أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ لـ ابن الحداد الأندلسي

اقتباس من قصيدة أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ لـ ابن الحداد الأندلسي

أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ

ومُعْصِرٌ في اللِّثام الوَرْدِ أم رَشَأُ

وباعثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ

وقاتِلُ الصّبِّ عَمْدٌ منكِ أَم خَطَأُ

وقد هَوَتْ بهوَى نَفْسِي مَهَا سَبَأٍ

فهل دَرَتْ مُضَرٌ مَنْ تَيَّمَتْ سبَأُ

كأنَّ قلبِي سليمانُ وهُدْهُدُه

لَحْظِي وبِلْقِيسُ لُبْنَى والهَوَى النَّبَأُ

فأعجَبْ لهمْ وَتَرُوا نَفْسِي وما شَعَرُوا

ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وجَأُوْا

إِذا تجلَّى إِلى أبصارِهِمْ صَعِقُوْا

وإِن تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا

لو أَغْلَظَ المَلْكُ أَمْراً فيهِمُ ائتَمروا

لو اقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأَوْا

وكلُّ ما شاءَ مِنْ حُكْمٍ ومُحْتَكَمٍ

يمضي على ما أحبُّوا منه أو نَدَأُوْا

أَغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ

للُّبِّ مُنْحَسِنٌ واللَّحْظُ مُنْخَسَأُ

وفي سَناهُ ومَسْناهُ ونائِلِهِ

للشُّهْبِ والسُّحْبِ مُسْتَحْياً ومُنْضَنَأُ

جَلالةٌ لسليمانَ ومُلْتَمَحٌ

ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ

وللملوكِ اختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ

وليس تَشْتَبِهُ العِيْدانُ والحَفَأُ

والكلُّ مُعْتَرِفٌ بالسابقاتِ له

ومَنْ زَكَا فله بالحقِّ مُنْزَكَأُ

مُمَلَّكٌ هو من سَمْتِ الهُدَى مَلْكٌ

وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ

يَقِلُّ أنْ يَطَأَ العَيُّوْقُ أَخْمَصَهُ

وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِه يَطَأُ

حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ

فَمِثْلَ مَهْنَئِهِ الأَملاكُ ما هَنَأوا

وللثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ

وللقلوبِ لِمَثْوَى حُبِّه لَطَأُ

والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ

فكلما دَنَأَتْ أحداثُهُ دَنَأُوا

والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به

فَلْيُزْجَرُوا عن سبيلِ الحَيْفِ ولْيَزَأُوا

وكيف يَلْقَى قناةَ الدَّهْرِ قائمةً

وفَوْقَنَا لِقِسيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنأُ

وما الزَّمانُ على حالٍ بمُعْتَدِلٍ

كأَنَّما أَهْلُهُ في شَخْصِهِ دَنَأُوا

فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدىً

يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ

فَخَلِّ ما قيل عن كَعْبٍ وعن هَرِمٍ

فلِلأَقاويلِ مُنْهارٌ ومُنْهَرَأُ

وتلك أنباءُ غَيْبٍ لا يقينَ لها

وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ

وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ

إلاَّ ابنُ مَعْنٍ وَذَرْ قوماً وما ذَرَأوا

تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ

وللْغِناءِ هو الإِقلالُ والفَنَأُ

سِيّانِ منه فُتُوْحٌ في العِدَى طرأتْ

ومُعْتَفُون على إنعامه طرأوا

فكم أناسٍ أَقاصٍ عنده نَبَهُوا

كأنهمْ قُرْبَةٌ في حِجْره نَشَأوا

وكيف تُحْصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ

للهائمينَ به مَرْويً ومُحْتَصَأُ

ومَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كمثلِهِمُ

مَضَى به مُنْتَأىً عنه ومُنْتَبَأُ

وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ ومُعْتَنَقٌ

وللقَنَا والكُلَى ضَمٌّ ومُرْتَشَأُ

وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْياكَ واعْتزمَتْ

حَدَا جَحافِلَكَ التأييدُ والحَدأُ

فلا تَضَعْ مَرْبَأً للجيشِ تَنْهَدُهُ

فالنصرُ مُرْتَبِئٌ والسَّعْدُ مُرْتَبَأُ

تَحِيْدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَةٌ

ولا تُحَوِّمُ حيثُ اللَّقْوَةُ الحِدَأُ

فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ

عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ

وَوَيْلَهُمْ إِنْ شآبيبُ القَنَا هَمَأَتْ

وحاقَ باللامِ والأجسام مُنْهَمَأُ

والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ

كما به في ثغور البِيْضِ مُنْكَمَأُ

وقد بَدَا عن عَرانين الظُّبَى شَمَمٌ

وفي أنوفِهِمُ الإِرغامُ والفَطَأُ

وللقَنا مُنْهَوىً فيهمْ ومُنْسَرَبٌ

وللظُّبى مُنْبَرى فيهمْ ومُنْبَرَأُ

كأنَّ سُمْرَكَ والإِقبال يَعْطِفُها

بَنانُ قومٍ إليهمْ بالرَّدَى وَمَأُ

وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَةً

ومُجْتَنِيْها من الصَّمْصَامِ مُجْتَنَأُ

وصالَ مُطَّعِنٌ فيهمْ ومُمْتَصِعٌ

فسال مُنْهَزِمٌ منهمْ ومُنْهَزَأُ

وقال حَوْضُهُمْ والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ

قَطْنِيْ فقد هَدَمَ الأَرْجاءَ مُمْتَلأُ

هناك يَبْغُون لو يَلْقَوْنَهُ لَجَأً

وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ

وكم لِبَاسِكَ فيهمْ من مَصالِ وَغىً

لِلَّيْثِ من سَمْعِهِ رَوْعٌ ومُجْتَبأُ

وكان في ذَأْلِهِمْ وُدٌّ ومُتَّعَظٌ

لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأُ

هاجُوا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ

فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ

راعَيْتَ تَقْواكَ حتى في جَزائِهمُ

وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا

والآن قد آنَ من شُهْب الصِّفاح لهمْ

دَرْءٌ ومن صافناتِ الخيلِ مُنْدَرَاُ

تَهْوي لقلبِ أعاديه مَكائدُهُ

كأنها قُتَرٌ للأُسْدِ أو بُرَأُ

مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ

ورايةُ الشُّهْبِ ما في سَيْرِها خَطَأُ

وهِمَّةٌ فَوْقَ ما ظَنَّ الغُواةُ بِهِ

والقَوْمُ آمِنَةٌ إِنْ أَمْكَنَ الغَوَأُ

وبالمعاقل لِلأَمْلاكِ مُقْتَنَعٌ

وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ

ولو يَرُوْمُ نِزالَ الطَّوْدِ يَبْلُغُهُ

أو يَنْزِلوا من صَياصيْه كما زَنَأُوا

وبَرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ

والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا

مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ

فَحَسْبُ كلِّ الملوكِ الهُوْنُ والجَزَأُ

نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ

وما كَمِثْلِ النُّجُومِ النَّقْع والحَيَأُ

تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وعُنْصُرُهُ

فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ

إِذا صُمادِحَهُ أَبْدَى وعامِرَهُ

فَلِلْمُبِيْرِيْنَ مُسْتَخْفىً ومُنْضَنَأُ

مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا

يَبْنُوْنَ أَسْمِيَةَ العُلْيَا وما فَتَأُوا

فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهمْ وفي صُوَرٍ

إِنْ مُوْجِدُوا مجدوا أو رُوْضِئوا رَضَأوا

وأبدعوا في صنيع الجُوْد وابتدعوا

فكلَّما سُئِلوا من مُعْوِزٍ سَلأُوا

لولاهُمُ ما يَصُوبُ المُزْنُ مُسْتَهِماً

متى رَوَى سُيَّباً من وَبْلِهِ مَتَأَوا

وبَيْتُ وَفرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ

فَهُمْ مياسيرُ من حَمْدِ الوَرَى تُكَأُ

أقمارُ مُلْتَئِمٍ آسادُ مُلْتَحَمٍ

يَرُوْعُنا مُجْتَلىً منهمْ ومُخْتَلأ

وما صوارِمُهُمْ إِبلاً وقد سَرَحُوا

وليس إِفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأوا

ولا عوامِلُهُمْ غِيْداً وقد وَمَقُوا

ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا

ومِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إِذا حَمَلُوا

وليس بالجالِهِ الهَيّابةِ الخُبَأ

إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوْجَ ما رَكِبُوا

أو خَيَّموا خِلْتَ أنَّ الشُّهْبَ ما خَبَأُوا

لا يَعْبَأُوْنَ بمَكْرٍ في مُقَاوِمِهِمْ

وليس للأُسْدِ بالسِّيْدانِ مُعْتَبَاُ

إِذا خَطُوْا وَتَروا في الأَرض شانِئَهُمْ

وللخطوبِ بها مَسْرىً ومُنْسَرَأُ

فإنْ رَمَيْتَ بهمْ أقصى النَّدَى بلغوا

وإن مَنَيْتَ بهمْ شُوسَ العِدَى نَكَأُوا

والخَلْقُ من مَلَكَاتِ الظُّلْمِ في ظُلَمٍ

وقد مَضَتْ هِنأُ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ

ومُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ

ومُرْتَمٍ فيه للعَلْيَاءِ مُرْتَمَأُ

إذا جَلاَ النَّصْرَ مِنْ خِرْصانِهِ وَضَحٌ

عَلاَ الغزالةَ من قَسْطاله صَدَأُ

مِنْ كلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ

إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يُرَأُ

يجيءُ كالهَصِرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً

أَصَمُ كالأرقم النَضْناض إذْ يَجَأُ

وللمَنُوْنِ بِيُمْنَاهُ عُيُونُ دِمَا

في جدولٍ يتحامَى وِرْدَهُ الظَّمَأ

فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ

راحاً لها بالقَنا العَسّالِ مُسْتَبَأُ

في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ

على الجِيَادِ وللأجْنادِ مُنْهَدَأُ

وتلك عَنْقاؤُنا وافَتْكَ مُغْرِبَةً

بِحُسْنها فاستوى العِقْبانُ والحدَأُ

بِدْعٌ من النَظْمِ مَوْشِيُّ الحُلَى عَجَبٌ

تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حكَأَوا

وكلُّ مُخْتَرَعٍ للنَّفْس مُبْتَدَعٍ

فمنه للرُوْح رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ

أَنْشَأْتُهَا للعقول الزُهْر مُصْبِيَةً

كأنّها للنُّفوْسِ الخُرَّدُ النَشَأُ

لم يأتِ قبليْ ولن يأتي بها بَشَرٌ

وحُقَّ أَنْ يَخْبَأوا عنها كما خَبَأُوا

قَبَضْتُ منها لُيُوثَ النَّظْمِ مُجْتَرِئاً

وغيرُ بِدْعٍ من الضِّرْغام مُجْتَرَأُ

وفي القريض كما في الغِيل مَأْسَدَةٌ

والقومُ حَوْزٌ بمرعى البهَمِ قد جَزَأُوا

وجَمْعُ بعضِ قوافيها يَؤُودُهُمُ

ولو مُنُوا بمبانيها إذاً وَدَأُوا

أَشْجَى مسامِعَهُمْ تِيْهاً بما سَمِعُوا

ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إِذا قرأوا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ

قصيدة أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ لـ ابن الحداد الأندلسي وعدد أبياتها تسعة و ثمانون.

عن ابن الحداد الأندلسي

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله. شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم. أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده. وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية. له كتاب (المستنبط في العروض) .[١]

تعريف ابن الحداد الأندلسي في ويكيبيديا

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف بابن الحداد ( ? - 480 هـ / ? - 1087م ) هو شاعر أندلسي. له ديوان شعر كبير مرتب على الاحرف الابجدية، وكتاب المستنبط في العروض . أصله من وادي آش سكن المرية وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، فأكثر في مدحه، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار لسرقسطة سنة 461 هـ فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود من بعده. وعاد إلى المعتصم، وتوفي بالمرية. حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة». وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها. واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي