أصبحت أفقر من يروح ويغتدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصبحت أفقر من يروح ويغتدي لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة أصبحت أفقر من يروح ويغتدي لـ ابن دانيال الموصلي

أَصبّحتُ أَفقَرَ مَن يَروحُ وَيغتدي

ما في يَدي من فاقتي إلاَ يَدي

في مَنزِلٍ لم يحَوِ غَيريَ قاعداً

فمتى رَقَدتُ رَقَدتُ غيرَ مُمَدَّد

لَمْ يبقَ فيهِ سِوى رسومِ حَصيرةٍ

ومخدَّةٍ كانَتْ لأُمِّ المهتَدي

تُلقى على طُرَّاحةٍ في حَشْوها

قملٌ شبيهُ السمسمِ المُتَبَدِّدِ

والبقُّ أَمثالُ الصّراصِرِ خِلقةً

مِن مُتْهمٍ في حَشوِها أو مُنْجدِ

يَجْعَلْنَ جِلْدي وارِماً فَتَخالُه

من قَرْصِهِنَّ به يذوبُ الجلمدُ

وترى بَراغيثاً بجسمي عُلِّقَتْ

مثلَ المحاجمِ في المساءِ وفي الغَدِ

وكذا البعوضُ يطيرُ وهو بِريشهِ

فمتى تمكّنَ فوقَ عرقٍ يفصُدِ

وَتَرى الخنافِس كالزنوجِ تصفّفَتْ

منْ كُلِّ سوداءِ الأَديمِ وأَسودِ

وَلَرُبّما قُرِنَتْ بِجَمْعِ عَقَاربٍ

قتالةٍ قدرَ الحمامِ الرُّكّدِ

وَتقيمُ لي عندَ المساءِ زبانَها

فأراهُ وهو كإصبع المتشهدِّ

هذا وَكَمْ من ناشرٍ طاوي الحشا

يبدو شبيهَ الفتكِ المتَسرِّدِ

يُبدي إذا ما انسابَ صفحةَ جَدولٍ

عَبَثَتْ بهِ ريحُ الصّبا مُتَجعِّدِ

والفارُ يَرْكضُ كالخيولِ تَسابُقاً

من كُلِّ جَرداءِ الأَديمِ وأجرَدِ

يأكُلنَ أَخشابَ السّقوفِ كمثلِ فا

راتِ النِّجارةِ إذْ تُحَكُّ بمِبْرَدِ

وكأنَّ نسجَ العنكبوتِ وَبَيْتَه

شَعْرِيّةٌ من فَوْقِ مُقْلَةِ أرمَدِ

وكذاكَ للحِرذَونِ صَوْتٌ مثلُهُ

في مَسْمَعي صوتُ الزِّنادِ المُصْلَدِ

وإذا رأى الخُفّاشُ ضوءَ ذُبالةِ

عندي أَضرَّ بِضَوئها المتَوَقِّدِ

وكأنّما الزنبورُ أُلبِسَ حُلّةً

مُوشِيّةً أعلامُها بالعَسْجدِ

مُتَرَنِّمٌ بينَ الذُّبابِ مُغَرِّدٌ

لا كانَ منْ مُتَرَنِّمٍ وَمُغَرِّدِ

حَشَراتُ بيتٍ لو تَلَقّتْ عَسْكراً

ولّى على الأَعقابِ غيرَ مُرَدَّدِ

هذا ولي ثوبٌ تَراهُ مُرَقّعاً

منْ كُلِّ لَونٍ مثل ريشِ الهُدْهدِ

لولا الشّقاوة ما وُلِدْتُ وَلَيتني

إذْ كانَ حظِّي هكذا لم أولَد

ولكيفَ أرضى بالحياة وَهمّتي

تسمو وَحَظِّي في الحضيضِ الأَوهدِ

وأرى السّعادةَ قد أُحِلّتْ مَعْشراً

رَبتَ العُلا لا بالنُّهى والسؤددِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصبحت أفقر من يروح ويغتدي

قصيدة أصبحت أفقر من يروح ويغتدي لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي