أصبحت أوسعهم لوما وتثريبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصبحت أوسعهم لوما وتثريبا لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة أصبحت أوسعهم لوما وتثريبا لـ معروف الرصافي

أصبحت أوسعهم لوَماً وتثريبا

لما امتطَوْا غارب الإفراط مركوبا

وألهبت منهم الأهواء جاريةً

إلى التفرٌّق اُلْهْبا فألهوبا

وأرسلوهنّ مُرخاةً أعِنّتها

يُوغِلن في الأمر إحضاراً وتقريبا

فأرهجوا الشرّ حتى أن هَبْوَتَه

مَدّت سُرادقها في اللوح مضروبا

راموا الصلاح وقد جاءوا بلائحة

خرقاء تترك شمل الشعب مشعوبا

قد كلّفوا شططا فيها حكومتهم

وخالفوا الحزم فيها والتجاريبا

عَدُّوا النصارى وعدوا المسلمين بها

ونحن نعهدهم طرّاً أعاريبا

قد حكّموا الدين فيها فعي مُعربَة

عمّا يكون لدعوى القوم تكذيبا

من مبلغ القوم أن المصلحين لهم

أمسوا كمن لبِس الجِلباب مقلوبا

ما بالهم وطريق الحق واضحةٌ

لا يسلكون إلى الإصلاح مَلحوبا

أفي مصالح دنياهم وهم عرب

جاءوا على حسب الأديان ترتيبا

ما ضرّهم لو نحَوْا في الأمر جامعةً

تنفي الكنائس عنها والمحاريب

لكنهم أمة تأبى مشاربهم

إلا التعصب للأديان مشروبا

قد حاولوا الحق واشتطّوا بمطلبه

حتى بدا وجهه كالليل غِربيبا

قد يطلب الحق طيّاش فيُبطله

ما كل طالب حقّ نال مطلوبا

قاموا يُريدون إصلاحاً فقمت لهم

استنطق الشعر تأهيلاً وترحيبا

ورحت أحتثّهم حدواً بقافية

غازلت في صدرها الآمال تشبيبا

حتى إذا مخضوا آراءهم ظهرت

للناس زُبدتها ثأياً وتخبيبا

ساروا وسرت فكان السير مختلفاً

يرمي لوَجهين تشريقاً وتغريبا

كانوا أحقّ البرايا مطلباً فغَدوا

من أبطل الناس في الدنيا مطاليبا

راموا انشقاق العصا بالشَغْبِ ملتهباً

والحقد مضطرماً والضِغن مشبوبا

إني لأبصر في بيروت قائبةً

للشَرّ مُوشِكةً أن تُخرج القُوبا

أو أكرة من دناميت إذا انفجرت

فنارها تنسف الشبان والشيبا

وقد رأيت أناساً واصلين بها

وهم بباريز مِلْبارود أنبوبا

وآخرين بمصر يطلبون لها

تفرقعاً يجعل المعمور مخروبا

ويترك الناس في دهياءَ مظلمة

يَرتدُّ منها بياض الشمس حُلبوبا

قل للعُرَيْسيّ والأنباء شائعة

والصحف تروي لنا عنه الأعاجيبا

علام تعقِد في باريز مؤتمراً

ما كنت فيها برأي القوم مندوبا

وهل تعمّد حقي العظم فَعلته

لما نمى خبراً للطان مكذوبا

إذا راح يستنجد الافرنج منتصفاً

كأنه حَمَل يستنجد الذيبا

خافوا التذبذُب في أعمال دولتهم

من أن يجُرّ على الأوطان تخريبا

وكان خوفهم حقاً لو أنهم

لم يعدِلوا عن طريق الحق تنكيبا

لكنهم جاوزوا نهج الصواب إلى

وادي تُهُلِك فاستقصوا به الحُوبا

ولم يُبالوا بما أبدَوْا من جَنَف

أن يُمسي الوطن المحبوب محروبا

فهم كمن فرّ من قَطر يُبلّله

ثَم انْتحى السيل أو جاء الميازيبا

لو كان في غير باريز تألُّبهم

ما كنت أحسبهم قوماً مناكيبا

لكنّ باريز ما زالت مطامعها

ترنو إلى الشام تصعيداً وتصويبا

ولم تزل كل يوم من سياستها

تُلقي العراقيل فيها والعراقيبا

هل يأمن القوم أن يحتلّ ساحتهم

جيش يدُكّ من الشام الأهاضيبا

يا أيها القوم لا يغرُركم نفر

ضجُّوا بباريز إفساداً وتشغيبا

جاءت رسائلهم بالشرّ مغريةً

تفتن في المكر أُسلوباً فأسلوبا

فطالعوهنّ بالأيدي مطالعةً

تسطو عليهن تمزيقاً وتأريبا

أن يصدُقوا أنهم لا يلبسون سوى

محض النصيحة في الدعوى الجلابيبا

فسوف يقرع كل سِنّةُ ندماً

ويُسبل الدمع في الخدين مسكوبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصبحت أوسعهم لوما وتثريبا

قصيدة أصبحت أوسعهم لوما وتثريبا لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي