أرسل الطرف في السماء صعودا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرسل الطرف في السماء صعودا لـ محمد طاهر الجبلاوي

اقتباس من قصيدة أرسل الطرف في السماء صعودا لـ محمد طاهر الجبلاوي

أرسل الطرف في السماء صعودا

ليت شعري وما الذي في السماء

هل وراء الآفاق راحة نفس

أبتغيها أو منفذ من عناء

تتعالى العيون فيها وتسمو

ثم تدنو بانيأس والأعياء

وإذا بي مقلبا بعد كف

في وهمي موفر وشقائي

ساعة ثم سعاة إثر أخرى

وفؤادي معلق في الفضاء

وأرى الأرض والسماء جميعا

يلقياني بأوجه نكراء

فكأني أردت في الكون أمراً

قابلاني من أجله بعداء

فإلى منزلي أعود كما جئ

ت شقيا مضاعف الأعباء

أغلق النافذات حين أراها

ولو أني في حاجة للهواء

وعلى مكتبي أظل كئيباً

شارد اللب خائر الأعضاء

أقرأ السطر في الكتاب والقي

ه وهل في الكتاب لي من عزاء

ثم أدنو من غرفتي نحو ركن

هو ركن الشقاء والبأساء

ناظراً للمصباح آنا وآنا

أحكم الطرف في جدار البناء

وإذا بي أرى كأني وحيدا

مستغيثاً بقمة علياء

أبصر اليأس والردى دون عيني

وأرى الهم والأسى من ورائي

ليس لي مرشد ولا لي معين

غير نفسي والنفس في عمياء

أنا يا رب حائر لست أهدي

فأجرني من حيرتي وعنائي

أنا قلب وذلك الليل جسم

بت فيه كزفرة المستاء

أنا دمع الأبي في الخطب إما

يتحاماه خشية الرقباء

أنا الفظ المذعور بين الأعادي

وكسيف المروع في الهيجاء

ذلك الكون كم أراه غريبا

وأنا فيه أغرب الأشياء

خص هذا الوجود بالحسن لكن

شغلتنا فيه صنوف البلاء

كم غبي يجني عليه غباء

وذكي محير بالذكاء

غفلتي في الحياة موتي فيها

وانتباهي بها من الأرزاء

فأنا ألزم الخلائق للهم

م وأولاهم برحمة الرحماء

لم هذي الغصون ترقص دوني

ولم الطير مولع بالغناء

لم هذي الأزهار تبسم في الروض

كأن لم تكن مع الأحياء

لو درى الكل ما العناء وما الفك

ر لا نساهم لذيذ الصفاء

ليتني كنت في الحديقة غصنا

ليتني كنت طائراً في الخلاء

ليتني كنت في الخمائل زهرا

باسم الثغر غير ذي أعباء

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرسل الطرف في السماء صعودا

قصيدة أرسل الطرف في السماء صعودا لـ محمد طاهر الجبلاوي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن محمد طاهر الجبلاوي

محمد طاهر الجبلاوي. شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها: لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي