أسفا لمن قد مات قبل مماته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسفا لمن قد مات قبل مماته لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة أسفا لمن قد مات قبل مماته لـ ناصيف اليازجي

أسَفاً لمن قد ماتَ قبلَ مَماتِهِ

لا بل لَعَمْري مات قبلَ حياتِهِ

لم يَدْرِ طَعْمَ العَيشِ مُنتبِهاً لهُ

كالحَيِّ حَتَّى ذاقَ طَعْمَ وَفاتِهِ

هذا غُلامٌ كالكُهولِ فكيفَ لو

بَلغَ الشَبابَ وخاضَ في فَلوَاتِهِ

ما زالَ يَنَحتُ ذِهنُهُ من قَلبِهِ

حَتَّى بَراهُ فكانَ شَرَّ عُدَاتِهِ

نَهْنِه دمُوعَكَ يا أبهاُ فقد جَرَى

ما قد جَرَى ومَضَى على عِلاّتِهِ

أشقَى الوَرَى عَيناً وأضيَعُ مَدمعاً

مَن قد بَكَى للأمرِ بعد فَواتِهِ

قد كانَ قبلَ البَينِ أهلاً للبُكا

إذ لم يكُنُ أمَلٌ بطُولِ ثَباتِهِ

عَهدِي بهِ أنْ لا يعيِشَ نَظيرُهُ

فَحسِبتُهُ قد جَفَّ مُنذُ نَباتِهِ

إذ لم يَجِدْ في الناسِ أمثالاً لهُ

طَلَبَ الملائكَ فَهْيَ من طَغمَاتِهِ

ولقد رآهُ الدَّهرُ من آحادِهِ

فلِذاكَ لم يُدْخِلْهُ في عَشَراتِهِ

يا صاحبَ السَّبْعِ السِّنينَ ودُونِها

ماذا تَرَكتَ لشَيخِنا في ذاتِهِ

أنتَ الغريبُ كما نَرَاكَ وهكذا

شَمْلُ الغريبِ يكونُ قُرْبَ شتاتِه

قد ضاق جسمك عن مدى النَّفس التّي

ضغطت هياكِلها جميع جهاتهِ

فمَضت إلى الموعودِ من غاياتِها

ومَضَى إلى المعهودِ من غاياتِهِ

هذا الذي تَرَكَ الأبُ الأقصَى لنا

لكن كَحظِّ بَنيهِ حَظُّ بَناتِهِ

كأسٌ على الغِلمانِ يَعرِضُ تارةً

قبلَ الشُّيوخِ لُسوءِ رأيِ سُقاتِهِ

يا أيُّها القبرُ الذي استُودِعْتَهُ

أبشِرْ فما من قائلٍ لكَ هاتِهِ

إِعطِفْ عليهِ فأنتَ حَقاً أمُّهُ

وازجُرْ ثَراك مُؤَدِّباً حَشَراتِهِ

واحرصْ على ذاكَ اللِسانِ فإنَّهُ

قد كانَ يَسقِي الشَّهْدَ من كَلِماتِهِ

لَكَ أُمُّهُ رَبَّتْهُ فاشكُرْ فَضْلَها

واشكُرْ أباهُ فذاكَ من حَسنَاتِهِ

يا طالما سَهِرَتْ عليهِ فقُلْ لها

ها قد أمِنْتِ اليومَ من يَقَظاتِهِ

لا تَخلَعي ثوبَ السَّوادِ لأجلِهِ

ما دامَ تحتَ اللَحْدِ في ظُلُماتِهِ

لمّا رآكِ وقد دَعَوْتِ بفارسٍ

سَبَقَ الرِّجالَ وجَدَّ في خَطَواتِهِ

لا تُنكِري هذا القَضاءَ بمَوتِهِ

فلَقَدْ جَرَى فيهِ على عاداتِهِ

بَلغَ الكمالَ كطاعنٍ في سنِّهِ

فَيكونُ ذلكَ مُنتَهَى أوقاتِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسفا لمن قد مات قبل مماته

قصيدة أسفا لمن قد مات قبل مماته لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي