أسير بقيد العجز عن كل ذرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسير بقيد العجز عن كل ذرة لـ أبو مسلم العماني

أسير بقيد العجز عن كل ذرة

تصرفه الأقدار حسب المشيئة

غني عن الأكوان منك برحمة

فقير لما أسديت من كل نعمة

شكور لما أوليت غير جحود

لقد كان لما كان في حال ضره

له منك تدبير لأطوار أمره

دعاك وقد ضاق الخناق بوزره

دعاك ولا يرجو سواك لفقره

وأنت الذي تدعى لكل شديد

تدارك عظيم العفو ما هو حامل

بحطٍ وزكِّ الآن ما هو عامل

يؤمل هذا العبد والجود شامل

وما ظن يوماً أن يخيب آمل

بباب كريم في غناه حميد

ببابك عبد السوء يحمل أصره

يغوث إعلاناً وتعلم سره

ملظ بمحبوب الدعا لك دهره

ولم يك يشقى في دعائك عمره

ومنك يرجى اليوم كل مزيد

عرفتك رب العرش عرفان موقن

بما تتلقى المخلصين تلقني

الهي أقمني في رضاك وابقني

الهي تداركني بلطف واغنني

بواسع رزق من نداك عتيد

الهي كان الكون في العدم استكن

فأظهرت منه ما تحرك أو سكن

ولم يك إلا ما تكونه ولن

فمهما ترد شيئاً يكن بمقال كن

فهلا بكن تقضتي بأوسع جود

الهي والجود الالهي كامل

تمن به لا تقتضيه عوامل

على البر والفجار جودك هامل

يجود به من جوده العمر شامل

على كل موجود بكل وجود

توجهت الآمال للّه أجمع

ولم يبق غير اللّه من فيه أطمع

الهي ترى ذلي وفقري وتسمع

فما كان لي في غير جودك مطمع

وجودك منه طارفي وتليدي

وجودك يا ذا الجود أوثق حيلة

وجودك يا ذا الجود غيث محيلتي

وجودك رَوحي في الكروب الجليلة

وجودك إذ عز الشفيع وسيلتي

وجودك إذ عز البريد بريدي

لئن حال ما بيني وبينك حائل

من الذنب واستعصت على الوسائل

فإني ملح بالدعا لا أزائل

وإني لوقاف ببابك سائل

لفضلك راج منك نجح وعودي

الهي نفسي لا تبوء بخسرها

ولا قنطت من يسرها بعد عسرها

ولا سئمت من ضيقها تحت أسرها

وقد دفعتني الكائنات بأسرها

إليك ولم تحفظ وثيق عهودي

قصدتك ربي إذ عرفتك واحدا

وجدتك ربي إذ علمتك واجدا

إلى من أرد الوجه مولاي جاهدا

وإني إن زايلت بابك قاصدا

سواك فقد أبرمت نقض عقودي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسير بقيد العجز عن كل ذرة

قصيدة أسير بقيد العجز عن كل ذرة لـ أبو مسلم العماني وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن أبو مسلم العماني

أبو مسلم البهلاني العماني. شاعر عماني الأصل له ديوان فيه ما يربو المائتي قصيدة فيه الكثير من الحكم والوجدانيات والإلهيات ودلائل التوحيد والأخلاق. ومن ذلك قوله: لو تلمحت حكمة الله فيما تقتضيه الأقدار في الأطوار ويقول: افض لي من العلم اللداني يا عليم بحراً وحقق يا عليم حقيقتي[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي