أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى لـ ناصيف اليازجي

أرَى فِتنَةَ الدُّنيا هي الآيةُ الكُبرَى

يَضِلُّ بها الهادي فيلهو عن الأُخرَى

غَفَلْنا بها عمَّا بها عن جَهالةٍ

فليسَ بما في البيتِ صاحبُهُ أدرَى

تَظَلُّ المنايا واقفاتٍ بمَرصَدٍ

فمن فاتَ يُمناها تَلَقَّتْهُ باليُسرَى

نَراها على غير اعتبارٍ بما نرى

كما الواو في عمروٍ تُخَطُّ ولا تُقرا

يَظُنُّ الذي خلفَ الجِنازةِ أنَّهُ

أمينٌ فلا يجري على ذلك المَجرَى

ترى عينُهُ حُفَرَ الضَّريحِ وقلبُهُ

هنالِكَ مشغولٌ بأنْ يبتني قَصْرا

غِشاءٌ من الدُّنيا علينا كأنَّها

عَلى حَدَقِ الأبصارِ قد كَتَبتْ سِحْرا

لنا كلَّ يومٍ خُطبةٌ من جِنازةٍ

ولكنَّ في الآذانِ عن صوتها وَقْرا

قدِ اندَكَّ في بَغدادَ طَوْدٌ فأجفَلَتْ

لهُ الشَّامُ حتى هزَّ من هَوْلِهِ مِصرا

أتاهُ رسولُ البينِ في حين غفلةٍ

وقد هابهُ جَهْراً فداهَمَهُ غَدْرا

قد اختارهُ الباقي الذي هو عبدُهُ

بليلٍ إليهِ في الطِّباقِ بهِ أسرَى

فكانَ لهُ في دارةِ الأرضِ مأتَمٌ

وفي العرشِ عيدٌ يجمعُ الفِطرَ والنَّحرا

إمامٌ من الأفراد في أهل عصرِهِ

شمائلُهُ الغرَّاءُ قد زانت العَصْرا

أدَقُّ الوَرَى فِكراً وأكرمُهُم يداً

وأفصَحُهم نظماً وأبلغُهم نَثرا

هوَ العُمَرِيُّ الباذخُ الشَّرفِ الذي

حباهُ بهِ الفاروقُ وهوَ بهِ أحرَى

جميلُ الثَّنا لا يقطعُ الدَّهرُ ذِكرَهُ

صدقتُ ولكن ذِكرُهُ يقطعُ الدَّهرا

لئن باتَ في أكفانهِ البيضِ مُدرَجاً

ففي جَنَّةِ الخُلدِ ارتدَى سُندُساً خُضْرا

وإن لم يَذُقْ في الأرضِ خمراً فقد سُقي

هناكَ خموراً غيرَ مُعقبةٍ سُكرا

لقد كُنتُ أجني الدُرَّ من لفظهِ وها

أنا من ثناهُ اجتلي الأنجُمَ الزُّهرا

وأذكرُ من ألطافِهِ ووِدادهِ

بدائعَ شَتَّى لا أُطيقُ لها ذِكرا

يَشُقُّ على قلبي رِثاءٌ أخُطُّهُ

لهُ ودموعي أوشكت تُذِهبُ الحِبْرا

وتُوشِكُ أن تُصلى الصَّحيفةُ في يدي

فتُحرَقُ من تصعيدِ أنفاسِيَ الحَرًّى

سَقَى الله قبراً ضمَّ أعظُمَهُ وكم

فؤادٍ تمنَّى أن يكونَ لهُ قَبْرا

ولو كانَ القبرُ يَملِكُ أمرَهُ

لرَدَّ البِلَى عنهُ واحرَزَهُ ذُخرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى

قصيدة أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي