أرقت لبرق ناصب يتألق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرقت لبرق ناصب يتألق لـ محمد بن عثيمين

اقتباس من قصيدة أرقت لبرق ناصب يتألق لـ محمد بن عثيمين

أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ

إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ

إِذا ناضَ لَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ

تَحُمُّ لَها الأَحشاءُ وَالقَلبُ يَخفُقُ

أَمُدُّ لَهُ طَرفي وَمِن دونِ وَمضِهِ

خُبوتٌ وَأَحقافٌ وَبَيداءُ سَملَقُ

وَمَجهَلَةٍ لِلجِنِّ في عَرَصاتِها

عَزيفٌ يُراعُ الذِئبُ مِنهُ وَيَفرَقُ

أُرَجِّمُ فيهِ الظَنَّ أَينَ مَصابُهُ

عَسى في رِياضِ المَجدِ يَهمي وَيَغدَقُ

مَنابِعُ أَنوارِ الهُدى في عِراصِها

لِباغي الهُدى وَالفَضلِ هديٌ وَمَرفِقُ

وَمَوطِنُ أَملاكٍ غَطاريفَ سادَةٍ

لَهُم عُنصُرٌ في باذِخِ المَجدِ مُعرِقُ

إِذا نازَلوا كانوا لُيوثاً عَوابِساً

وَإِن نَزَلوا كانوا بُحوراً تَدَّفقُ

أَجَل مَن يَكُن عَبدُ العَزيزِ فَخارَهُ

فَلا غَروَ لَو فَوقَ الكَواكِبِ يُعتِقُ

هُوَ النِعمَةُ الكُبرى مِنَ اللَهِ لِلوَرى

وَرَحمَتُهُ وَاللَهُ جَلَّ المُوَفِّق

بِهِ اللَهُ أَعطاهُم حَياةً جَديدَةً

وَهُم قَبلَهُ أَيدي سَبا قَد تَمَزَّقوا

قِوامٌ لَهُم في دينِهِم وَمَعاشِهِم

إِلى الحَقِّ يَهديهِم وَبِالحَقِّ يَنطِقُ

فَمَن يَعتَصِم مِنهُ بِحَبلٍ وَذِمَّةٍ

وَإِلّا مِنَ الدينِ الحَنيفِيِّ يَمرُقُ

أَلَيسَ أَتى في مُحكَمِ الذِكرِ أَمرُنا

بِطاعَتِهِ حَقّاً وَلا نَتَفَرَّقُ

فَقالَ أَطيعوا اللَهَ ثُمَّ رَسولَهُ

كَذاكَ وَلِيَّ الأَمرِ نَصٌّ مُحَقَّقُ

فَقُل لِاُناسٍ بِالكُوَيتِ وَحائِلٍ

يَقولونَ إِنّا بِالكِتابِ نُصَدِّقُ

أَهذا كَلامُ اللَهِ أَم قَولُ غَيرِهِ

مِ الحُكمُ مَنسوخٌ أَفيدوا وَحَقِّقوا

في الغَربِ أَم في الهِندِ فيما عَلِمتُمُ

أَمِ اليَمَنِ الأَقصى وَما ضَمَّ جِلَّقُ

إِمامٌ عَلى نَهجِ الشَريعَةِ سائِرٌ

نُبايِعُهُ نَحنُ وَأَنتُم وَنَصدُق

وَهَل عُدَّ في آبائِكُم وَجُدودِكُم

خَليفَةُ عَدلٍ أَو إِمامٌ مُوَفَّقُ

فَأَنتُم عَلى آثارِهِ تَقتَفونَهُ

أَبينوا لَنا أَم ذا هَوىً وَتَحَمُّقُ

وَإِلّا فَما يَمنَعُكُمُ أَن تُبايِعوا

عَلى ما بِهِ يَقضي الكِتابُ المُصَدَّقُ

إِمامَ هُدىً لِلرُّشدِ يَهدي وَيَهتَدي

مُقيمَ سَواءٍ بِالرَعِيَّةِ يَرفُقُ

فَمَن باتَ لَيلاً خالِعاً بَيعَةَ الَّذي

بِهِ لُمَّ شَعثُ المُسلِمينَ المُفَرَّقُ

فَإِن ماتَ كانَت ميتَةً جاهِلِيَّةً

وَإِن عاشَ فَهوَ المارِقُ المُتَزندِقُ

كَما جاءَ في الأَخبارِ نَصّاً مُوَكَّداً

فَلَسنا بِأَدنى شُبهَةٍ نَتَعَلَّقُ

أَما المُسلِمونَ الآنَ مِن جِذمِ رَيدَةٍ

إِلى الشامِ قَولٌ مُحكَمٌ لا مُلَفَّقُ

وَمِن مُنتَهى الرِيعانِ حَتّى تُنيخَها

بِأَقصى عُمانٍ كُلُّهُم قَد تَحَقَّقوا

بِأَنَّ لَهُ في عُنقِ كُلِّ مُوَحِّدٍ

مِنَ اللَهِ عَهدٌ بِالإِمامَةِ موثَقُ

فَيا لَيتَ شِعري أَينَ ضَلَّت حُلومُكُم

وَغَرَّكُمُ الغَرّارُ وَالحَظُّ مُخفِقُ

فَهَلّا اِتَّقَيتُم وَثبَةً مُقرِنِيَّةً

كَأَنَّ لَدَيها أَجدَلَ الطَيرِ خِرنِقُ

فَلا تُخرِجوهُ عَن سَجِيَّةِ حِلمِهِ

فَما هُوَ إِلّا اللَيثُ إِن هَمَّ يَصدُقُ

فَكَم عَفَّ عَمَّن لَو جَزاهُ بِذَنبِهِ

لَطارَ مَعَ العَنقاءِ حَيثُ تُحَلِّقُ

أَرَيتُكُمُ لَو جَرَّ مَن قَد ذَكَرتُهُ

عَلَيكُمُ يَسوقُ الفَيلَقَ الجَمَّ فَيلَقُ

أَهَل كُنتُمُ إِلّا لُقَيمَةَ آكِلٍ

لَهُم قَبلَ ما قَرنُ الغَزالَةِ بُشرِقُ

جَحافِلُ فيها مِن سُلالَةِ ناهِسٍ

أُسودٌ على أَعدا الشَريعَةِ حُنَّقُ

سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ عِطاشٌ إِلى الوَغى

إِذا ما حِياضُ المَوتِ بِالمَوتِ تُدهَقُ

وَفيها لُيوثٌ مِن صَميمِ هَوازِنٍ

أولئِكَ أَدرى بِالطِعانِ وَأَحذَقُ

طِوالُ الخُطا في مَعرَكِ الطَعنِ لِلعِدى

ثِقالٌ إِذا ما مَأزِقُ الحَربِ ضَيِّقُ

وَفيها بَنو قَحطانَ قَومٌ سَما بِهِم

مَعَ العَزمِ آباءٌ إِلى المَجدِ سُبَّقُ

هُمُ هاجَروا لِلَّهِ ثَمَّةَ جاهَدوا

فَبُشراهُمُ لِلمَجدِ وَالخَيرِ وُفِّقوا

وَمِن شَمَّرٍ فيها وَحَربٍ وَغَيرِهِم

قَبائِلُ لِلدُّنيا الدَنِيَّةِ طَلَّقوا

وَهُم نَصَروا الدينَ القَويمَ وَأَصبَحَت

لَهُم رايَةٌ بِالعِزِّ وَالنَصرِ تَخفِقُ

وَفيها سَراةٌ مِن سُبَيعَ بنِ عامِرٍ

لِهامِ العِدى بِالمُشرَفِيِّ تُفَلِّقُ

وَفيها بَنو الإِسلامِ أَعلَوا مَنارَهُ

لَيالِيَ وَجهُ الأَرضِ بِالشِركِ مُغسِقُ

أولئِكَ أَهلُ المُدنِ مِن كُلِّ باسِلٍ

إِلى الطَعنِ في يَومِ اللِقا يَتَدَلَّقُ

بِيُمنِ إِمامِ المُسلِمينَ تَأَلَّقَت

قُلوبٌ وَأَهواءٌ غَشاها التَفَرُّقُ

إِذا صَلُحَت في داخِل الجِسمِ مُضغَةٌ

فَإِنَّ صَلاحَ الجِسمِ فيها مُعَلَّقُ

لَقَد كادَ هذا الدينُ يَنهَدُّ قَبلَهُ

وَسيمَ بَنوهُ الخَسفَ جَوراً وَأُرهِقوا

فَجاءَ بِهِ اللَهُ العِبادَ بِلُطفِهِ

غِياثاً لَهُم وَاللَهُ بِالخَلقِ أَرفَقُ

فَتىً دَهرُهُ شَطرانِ بَاسٌ وَنائِلٌ

بِهِ اللَهُ في الدُنيا يُهينُ وَيَرزُقُ

فَتى طَلِباتٍ لَيسَ يُغضي عَلى القَذى

وَيَقرَعُ بابَ الخَطبِ وَالخَطبُ مُغلَقُ

إِذا هَمَّ لَم يَردُد عَزيمَةَ هَمِّهِ

مَقالُ مُشيرٍ أَو عَذولٌ يُعَوِّقُ

وَلكِنَّهُ يَمضي وَلِلحَربِ غَليَةٌ

تَجيشُ لَها نَفسُ الكَمِيِّ وَتَزهَقُ

يُفيتُ مُلوكَ الأَرضِ ما يَطلُبونَهُ

لَدَيهِ وَإِن يَطلُبهُمُ فَهوَ يَلحَقُ

إِذا لاحَ أَعشى الناظِرينَ مَهابَةً

فَهُم نُكَّسُ الأَذقانِ وَالطَرفُ يُرمُقُ

مَهابَةَ مَلكٍ لكِنِ الدينُ تاجُها

وَمَن يَعرَ مِن ثَوبِ التُقى فَهوَ أَخرَقُ

وَكَالبَحرِ في حالِ الرِضى فَيضُ كَفِّهِ

وَكَالبَحرِ قُل ما شِئتَ إِن جاشَ يُغرِقُ

مَحامِدُ شَتّى لكِنِ الشَخصُ واحِدٌ

وَرَبُّكَ مُختارٌ وَما شاءَ يَخلُقُ

ولا كَاِبنِ عِجلٍ في سَفاهَةٍ رَأيِهِ

وَتَسويلِهِ لِلقَومِ حَتّى تَوَهَّقوا

فَصَبَّحَهُم جُندُ الإِلهِ وَحِزبُهُ

بِمَلمومَةٍ فيها الصَفائِحُ تَبرُقُ

فَأَدمَوا مِنَ العَضِّ الأَصابِعَ نُدَّماً

فَلَم يُغنِهِم طولُ الأَسى وَالتَحَرُّقُ

وَذي عادَةُ المَولى الكَريمِ بِمَن غَدا

يُناوي بَني الإِسلامِ لابُدَّ يَمحَقُ

فَيا مَعشَرَ الإِخوانِ دَعوَةَ صارِخٍ

لَكُم ناصِحٌ بِالطَبعِ لا مُتَخَلِّقُ

يَوَدُّ لَكُم ما يَمتَنيهِ لِنَفسِهِ

وَيَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ في اللَهِ أَوثَقُ

تَحامَوا عَلى دينِ الهُدى مَع إِمامِكُم

وَكونوا لَهُ بِالسَمعِ جُنداً تُوَفَّقوا

وَإِيّاكُمُ وَالإِفتِراقَ فَإِنَّهُ

هُوَ الهُلكُ في الدُنيا وَلِلدّينِ يوبِقُ

فَوَاللَهِ ثُمَّ اللَهِ لا رَبَّ غَيرُهُ

يَمينَ اِمرىءٍ لا مُفتَرٍ يَتَمَلَّقُ

وَلا قاصِدٍ يَوماً بِقَولي مَكانَةً

وَلا عاجِلاً لِلدّينَ وَالسَمتُ يَعرُقُ

لَما عَلِمَت نَفسي عَلى الأَرضِ مِثلَهُ

إِماماً عَلى الإِسلامِ وَالخَلقِ يَشفَقُ

عَسى أَن نَراها سيرَةً عُمَرِيَّةً

يَدينُ لَها غَربُ البِلادِ وَمَشرِقُ

فَفيهِ وَلا نَعدَمهُ تَبدو مَخايِلٌ

بِها العِزُّ لِلإِسلامِ وَالمُلكِ يورِقُ

وَصَلّى إلهُ العالَمينَ عَلى الَّذي

بِأَنوارِهِ الأَكوانُ تَزهو وَتُشرِقُ

كَذا الآلِ وَالأَصحابِ ما لاحَ بارِقٌ

وَما ناحَ في الدَوحِ الحَمامُ المُطَوَّقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرقت لبرق ناصب يتألق

قصيدة أرقت لبرق ناصب يتألق لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن محمد بن عثيمين

محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]

تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا

محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد بن عثيمين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي