أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا لـ الأبيوردي

اقتباس من قصيدة أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا لـ الأبيوردي

أذْكى بقَلبي لوعَةً إذ أوْمَضا

بَرْقٌ أضاءَ وميضُهُ ذاتَ الأضا

فَبدا وقد نَشَرَ الصّباحُ رِداءَهُ

كالأيْمِ ماجَ بهِ الغَديرُ فنَضْنَضا

إنْ لمْ يُصرِّحْ بابْتِسامِكِ جَهْرَةً

فلقَدْ وحُبّكِ يا لُبيْنى عرّضا

ونَظَرْتُ إذْ غَفَلَ الرّقيبُ فراعَني

نَعَمٌ لأهْلِكِ هامَ في وادي الغَضَى

وسَعَتْ لهُ خُطَطُ العدوِّ بغِلْمَةٍ

شوسٍ إذا ابْتَدَروا الوَغى ضاق الفَضا

حيثُ الغَمامُ تبجّسَتْ أطْباؤُهُ

وكَسى الحِمى حُلَلَ الرّبيعِ فروّضا

ومتَيَّمٍ شَرقَ اللِّحاظُ بدَمْعِهِ

فإذا اسْتَرابَ بهِ العواذِلُ غَيّضا

هجَرَ الكَرى قَلِقَ الجُفونِ بهِ فلَو

عثَرَ الخَيالُ بطَرْفِهِ ما غمّضا

ونَصا الشّبابَ وعنْ ضَميرٍ عاتِبٍ

أعْطى المَشيبَ قِيادَهُ لا عنْ رِضى

إن ساءَهُ بنُزولِهِ فهوَ الذي

ساءَ الأنامَ مُخَيِّماً ومُغَرِّضا

وشَكا غُرابَ البَيْنِ أسْودَ حالِكاً

حتى شَدا بنَوى الأحبّةِ أبْيَضا

وتعثّرَتْ نُوَبُ الزّمانِ بماجِدٍ

إنْ لمْ يُقاتِلْ في النّوائِبِ حرّضا

وإذا تنكّرَ مَورِدٌ لمَطيّهِ

لمْ يَشْتَشِفَّ بحافَتَيْهِ العَرْمَضا

وانْصاعَ كالوَحْشيِّ سابَقَ ظِلَّهُ

وتقَعْقَعَتْ عَمَدُ الخِيامِ فقوّضا

لا أسْتَنيمُ إِلى الهَوانِ ولا يُرى

أمْري إِلى الوَكَلِ الجَبانِ مُفوّضا

وأرُدُّ طارِقَةَ اللّيالي إنْ عَرَتْ

بعزائِمي وهيَ الصوارِمُ تُنْتَضى

وأغرَّ إنْ بسَطَ الَرَجّي نحوَهُ

كِلْتا يَدَيهِ لنائِلٍ لمْ تُقْبَضا

ولهُ أمائِرُ سؤْدَدٍ أَيِسَ العِدا

منهُ وأمْرَضَ حاسِدِيهِ وأرْمَضا

وجْهٌ يَجولُ البِشْرُ في صَفَحاتِهِ

ويَدٌ تَنوبُ عنِ الحَيا إنْ برّضا

ألْقَتْ أزِمَّتَها إليهِ هِمّةٌ

كانتْ على خُدَعِ الأماني رَيِّضا

وشَكَرْتُهُ شُكْرَ المَهيضِ جَناحُهُ

نَبَتَتْ قَوادِمُ هزَّهُنَّ ليَنْهَضا

يا مُنْعِماً بالي ولمْ يَكُ كاسِفاً

ومُؤَثِّلاً مالي ولمْ أكُ مُنْفِضا

أسْرَفْتَ في الدّنيا عليّ أواهِباً

ألْبَسْتَني حُللَ الغِنى أمْ مُقْرِضا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا

قصيدة أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا لـ الأبيوردي وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن الأبيوردي

أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام. شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء. وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير. وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة. وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين. وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان. له (ديوان - ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي