أرى زمنا قد جاء يقتنص المها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرى زمنا قد جاء يقتنص المها لـ أحمد بن عبد الدائم الطرابلسي

اقتباس من قصيدة أرى زمنا قد جاء يقتنص المها لـ أحمد بن عبد الدائم الطرابلسي

أرى زمناً قد جاء يقتنص المها

بلا جارح والأسد في فلواتها

رأى القيض مبيضا بمزبلة الحمى

فقال كفاني إنه من صفاتها

أني أهله يهوى وبشر أنه

بربقة من ظبيانها ومهاتها

فألقى قشوراً باليات وقد رمى

بدائه أرباب الحجى من نهانها

كمن رام أن يبرى العليل يحية

وزارع شوك يرتجى ثمراتها

إلا أيها النحرير مه عن مذمة

فما في الأواني بان من قطراتها

طرابلسٌ لا تقبل الذم انها

لها حسنات جاوزت سيئاتها

إذا أمّها من قد نأته بلاده

وأوحشه ذو أمرها من حماتها

تطأ من عن نفس ومال وعشرة

ويضحى بعز ما ثوى بجهاتها

فكم من ديور أخربت وكنائس

وكم من حصون حوصرت بسراتها

وكم من بلاد للصليبي مركز

أحاطوا بها ليلا فأفنوا طغاتها

وكم من جوار للكوافر ضيقت

على سفُن الاسلام من نفحاتها

قد أضحت بمرساها أسيرة فلكها

وعسكرها في جيراها من حفاتها

وكم من أويسي بها ذي معارف

وكم من جنيدي على شرفاتها

بها فضلاءٌ ما الفضيلُ يفوقُهم

فوارس انجادٌ وهم من حماتها

قد اختارها الزروق دارا وموطنا

كذا ابن سعيد مقتد بهداتها

تواترت الأقطاب تترى بارضها

وكم سيد رام المقام بذاتها

بها علماء عاملون بعلمهم

خمول عن الأظهار في خلواتها

ولم تر غشا قط من جمع أهلها

ولا قسما في بيعهم من جفاتها

إذا حان وقتٌ للصلاة رأيتهم

سراعا وخلّوا الربح في عرصاتها

رويدا فلا تعجل بذمك التي

تباهى بها الاسلام من غزواتها

بها ملك أندى من السحب راحة

وأرأف بالاغراب من والدتها

له همةٌ تعلو لتأييد سنة

بحفظ مبانيها وجمع رواتها

لعمرُك تلقى سوء قصدك عاجلا

وتسلب نور العلم من بركانها

فتب وانتصح للّه ان كنت عارفا

ودع سوء ما أبديته من صفاتها

فلا تهج أمّا للثغور حنونة

كفاها مديحا عدكم هفواتها

ويكفى أهاليها من الفضل انها

رباطٌ لمن قد قام في حجراتها

فجاءتك في شرقيّ تسعى فراعها

وكن منصفاً ثم أجن من ثمراتها

وصلّ وسلم يا إلهي على الذي

نهى عن حظوظ النفس مع شهواتها

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرى زمنا قد جاء يقتنص المها

قصيدة أرى زمنا قد جاء يقتنص المها لـ أحمد بن عبد الدائم الطرابلسي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن أحمد بن عبد الدائم الطرابلسي

أحمد بن عبد الدائم الطرابلسي. شاعر بليغ، حسن الطريقة في شعره، من رجال القرن الثاني عشر للهجرة، كان يضرب به المثل في ظرفه وفصاحته، وصلته لأقاربه والفقراء، كان حافظاً، له معرفة بالتواريخ الإسلامية والأخبار الملوكية، غاية في الذكاء والفطنة والعقل الراجح، ومن الغرائب ما اختص به من الحكمة حيث كان يقول: لي معرفة بسبعين حكمة وعمري الآن ما ينيف على الخمسين ولم يسألني أحد من أهالي طرابلس عن واحدة منها، ومن جملتها استخراج الماء من الأرض حتى يصعد إلى قمتها بغير مشقة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي