أسرفن في هجري وفي تعذيبي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أسرفن في هجري وفي تعذيبي لـ ابن خلدون

اقتباس من قصيدة أسرفن في هجري وفي تعذيبي لـ ابن خلدون

أسرفن في هجري وفي تعذيبي

وأطلن موقف عبرتي ونحيبي

وأبين يوم البين وقفة ساعة

لوداع مشغوف الفؤاد كئيب

لله عهد الظاعنين وغادروا

قلبي رهين صبابة ووجيب

غربت ركائبهم ودمعي سافح

فشرقت بعدهم بماء غروب

يا ناقعاً بالعتب غلة شوقهم

رحماك في عذلي وفي تأنيبي

يستعذب الصب الملام وإنني

ماء الملام لدي غير شروب

ما هاجني طرب ولا اعتاد الجوى

لولا تذكر منزل وحبيب

أهفو إلى الأطلال كانت مطلعاً

للبدر منهم أو كناس ربيب

عبثت بها أيدي البلى وترددت

في عطفها للدهر أي خطوب

تبلى معاهدها وإن عهودها

ليجدها وصفي وحسن نسيبي

وإذا الديار تعرضت لمتيم

هزته ذكراها إلى التشبيب

إيه عن الصبر الجميل فإنه

ألوى بدين فؤادي المنهوب

لم أنسها والدهر يثني صرفه

ويغض طرفي حاسد ورقيب

والدار مونقة محاسنها بما

لبست من الأيام كل قشيب

يا سائق الأظعان يعتسف الفلا

ويواصل الأسآد بالتأويب

متهافتاً عن رحل كل مذلل

نشوان من أين ومس لغوب

تتجاذب النفحات فضل ردائه

في ملتقاها من صباً وجنوب

إن هام من ظمإ الصبابة صحبه

نهلوا بمورد دمعه المسكوب

أو تعترض مسراهم سدف الدجى

صدعوا الدجى بغرامه المشبوب

في كل شعب منية من دونها

هجر الأماني أو لقاء شعوب

هلا عطفت صدورهن إلى التي

فيها لبانة أعين وقلوب

فتؤم من أكناف يثرب مأمناً

يكفيك ما تخشاه من تثريب

حيث النبوة أيها مجلوة

تتلو من الآثار كل غريب

سر عجيب لم يحجبه الثرى

ما كان سر الله بالمحجوب

إني دعوتك واثقاً بإجابتي

يا خير مدعو وخير مجيب

قرت في مدحي فإن يك طيباً

فبما لذكرك من أريج الطيب

ماذا عسى يبغي المطيل وقد حوى

في مدحك القرآن كل مطيب

يا هل تبلغني الليالي زورة

تدني إلي الفوز بالمرغوب

أمحو خطيئاتي بإخلاصي بها

وأحط أوزاري وإصر ذنوبي

في فتية هجروا المنى وتعودوا

إنضاء كل نجيبة ونجيب

يطوي صحائف ليلهم فوق الفلا

ما شئت من خبب ومن تقريب

إن رنم الحادي بذكرك رددوا

أنفاس مشتاق إليك طروب

أو غرد الركب الخلي بطيبة

حنوا لمغناها حنين النيب

ورثوا اعتساف البيد عن آبائهم

إرث الخلافة في بني يعقوب

الطاعنين الخيل وهي عوابس

يغشى مثار النقع كل سبيب

والواهبين المقربات صوافناً

من كل خوار العنان لعوب

والمانعين الجار حتى عرضه

في منتددى الأعداء غير معيب

تخشى بوادرهم ويرجى حلمهم

والعز شيمة مرتجى ومهيب

سائل به طامي العباب وقد سرى

تزجيه ريح العزم ذات هبوب

تهديه سهب أسنة وعزائم

يصدعن ليل الحادث المرهوب

حتى انجلت ظلم الضلال بسعيه

وسطا الهدى بفريقها المغلوب

يا بن الألى شادوا الخلافة بالتقى

واستأثروك بتاجها المغصوب

جمعوا لحفظ الدين أي مناقب

كرموا بها في مشهد ومغيب

لله مجدك طارفاً أو تالداً

فلقد شهدنا منهن كل عجيب

كم رهبة أو رغبة بك والعلى

تقتاد بالترغيب والترهيب

لا زلت مسروراً بأشرف دولة

يبدو الهدى من أفقها المرقوب

تحيي المعالي غادياً أو رائحاً

وحديد سعدك ضامن المطلوب

شرح ومعاني كلمات قصيدة أسرفن في هجري وفي تعذيبي

قصيدة أسرفن في هجري وفي تعذيبي لـ ابن خلدون وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر. الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه. اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر. ومن كتبه: (شرح البردة) ، وكتاب في (الحساب) ، ورسالة في (المنطق) ، و (شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط) .[١]

تعريف ابن خلدون في ويكيبيديا

أَبُو زَيْدٍ وَلِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَٰنِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن جَابِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَٰنِ بن خَلْدُوْن الْحَضْرَمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ الشهير اختصاراً بِـ«ابن خَلْدُون»: عالمٌ من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ وذلك بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق؛ ليكون أوّل من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية. امتهن الكتابة في ديوان الرسائل في شبابه وأصبح رسولاً بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس قبل أن يهاجر إلى مصر ويُقلد قضاء المالكية على يد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق؛ ترك مُراسلة الملوك وانصرف للدراسة والتصنيف وألّف عديد الكُتب كان من أهمها كتاب «العبر وديوان المُبتدأ والخبر في أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر» والذي عُرف اختصارًا بـ«تاريخ ابن خلدون». ومقدمة هذا الكتاب الشهيرة بـ«مقدمة ابن خلدون» والتي تعد كتاباً بذاتها. وُلد ابن خلدون في تونس زمن الدوّلة الحفصية، وقضى بها طفولته قبل أن يبدأ تنقله بين المُدن في المغرب العربي وبلاد الأندلس واعتكف وهو بالمغرب للدراسة، وأنهى مقدمته الشهيرة قبل هجرته إلى مصر ومنها توجّهَ لأداء فريضة الحج. دخل وسيطاً لحقن الدماء بين أهالي دمشق وجيوش تيمورلنك فكان ضمن القضاة المُرافقين للسطان المملوكي الناصر زين الدين فرج. في دمشق نزل بالمدرسة العادلية وأقام بها حتّى أتمّ مهمته. فيما عدا هاتين الرحلتين لم ينقطع عن مصر وكان مُعلماً في إحدى مدارس المالكية بالقاهرة وهي المدرسة القمحية، وكذلك في المدرسة الظاهرية البرقوقية عقب تأسيسها. خلال دراسته لأحوال الشعوب والمجتمعات اكتشف ابن خلدون علم العمران البشري وهو مُلخص حياة الدوّل وما تصل إليه من ازدهارٍ ثم اضمحلالٍ، ويهدف هذا العلم لدراسة أحوال الناس في أوضاعهم المعيشية والسياسية والدينية والاجتماعية وفق رؤيةٍ علميةٍ وتأريخ صحيح للمجتمعات من خلال إبعاد التأثيرات الخارجية لآراء المؤرخين الشخصية. لمؤلفات ابن خلدون أثرٌ كبير في الفكر العالمي إذ يُعدُّ أول من درس نشوء وتفكك الدوّل وفق رؤيةٍ كاملة شملت النُظم السياسية والاجتماعية والسياسات الاقتصادية والنقدية إضافة لمستوى التقدم في العُمران المدني، هذه الأفكار جعلت منه شخصيةً مركزيةً في الدراسات المعاصرة له قبل انهيار الحضارة الإسلامية، وشكّل عند العجم منارةً علميةً في العلوم السياسية والاقتصاد فدُرست مؤلفاته وتُرجمت إلى عدّة لغات، وأولُ هذه الدراسات كانت على يد جاكوب خوليو الذي تتبع فكر ابن خلدون وألّف كتابه المعنون رحلات ابن خلدون عام 1636. تُرجم الكتاب إلى اللغات اللاتينية والفرنسية واليونانية. يُعدُّ ابن خلدون أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً حيث اشتملت أجزاء تاريخه -مؤلفه الأكبر- على تفاصيل حياته كلِّها، وما عاناه أثناء ولادة وموت الممالك في المغرب العربي إضافةً لما رآه أثناء الإقامة في مصر ووساطته مع تيمورلنك ورحلته لأداء فريضة الحج.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن خلدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي