَقِّ لا قَوا رَبَّهُم

وَزَكت أَرواحُهُم في الطاهِرين

قُرِّبوا وَازَّيَّنَ الحورُ لَهُم

وَزَهَت دارُ الرِضا بِالأَكرَمين

كَم قَتيلٍ لَذَّ في مِصرَ الرَدى

وَدَّ لَو نُقتَلُ فيها أَجمَعين

أَو جَريح بَرَّحَت آلامُهُ

فَاستَطابَ الدَمعَ فيها وَالأَنين

نَحنُ لا نَطلُبُ إِلّا حَقَّنا

مِن أَشِدّاءَ عَلَينا مُعتَدين

جَلَّ هَذا الحَقُّ أَن يُعطى لَنا

مِنحَةً فَلنَنتَزِعهُ غاصِبين

وَليَعِش مَن عاشَ مِنّا سَيِّداً

وَليَمُت حُرّاً مَنِ اِستَوفى السِنين

أَيُّهَذا المُصطَفى في قَومِهِ

بَعدَ سَعدٍ وَالمُفَدّى وَالأَمين

عِندَما فاوَضتَهُم أَعجَبَنا

مِنكَ إِخلاصٌ يَسوءُ الخائِنين

وَإِباءٌ بورِكَت آلاؤُهُ

هُو لِلحُرِّ عَلى الضُرِّ مُعين

مُصطَفى التُركِ بَناها دَولَةً

تَفرَعُ النَجمَ وَتُعشي الناظِرين

بِظُبا كُلِّ حُسامٍ مُرهَفٍ

يَفلِقُ الهامَ وَيَمضي لِلوَتين

وَاِبنها أَنت لَنا سَعدِيَّةً

سَيفُها الحَقُّ يَقُدُّ الدارِعين

رُبَّ جَيشٍ كُتِبَ الظَفرُ لَهُ

أَعزَلٍ إِلا مِنَ الحَقِّ المُبين

إيهِ يا نحاسُ كُن نَحساً عَلى

دَولَةِ الفَردِ وَحُكمِ الجائِرين

أَو نُحاساً تَتَشَظّى فَوقَهُ

مُرهَفاتٌ في أَكُفِّ الغادِرين

لا تُعاوِنهُم وَقاطِعهم تَفُز

بِثَوابِ المُرشِدينَ المُهتَدين

وَاِترُك الدُنيا لِمَن يَرضى بِها

وَاِبنِ في التاريخِ صَرحَ الخالِدين

مُر فَما في مِصرَ إِلّا طاعَةٌ

لِرَئيسِ الوَفدِ فَخرُ الآمِرين

كُلُّ شَرعٍ سَنَّهُ الوَفدُ لَنا

هُوَ دينُ القِبطِ قَبلَ المُسلِمين

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصبح الجد شعار العاملين

قصيدة أصبح الجد شعار العاملين لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي