أربع رسائل ساذجة إلى بيروت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أربع رسائل ساذجة إلى بيروت لـ نزار قباني

((الرسالة الأولى))
يا أصدقاَءَ الحزن في بيروتْ :
كيفَ هي الأحوالْ ؟
نسألكمْ . ونحن ندري جيداً
سذاجة السؤالْ .
نسألكمْ .
ونحن كالأيتامْ في جنازة الجمالْ .

((الرسالة الثانية))
يا أصدقاءَ الجُرح , في بيروتْ
ألم تبيعوا قمراً .. لتشتروا زلزالْ ؟
ألم تبيعوا السُحُبَ الزرقاءْ ..
والقلوعَ ..
والرمالْ ..
ألم تبيعوا الكرزَ الأحمر في غاباتكمْ
والزعترَ البرّيَ ..
والوزَّالْ ؟
ألم تبيعوا ؟
شجرَ التفاح ِ .. والعصفورَ ..
والتنورَ .. والشلالْ ؟
لأم تبيعوا كُتُبَ الشعر ِ التي لديكم
وضحكة الأطفال ؟
ألم تبيعوا وجعَ الناياتِ في جرودكمْ
وزرقة الموالْ ؟
ألم تبيعوا جنة ً
كيْ تسكنوا الأطلالْ ؟

((الرسالة الثالثة))
يا أصدقاء الشعر , في بيروتْ
ألم تبيعوا آخر النجوم في سمائكمْ ؟
ألم ْ تبيعوا ؟
آخرَ الحروف في أسمائكمْ
ألم تبيعوا ؟
ما تبقى من حُلـَى نسائكم
ألم تبيعوا البحرْ ؟
ألم تبيعوا للميليشياتِ التي تجلدكمْ
آخر خيطٍ من قميص ِ الشعرْ ؟

((الرسالة الرابعة))
يا أصدقاء الصبر ِ , في بيروتْ
قولوا لنا :
في أيّ أرض ٍ يوزعونَ الصبرْ ؟
قولوا لنا :
هل ممكنٌ أن تنهضَ الوردة ُ من فراشها ؟
ويستفيق العطرْ .
هل ممكنٌ أن ترجع الحروفُ من غربتها ؟
وأن يفيضَ الحبرُ ..
هل ممكنٌ أن نستعيد عمرنا ؟
من بعد ما هم شطبوا
أجملَ سطر ٍ في كتاب العمرْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي