أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى لـ أبو الحسن الششتري

اقتباس من قصيدة أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى لـ أبو الحسن الششتري

أرى طالباً مِنّا الزِّيادةَ لا الحسْنى

بفِكرٍ رَمى سهْماً فعَدَّى بهِ عدْنا

وطالِبَنا مطلوبُنا مِن وُجودِنا

نغيبُ به عَنَّا لدَى الصَّعْقِ إِذْ عَنَّا

ترَكْنا حُظُوظا من حضيض لحُوظِنا

مع المقصد الأقصى إِلى المطلب الأسنى

ولم نُلف كُنْه الكَوْن إِلا تَوهُّماً

وليْس بشيءٍ ثابِت هكذا الفيْنا

فرفْضُ السِّوى فرْضٌ علينا لأنَّنا

بِملَّةِ محوِ الشركِ والشَّكِّ قد دنَّا

ولكِنّه كيف السَّبيلُ لرَفضِهِ

ورافِضُه المرفوضُ نحن وما كُنَّا

فيَا قائِلاً بالوصْل والوقْفةِ التي

حجِبت بها اسمعْ وارعوى مثل ما أبْنا

تقيَّدْت بالأوهام لمَّا تداخَلتْ

عليك ونورُ العَقْلِ أورثك السجْنا

وهِمْت بأنْوارِ فهِمْنا أصولَها

ومنْبعها منْ أينَ كان فما هِمنا

وقد تحْجُبُ الأنوار للعبْدِ مثْل ما

تقيَّد من إِظلامِ نفْس حوَتْ ضِغنا

وأيُّ وِصالٍ في القضيَّة يُدَّعى

وأكملُ مَنْ في النَّاس لم يدَّع الأمنْا

ولوْ كان سرُّ الله يُدركُ هكذا

لقالَ لنَا الجمهورُ ها نحن ما خِبْنا

فكم دونَه من فِتْنةٍ وبليَّةٍ

وكم مَهْمهٍ من قبْل ذلك قد جُبْنا

فلا تلْتفِتْ في السَّير غيراً وكلُّ ما

سِوى الله غيرُ فاتخِذْ ذِكرَه حِصْنا

وكلُّ مَقامِ لاتقُمْ فيهِ إِنَّه

حجابٌ فجِدَّ السَّير واستَنْجِدْ العوْنا

ومهْما ترى كلُّ المراتِبِ تجْتلي

عليْكَ فحلْ عنها فعَين مِثْلها حُلْنا

وقُلْ ليْس لي في غَير ذاتِكَ مَطْلٌ

فلا صورةٌ تُجْلى ولا طُرفة تُجْنى

وسِرْ نحْو أعْلام اليمين فإنها

سبيلٌ بها يُمْنٌ فلا تتركَ اليمُنا

أمامَك هَولٌ فاسْتمِعْ لوصيَّتي

عِقال من العَقْلِ الذي منه قد تُبْنا

أبادَ الوَرى بالمشْكلات وقَبْلهم

بأوهامِه قد أهْلَك الجِنَّ والبِنَّا

محجَّتُنا قطْع الحجا وهوَ حجُّنا

وحَجَّتُنا تتلوه باءٌ بِها تُهْنا

يُبطِّئنا عند الصُّعودِ لأنَّه

يودُّ لوَانَّا للصَّعيدِ قد أخْلَدْنا

تلوحُ لَنا الأطْوارُ منه ثلاثَةً

كَرَّاءٍ ومَرْئِيِّ ورؤيةِ ما قُلْنا

ويُبْصر عبْداً عنْد طورِ بقائِهِ

ويرجِع موْلى بالفَنا وهوَ لا يَفْنى

ولوْحاً إِذا لاحَت سُطورُ كَيانِنا

له فيه وهو اللَّوْح والقلم الأدنى

يكُدُّ خُطوط الدَّهْر عنْد التفاتِه

إِحاطَتَه القُصوى التي فيه أظْهرْنا

أقام دُوَين الدهْرِ سِدرَةَ ذاتِه

ونحو ووصْف الكلِّ في وصفه حِرنا

يقَيِّد بالأزمانِ للدَّهْرِ مثْل ما

يكيِّف للأجسام من ذاتِهِ الأبْنا

وعرشاً وكُرسيًّا وبرجاً وكوكبَا

وحشْواً لجِسْم الكلِّ في بحرِهُ عمْنا

وفتْقٌ لأفْلاكِ جواهِره الذي

يشَكلَه سِرُّ الحروف بحَرْفيْنا

يُفرِّق مجموع القضيَّة ظاهراً

وتجمع فَرقاً من تداخُله فُزنا

وعَدَّد شيئاً لم يكُن غير واحِدٍ

بألفاظِ أسماءِ بها شتَّت المعْنى

ويعْرجُ والمعْراجُ منه لذاتِهِ

لتطْوِيرِه العُلويِّ بالوهْم أسرَيْنا

ويجْعلُ سُفليها ويوهِمُ أنَّه

لِسُفْلِيِّه المجعول بالذَّاتِ أهبِطْنا

يقدِّر وصْلاً بعْد فصْل لِذاتِه

وفرض مسافات يجذلها الدهنا

يجَلى لنا طور المعِيَّةِ شكَّه

وإِن لمعَت منه فلتلحق الميْنا

ويُلْحقُها بالشِّرْك من مثْنوِيَّةٍ

يلوحُ بها وهو الملوَّح والمثْنى

فنحن كَدودِ القزِّ يحصرُنا الذي

صنعْنا بدَفْع الحصْرِ سجْناً لنا مِنَّا

فكم واقِفٍ أرْدَى وكم سائرٍ هَدَّى

وكم حكمةٍ أبْدى وكم مملقٍ أغْنى

وتِّيم الباب الهرامِس كلِّهم

وحسْبُك من سقْراط أسكَنُه الدِّنَّا

وجرّد أمثَالَ العوالِم كلَّها

وأبدأ أفْلاطون في أمْثلِ الحسنى

وهامَ أرِسطو حتى مشى من هُيامِه

وبثَّ الذي ألقى إِليْه وما ضنَّا

وكان لِذِي القرْنينِ عوناً على الذي

تبدَّى له وهُو الذي طلَب العَيْنا

ويبحث عن أسباب ما قد سمعتم

وبالبحث غطى العين إذ رده غينا

وذوَّق للحلاَّج طعْم اتحادِه

فقال أنا مَن لا يُحيطُ به معْنى

فقيل له ارجَعْ عن مقالِك قال لا

شربْت مُداماً كلَّ من ذاقَها غنىَّ

وانطلّق للشِّبْلي بالوحْدة التي

أشار بها لمَّا مجا عنده الكوْنا

وكان لذات النَّفرِي مولِّهَا

يخاطبُ بالتَّوحيد صَيَّره خِدْنا

وكان خطيبَا بين ذاتين مَن يكُن

فقيراً يَرَ البحر الذي فيه قد غُصْنا

وأصْمت للجنَيِّ تجريدُ خلقِه

مع الأمر إِذْ صارت فصاحتُه لُكنْا

تثَنىَّ قضيب البان من شُرْب خمرهِ

فكان كمثْلِ الغير لكنَّه ثنَّا

وقد شَذَّ بالشُّوذىّ عن نوْعِهِ فلم

يملْ نحْو أخْدان ولا ساكِنْ مُدْنا

وأصبح فيه السُّهْر ورديِّ حائراً

يصيحُ فما يُلْقى الوجود له أذْنا

ولابن قسيِّ خلْع نَعْل وجودِه

وليْس إِحاطات من الحجر قد تُبْنا

أقام على ساقِ المسرَّة نجْلُها

لِما رمز الأسرَارَ واسْتمطر المزْنا

ولاحَ سَني برْقِ من الغَرْب للنُّهَى

لِنَجْل بنِ سيناء الذي ظنَّ ما ظنَّا

وقد خلَّد الطُّوسيُّ ما قد ذَكَرْتُه

ولكنَّه نحْو التَّصرِّف قد حَنَّا

ولابْن طُفيْل وابن رشْدٍ تيقُّظٌ

رسالةُ يقظان أقْضى فتْحَه الحيْنا

كَسا لشُعَيْب ثوْب جْمع لذاته

يجُرُّ على حُسَّاده الذَّيْل والرُّدنا

وعنْه طَوى الطّائيُّ بُسط كيانِه

به سكْرة الخَلاَّع إذْ أذهب الوهْنا

تسَمَّى بروح الروح جَهْراً فلم يُبَل

ولم ير ندَّا في المقام ولا خِدْنا

به عمر بن الفارِض النَّاظم الذي

تجرَّد للأسْفار قد سَهَّل الحزْنا

وباحَ بها نجْلُ الحرالي عنْدما

رأى كتْمه ضعْفاً وتلويحُه غيْنا

وللأموِيِّ النَّظْم والنَّثر في الذي

ذكَرْنا وإِعْراب كما نحن أعْرَبْنا

وأظهر منه الغافِقي لِمَا خفى

كشَّف عن أطوارِه الغَيمَ والدُّجنا

وبيَّن أسرارَ العُبوديَّة التي

عن أعرابها لمَ يرفعوا اللَّبْس واللَّجْنا

كشفْنا غِطاءً عَن تداخلِ سرِّها

فأصبح ظهْراً ما رأيْتم له بطْنا

هدانا لِدين الحقِّ ما قد تولَّهتْ

لِعزَّته ألْبابُنا وله هُدْنا

فمن كان يَبغى السَّير للجانب الذي

تقدَّس فلْيأتِ فلْيأخُذْه عنّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى

قصيدة أرى طالبا منا الزيادة لا الحسنى لـ أبو الحسن الششتري وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن أبو الحسن الششتري

أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي. ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610هـ‍ تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول. ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام. توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط) .[١]

تعريف أبو الحسن الششتري في ويكيبيديا

أبو الحسن الششتري (610 هـ - 668 هـ) شاعر زجال من الأندلس كان من أهل الزهد وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله: «عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قائما عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل».[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي