أسلم للأيام أم لا أسلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسلم للأيام أم لا أسلم لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أسلم للأيام أم لا أسلم لـ السري الرفاء

أُسَلِّمُ للأَيَّامِ أَم لا أُسَلِّمُ

وأَحمِلُ ظُلْمَ الدَّهْرِ أَمْ أتظَلَّمُ

بَكَيتُ على شِعْرٍ أُصيبَ كما بكى

على مالكٍ لمَّا أُصيبَ مُتَمِّمُ

تَعزَّيْتُ عن نَيْلِ الثَّراءِ بِفَضْلِهِ

وما مُعْدِمٌ أثرى من الفَضْلِ مُعْدِمُ

أُجانِبُ فيه لذَّتي ومَكاسبي

وأهجُرُ فيه النَّومَ والناسُ نُوَّمُ

إذا ما المعاني أَومَضَتْ لي بُروقُها

وساعَدَها وَشْيُ الكَلامِ المُنَمنَمُ

رَأَيْتُ التهابَ الحَلْيِ في جِيدِ غادَةٍ

تَرائِبُها من تَحتِهِ تَبَتَسَّمُ

نِظامٌ منَ السِّحْرِ الحلالِ مُخَيِّلٌ

لِسامِعِهِ أنَّ الكَواكِبَ تُنظَمُ

فَلمَّا اغتَدَى كالسَّيفِ أَخلَصَ صَيْقَلٌ

ظُباه وكالرُّمْحِ انتحاه مُقَوِّمُ

وعاذَتْ برَيَّاه النُّفوسُ كأنَّه

نَسيمٌ على أيدي الصَّبا يُتَنَسَّمُ

تَحلَّى به قَوْمٌ سِوايَ فكذَّبوا

وهل يَلِدُ الشُّهْبَ المَلامِحِ أدهَمُ

وشُنَّتْ عليه للمَجانينِ غارَةٌ

فأصبحَ نَهباً بينَهم يُتَقَسَّمُ

هي الغارَةُ العُظمى التي بسيوفِها

أُبيحَ حِمى الآدابِ وهو مُحرَّمُ

أرى الجَوْرَ قد عَمَّ الأنامَ بأَسْرِهِمْ

فلا عَدْلَ إلا للظُّبا حينَ تَحكُمُ

أَيُدْفَعُ عن حَلْيِ البَلاغَةِ مُعْرِبٌ

ويَرْفُلُ في وَشْيِ الفَصاحَةِ أَعْجَمُ

هوَ النَّقَدُ المسلوبُ من غارَةِ الوَغَى

ولكنَّهُ في غارَةِ الشعرِ ضَيْغَمُ

يَفوتُ الحديدُ النَّابِ والظِّفرِ إن سَطا

فما ضَرَّه إن راحَ وهو مُقَلَّمُ

دَعُوا الأْنجُمَ الزُّهْرَ التي أَعجَزَتْكُمُ

لمَطْلِعِها ما دامَ للشعرِ أنجُمُ

ولا تُحْفِظُوا رَبَّ الحِفاظِ لأنَّه

حَلَتْ لكُمُ أخلاقُه وهو عَلْقَمُ

يَمُجٌّ لكم شهدَ الكَلامِ لِسانُه

وما مَجَّ يَوماً قبلَه الشَّهْدَ أَرقَمُ

رَدَدْتُ سِهامَ الذَّمِّ عنكم مُذَمَّماً

وبعضُ قوافي الشِّعْرِ سَهْمٌ مُسَمَّمُ

رَأيتُكُمُ مَوتَى فكَفْكَفْتُ غَربَها

وهل ناظرَ الأمواتَ حينَ تَكَلَّم

وإن تَسْأَلوني قَطرةً من مَحاسنٍ

فحَوضيَ من ماءِ المحاسنِ مُفعَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسلم للأيام أم لا أسلم

قصيدة أسلم للأيام أم لا أسلم لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي