أخلق بغائب رشده أن يقدما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أخلق بغائب رشده أن يقدما لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أخلق بغائب رشده أن يقدما لـ السري الرفاء

أخلِقْ بغَائبِ رُشدِه أن يَقدَما

وبواصلٍ من غَيِّه أن يَصرِما

وبما تساقطَ من زِنادِ مَشيبِه

في حالِك الفَوْدَيْنِ أن يَتضرَّما

مثَلَت له مِرآتُه فبكَى وكم

مَثلَت له مِرآتُه فَتَبَسَّما

لَحَظَ السَّوادَ مُودِّعاً فأنابَه

نَعَساً ومالَ على البياضِ مُسلِّما

ما كان أوَّلَ مَن رأَى حَرَمَ النُّهى

فنضَا بهِ بُردَ الحَرامِ وأحرمَا

أمَّا وحَلْيُ العَارضَينِ ثِقافُه

فلنَحكُمُنَّ عليه أن يتَقوَّما

كانَ الهَوى صُبحاً بليلِ شَبابه

فدَجَى بإِصباحِ المَشيبِ وأظلَما

والمَرءُ ما وجدَ الشبيبةَ واجدٌ

مُثرٍ فإن عَدِمَ الشبيبةَ أعدَما

ما راعَ أفئدةَ الدُمى بصدودِه

عنهنَّ إلا وهو من أرَبِ الدُّمى

هذي الخيامُ وذا العقيقُ ولن يُرى

أبداً بأفنيةِ الخِيامِ مُخيِّما

ولرُبَّ خيلِ بَطَالةٍ خَلَّيتَها

تطأُ الملامَة في الهوى واللُّوَّما

ومُعَصفَرِ الخدِّ الأسيلِ صَبحتُه

بمُعَصفرِ الناجودِ يَنضَحُ عَندَما

وأغنَّ دَافعتُ الهَوى بوصالِه

وشَقِيتُ في حُبِّيه كيما أنعَما

يُنمَى العَفافُ إليَّ مُغترِباً كما

يُنمَى السماحُ إلى الأمير إذا انتمَى

الآنَ جنَّبني الزمانُ أذاتَه

وأعاد لي بُؤسي الحوادثَ أَنعُمَا

بأغرَّ يمنَحُني السَّبيكَ المُقتَني

كرَماً وأمنحُه الحَبيكَ المُعلَما

وقَريبِ مَجنَى العُرفِ إلاّ أَنَّه

تَرمي به الهِمَّاتُ أَبعدَ مُرتمَى

تَعتَدُّ نَجدتَه عَدِيٌّ عُدَّةً

وتخالُه صِيدُ الأَراقمِ أرقَما

كالغَيثِ يُحيي إن هَمى والسيلُ يُر

دي إن طمَى والدهرُ يُصمي إنَ رمَى

شَتَّى الخِلالِ يروحُ إما سالباً

نِعَمَ العِدا قَسراً وإما مُنعِما

مثلُ الشِّهابِ أصابَ فجَّاً معشِباً

بحريقِه وأضاءَ فجَّاً مُظلِماً

او كالغَمامِ الجَونِ إن بعثَ الحَيا

احيا وإن بعثَ الصَّواعِقَ أضرَما

أو كالحُسام إذا تبسَّمَ مَتنُه

عَبَسَ الرَّدى في حَدِّهِ فتجهَّما

كَلِفٌ بِدُرِّ الحَمدِ يَبرُمُ سِلكَه

حتَّى يُرى عِقداً عليه منظَّما

ويُلِمُّ مِن شَعَثِ العُلى بشَمائلٍ

أحلَى من اللَّعَسِ المُمنَّع واللَّمَى

وفصاحةٍ لو أنَّه ناجَى بها

سَحبانَ أو قُسَّ الفَصاحةِ أفحَما

لفظٌ يُريك بديعُه حَلْيَ الدُّمَى

طَلقاً ونُوَّارَ الرُّبَا مُتبسِّما

يُصغَى إليه مع الظَّما فكأنَّما

يُسقَى به صَرفُ المُدامِ على الظَّما

كم مطلْبٍ قَصُرَت يدي عن نَيلِه

فجعلتُه سبباً إليه وسُلَّما

لولاه لم أمدُد بعارفةٍ يداً

تَندَىولم أَفْغَرْ بقافيةٍ فَما

لا يَخطُبنَّ إليَّ حَلْيَ مَدائحي

أَحَدٌ فقد وجَدَ السِّوارُ المِعصمَا

تلكَ المكارِمُ لا أرَى مُتأخِّراً

أولى بها منه ولا مُتقدِّما

عفوٌ أظلَّ ذوي الجرائمِ ظِلُّه

حتَّى لقَد حسدَ المُطيعُ المُجرِما

وندىً إذا استمطرتَ عارضَ مُزنِه

حنَّ الحَيا الرِّبعيُّ فيه وأَرزَما

وَلرُبَّ يومٍ لا تزالُ جِيادُه

تَطأُ الوَشيجَ مُخضَّباً ومُحطَّما

معقودةٌ غُرَرُ الجيادِ لنَقعِه

وحُجولُها مما يخوضُ به الدِّما

يلقاك من وَضَحِ الحديدِ مُوَضَّحاً

طَوراً ومن رهَجِ السَّنابكِ أدهَما

وتُريك في عَبَثِ الصِّبا آياتُه

طَيراً على أمواجِ بحرٍ حُوَّما

أقدمتَ تَفترِسُ الفوارسَ جُرأةً

فيه وقد هاب الرَّدَى أن يُقدِما

والنَّدبُ من لَقِيَ الأسنَّةَ سافراً

وثَنى الأعنَّةَ بالعَجاجِ مُلَثَّما

إسلَم أبا الهيجاءِ للشرفِ الذي

نَجَمَت عُلاك به فكانَت أنجُما

وَالْقَ الهوَى غضَّاً بفِطرِك والمُنى

مجموعةً لك والسُّرور مُتمَّما

حتى تُريك أبا العلاءِ خِلالُه

كأبي العَلاء نجابةً وتكرُّما

قد كنتُ ألقَى الدهرَ أعزلَ خاسِراً

فَلقِيتُه بكَ صائلاً مُستَلئِما

ما عُذرُ من بَسطَتْ يمينُك كفَّه

ألاَّ ينالَ بها السُّها والمِرْزَما

أنتَ السماءُ فَمَن جذبتَ بضَبعِه

كان الورى أرضاً وكان لهم سَما

شرح ومعاني كلمات قصيدة أخلق بغائب رشده أن يقدما

قصيدة أخلق بغائب رشده أن يقدما لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي