أريحيات صبوة ومشيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أريحيات صبوة ومشيب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة أريحيات صبوة ومشيب لـ البحتري

أَريَحِيّاتُ صَبوَةٍ وَمَشيبُ

مِن سَجايا الأَريبُ شَيئاً عَجيبُ

وَبُكاءُ اللَبيبِ بَعدَ ثَلاثٍ

وَثَلاثينَ في البَطالَةِ حوبُ

فَالنَدا بِالرَحيلِ حينَ يُنادى

بِحُلولٍ عَلى الشَبابِ مُشيبُ

إِنَّ لَيلاً تَبَسَّمَ الصُبحُ فيهِ

عَن زَوالِ الظَلامِ عَنهُ قَريبُ

طالَما قَد سَحَبتُ ذَيلَ التَصابي

وَرِداءُ الشَبابِ غَضٌّ قَشيبُ

لَعِباً يَستَدِرُّ خِلفَ شَبابي

حَلَبَ الدَهرَ زَينَباً وَلَعوبُ

وَالغَواني إِن غَنَّينَ عَفافاً

يَطَّبيهُنَّ مِنهُ حُسنٌ وَطيبُ

فَمَتى شِئتَ مالَ مِنها قَضيبٌ

وَمَتى شِئتَ هالَ مِنها كَثيبُ

وَلَكَم مُقلَةٍ لِذاتِ دَلالٍ

مَقَلَتني بِالوُدِّ وَهِيَ عَذوبُ

كُنتُ إِنسانَها فَصِرتُ قَذاها

مَن لَها بِالشَبابِ وَهُوَ رَطيبُ

وَعِيونٍ مَزَجنَ فِيَّ رَكايا

مِن رَكايا الشُؤونُ وَهِيَ الغُروبُ

مَرِهَت لِلنَوى فَلَمّا رَأَتني

كَحَلَّتها نَحافَةٌ وَشُحوبُ

نَكَباتٌ عَضَضنَ حُرّاً كَريماً

طابَ فَاِستَعذَبَتهُ عَضّاً نُكوبُ

لِنُيوبِ الزَمانِ فيهِ صَريفٌ

وَبِهِ مِن عِضاضِهِنَّ نُدوبُ

ثُمَّ أَبقَت بِزَعمِها لِيَ عوداً

عَجَمَتهُ الخُطوبُ وَهُوَ صَليبُ

وَأَخِلّاءُ عَزمَتَي عَنتَريسٌ

وَزَماعٌ وَرِحلَةٌ وَدُؤوبُ

فَإِذا الغانِياتُ أَنكَرنَ شَخصي

عَرَفَتني فَدافِدٌ وَسُهوبُ

وَعَزيمٌ تَخُبُّ بِاِبنِ عَزيمٍ

جاذِباهُ الإِدلاجُ وَالتَأويبُ

فَإِلى العيسِ مَفزَعي وَالفَيافي

كُلَّما هَزَّني الزَمانُ العَصيبُ

وَسِراجى رَوِيَّةٍ أَرَياني

مَن إِلَيهِ أَنحو وَعَمَّن أَؤوبُ

مَن بِجَدواهُ مِن صُروفِ اللَيالي

فُقِئَت أَعيُنٌ وَفُلَّت نُيوبُ

مَن إِذا قُلتُ يا أَبا زَكَرَيّا

سالَمَتني الأَيّامُ وَهِيَ حُروبُ

أَرِدَ البَحرَ لا الثِمادَ فَمِثلي

لا يُرَوّيهِ جَدوَلٌ وَقَليبُ

قَد أَهابَ الرَجاءُ بِاِبنِ المُعَلّى

بِلِسانِ القَريضِ وَهُوَ خَطيبُ

لَفتَى سُؤدُدٍ لَهُ نَفَحاتٌ

يَعتَفيها المَحروبُ وَالمَكروبُ

نَفَحاتٌ يُعِدنَ بَعدَ شِماسٍ

رَيِّضَ الدَهرِ وَهُوَ عَودٌ رَكوبُ

لِعُيونِ الخُطوبِ بَعدُ شِماسٌ

وَلِقَلبِ الزَمانِ مِنها وَجيبٌ

وَجَديرٌ بِأَن تُلَبّيكَ مِنهُ

غُدُرٌ جَمَّةٌ وَرَوضٌ عَشيبُ

فَهُوَ في هامَةِ العُلى حَيثُ يَأوي

مِن مُنادي النَدى قَريبٌ مُجيبُ

وَذَراهُ فيهِ الحَميمُ سَواءٌ

حينَ يَعفوهُ وَالنَزيعُ الجَنيبُ

مَألِفٌ لِلغَريبِ ما فيهِ إِلفٌ

مِن وُفودِ العُفاةِ إِلّا الغَريبُ

يُرتَجى مِن يَمينِهِ ما يُرَجّى

مِن يَمينِ الحَيا مَكانٌ جَديبُ

عارِضٌ صَوبُهُ حِجىً وَعَفافٌ

وَنَوالٌ مِنَ اللُجَينِ صَبيبُ

يَمتَريهِ الثَناءُ وَالمَجدُ ما لَم

تَمرِ أَطباءَ ما يَليها الجَنوبُ

وَحَبيبٌ إِذ قالَ وَهُوَ مَروقٌ

ديمَةٌ سَمحَةُ القِيادِ سَكوبُ

لَو رَأَت عَينُهُ حَيا كَفِّ يَحيى

لَم تَرُقهُ الغُيوثُ وَهِيَ تَصوبُ

مُستَخِفٌّ يَمُدِّ كَفَّيهِ عِلماً

أَنَّ لِلدَهرِ نائِباتِ تَنوبُ

فَيَميناهُ جَعفَرٌ وَسَعيدٌ

وَهُما تارَةَ شَرىً وَشَبيبُ

وَعَديمُ الغَريبِ طَوراً ذُعافٌ

شيبَ بِالصابِ وَهُوَ طَوراً ضَريبُ

وَبِعَينِ الوَفاءِ وَالمَجدِ فيهِ

كُلُّ هَذاكَ أَنَّهُ لا يَحوبُ

وَإِذا المُشكِلاتُ ضافَت ذَراهُ

وَعَرَتهُ حَوادِثٌ وَخُطوبُ

تَفرِهاتي وَتِلكَ هَبَّةُ رَأيٍ

يُخطِىءُ المَشرِفِيُّ وَهِيَ تُصيبُ

ما عَلَيهِ أَلّا يَكونَ حُساماً

وَلَهُ في الخُطوبِ ذاكَ الهُبوبُ

كُلَّ يَومٍ تَرى سَماحاً وَبَأساً

مَكرُماتِ يَحلو بِها وَيَطيبُ

وَفَعالٌ إِلى قُلوبِ المَعالي

وَقُلوبِ الآمالِ مِنهُ حَبيبُ

وَإِذا عارِضُ المَنِيَّةِ أَوفى

وَبَنوها يَبُلُّهُم شُؤبوبُ

وَأَرتَكَ الهَيجاءُ مِنهُم غُروراً

لِنُجومِ الرِماحِ مِنها وُجوبُ

قامَ فيها بِحُجَّةِ البَأسِ عَنهُ

ذَكَرٌ مُرهَفٌ وَباعٌ رَحيبُ

فَبَدَت بي إِلَيكَ يا اِبنَ المُعَلّى

هِمَّةٌ هِمَّةٌ وَدَهرٌ نَكوبُ

في بِلادٍ تَرى الكَريمَ أَكيلاً

ثَمَّ لِلجَدبِ وَالزَمانُ خَصيبُ

رَيبُ هَذا الزَمانِ فيهِ عَضوضٌ

وَمُحَيّا الزَمانِ عَنهُ قَطوبُ

قَد شَكَونا إِلَيكَ شَكوى شَكاها

عامُ مَحلٍ إِلى الغَمامِ جَدوبُ

وَرَضينا بِحُكمِ غَيثِكَ فيها

أَنَّهُ صائِبٌ وَأَنتَ مُصيبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أريحيات صبوة ومشيب

قصيدة أريحيات صبوة ومشيب لـ البحتري وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي