أذاع غرامه فغدا شهيرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أذاع غرامه فغدا شهيرا لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة أذاع غرامه فغدا شهيرا لـ محمد توفيق علي

أَذاعَ غَرامهُ فَغَدا شَهيرا

وَصاحب فيك قَلباً مُستَطيرا

وَما بالي أَرى دَمعي غَزيرا

وكنت عهدتُه نَزراً يسيرا

أَذَلَّني الغرام وكنت ليثا

وَلَستُ أَزال وَثابا هَصورا

إِذا الآسادُ يَومَ وَغىً رَأَتهُ

عَلى أَعقابِها وَلَّت نُفورا

خُذيني بِالدَلالِ الحُلوِ أَحيا

بِهِ لِأُعانِيَ الهَمَّ المَريرا

وَلا تَتَسَلَّحي بِالهَجرِ إِنّي

لَبِستُ لِحَدِّهِ عُمراً قَصيرا

غَداً شمّي نَسيمَكِ وَاِذكريني

بِقَلبِكِ تَذكُري بَرّاً شَكورا

لِعَينِ وَفائِهِ ما عاشَ لَحظٌ

يَظَلُّ إِلى مَحاسِنِكُم مُشيرا

إِذا رَوحُ الشَمالِ سَرى إِلَيهِ

تَنَسَّمَ مِن شَمائِلِكُم عَبيرا

وَلا هَبَّت لَكُم يَوماً جَنوبا

فَما حَمَلَت لَكُم إِلّا زَفيرا

سَلي زَهر الرِياضِ وَناشِقيهِ

وَشارِبَها هَناءً وَالمَديرا

أَغَيرَ الحُبِّ أَنشَقُهُ ذَكيا

وَغَيرَ الدَمعِ أَشرَبُهُ طَهورا

سَقى تِلكَ الغَداةَ الدَمعُ وَبلاً

يُغادِرُ عَهدَ ذِكراها نَضيرا

وَقَفتُ لِكَي أَراكِ وَكانَ يَوماً

عَلى كَبِدي الَّتي ذابَت عَسيرا

تَلَفَّتَ إِذ طَلَعتِ إِلَيكِ قَلبي

وَحاوَلَ مِن ضُلوعي أَن يَطيرا

وَلَولا أَنَّني أَمسَكتُ دَمعي

لَأَجرى في مَحَلَّتِكُم غَديرا

وَكانَت نَظرَةً قَتَلَت جَريحا

وَشَدَّت في سَلاسِلِها أَسيرا

وَهاجَت لَوعَةً في صَدرِ صَبٍّ

وَزادَت نارَ وَلهانٍ سَعيرا

وَكَم يَومٍ عَزَمتُ عَلى لِقاءٍ

أُعينُ بِهِ عَلى الشَجوِ الضَميرا

وَلَكِن لا يُطاوِعُني حَيائي

وَعَزمٌ كُنتُ أَحسَبُهُ طَريرا

أَتَثبُتُ بي عَلى الأَفلاكِ رِجلي

هَبي لي قَبلَها جَلداً كَبيرا

سَقى أَكنافَ دارِك بابِلِيٌّ

مِنَ الأَنواءِ يُنبِتُها السُرورا

وَعاجَ عَلى مَغانيكُم وَلِيٌّ

مِنَ النَّعماءِ يوطِئُكِ الحَريرا

مَنازِلُ شَمسُها تُحيي فُؤادي

وَيَملَأُ بَدرُها عَينَيَّ نورا

مَتى نَحيا وَنَسعَدُ في حَياةٍ

إِذا أَعيادُنا كانَت فُجورا

إِذا شَمُّ النَسيمِ دَنا إِلَينا

نُعِدُّ لَهُ المَعازِفَ وَالخُمورا

وَريحاناً نُدَنِّسُهُ بِأَيدٍ

قَد اِمتَلأَت مِنَ الدُنيا غُرورا

وَكَم شاهَدتُ ذاكَ اليَومَ طِفلاً

وَكُنتُ عَرَفتُهُ شَيخاً وَقورا

تَسَكَّعَ في العَمايَةِ لَم يُوَقِّر

مُهَذَّبَةً وَلَم يَرحَم صَغيرا

وَكَم ضَجَّت سَفينٌ بِالمَخازي

وَيَأبى النيلُ إِلّا أَن تَسيرا

وَهَل يَصفو لَهُم في النيلِ وِردٌ

وَقَد قَتَلوهُ كُنياكاً وَبيرا

أَرى آدابَنا فَسَدَت وَأَضحى

أَرَقُّ حَديثَنا هُجراً وَزورا

أَرانا في تَواكُلِنا اِتَّفَقنا

وَشابَهَ فيهِ أَحقَرُنا الخَطيرا

يُقَصِّرُ صانِعٌ وَيضِلُّ قاضٍ

وَيَترُكُ أَرضَهُ الفَلاحُ بورا

وَهَل يَبقى القَليلُ لَنا طَويلا

وَلَم تَحفَظ أَناملنا الكَثيرا

نَنامُ عَنِ المَفاخِرِ وَالمَساعي

وَنَبني مِن أَمانينا قُصورا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أذاع غرامه فغدا شهيرا

قصيدة أذاع غرامه فغدا شهيرا لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي