أخطب هوى بالنيرات من العلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أخطب هوى بالنيرات من العلا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة أخطب هوى بالنيرات من العلا لـ ابن فركون

أخَطْبٌ هوى بالنّيراتِ من العُلا

وبُشْرى بها وجْهُ الزّمانِ تهلّلا

قضى نحبَهُ موْلى المُلوكِ وأعمَلتْ

ركائِبُهُ حتّى المَعادِ ترحّلا

وفازَ ابنُهُ الأرضَى وحافظُ عهدِه

بما حازهُ من مُلْكِ آبائِهِ الأُلى

على صغَرِ السّنّ استقلَّ برُتبةٍ

تحمّلَ من أعْبائِها ما تحمَّلا

لقد كانَ صُبْحُ اليومِ أغْبَرَ داجياً

فعادَ بمن أبْقَى أغَرَّ محَجَّلا

فإن غابَ نورُ البدْرِ أو منعَ الحَيا

نداهُ فهذا البحْرُ والفجْرُ يُجْتَلى

وإنْ غرُبَ النجْمُ الذي كان يُهْتدَى

بهِ فمُحيّا الصُبْحِ قد لاحَ مُقْبِلا

وإنْ صوّحَ المرْعَى وخفّ قطينُه

فهذا هوَ الروضُ الذي راقَ مُجْتَلى

وإنْ كان وادِي النّيلِ جفّ مَعينُهُ

فهذا هوَ النّيلُ الذي يُنبتُ الكَلا

وإنْ كان ليلُ الخطْبِ من بعدِهِ دَجا

فقدْ طلعَتْ شمسُ الهِدايةِ وانجَلى

وإن كان فينا الرُّزْءُ قد جلّ موْقِعاً

فهذا الذي جَلّى دُجاهُ بما جلا

وإن ضلّتَ الأيامُ قصْدَ سَبيلها

فخُذْ للهُدَى منهُ سبيلاً مُوصَّلا

أحَقاً ثَوى تحْتَ الثَّرى ملِكُ الوَرى

وأوْرَدَهُ المِقْدارُ للحتْفِ منْهَلا

ومَن راقَ منهُ العِلمُ والحِلمُ والتُقى

ومَنْ أسْبَغَ النُعْمى عليْنا وأجْزَلا

ومَن سدَلَ السّتْرَ الجميلَ تفضُّلاً

ومدّ علينا منهُ سِجفاً مُظَلَّلا

إذا لجأ الدّينُ الحنيفُ لنصْرِهِ

رأى رأيَهُ كهْفاً مَنيعاً وموْئِلا

إذا ضعْضَعَ الأيامَ واقِعُ حادِثٍ

رَسا علَماً فوقَ الكواكِبِ قد عَلا

إذا عزّ خطْبٌ أو تفاقمَ مُعضِلٌ

وجدْناهُ رُكْناً مستقِلاً وموئِلا

أيوسُفُ هلْ من عَطْفةٍ تُرتَجى لأن

يَنال بك الإسْلامُ ما كان أمَّلا

فإنْ لاحَ نورُ البدْرِ واسترسَلَ الحَيا

غَدا كفُّهُ أنْدى ومَرْآهُ أجْمَلا

سيبلُغُ في حرْبِ العِدى كُلَّ غايةٍ

يُرى القدَرُ الجاري بهِ متكفّلا

كأنّي به قد أرسلَ الخيْلَ في الوَغى

فأوْرَدَها بحْرَ النّجيعِ وأنْهَلا

كأنّي به ماضي العزيمةِ في العِدى

إذا خفّتِ الخيْلُ انثِناءً تمهّلا

كأنّي به والبيضُ تخطُبُ فيهمُ

بفصْلِ خِطابٍ حيثُ طبَّقْنَ مَفْصِلا

كأنّي به والحربُ ترفَعُ دونَه

عوامِلَ قد أضحى لها النّصْرُ مُعْمِلا

تَرى وجْهَهُ طلْقَ الأسرّةِ كلّما

أفادَ العَطايا باسِماً متهلِّلا

يخفُّ إليْهِ الوفْدُ في طَلَبِ النّدى

فيرْجِعُ ممْلوءَ الحقائِبِ مُثْقَلا

وجادَ لأهْلِ العِلمِ عزَّ جَنابُهُمْ

فلا عملٌ إلا غَدا مُتَقَبَّلا

وجدّد في آلِ النبيّ مَراسِماً

بها أحْرزَ المجْدَ الرّفيعَ المؤَثّلا

وصابَحَ أعْلامَ الجهادِ برفْدِه

فأصْبَحَ غيثاً في البَسيطةِ مُرْسَلا

وهذي الرّعايا قد رَعاها تلطّفاً

فما أخْصَبَ المرْعى وما أبدَعَ الكَلا

حَبا بالعَطايا والكُسا أوْلياءهُ

فأوْرَدَهُمْ بحْرَ المكارمِ سَلْسَلا

وحلّوا بها النّادي فما زهَرُ الرُبى

بأبْدَعَ منها في العيونِ وأجْمَلا

وأمْطى من الغرّ الجِيادِ سوابِقاً

محاسِنُها تستوقِفُ المتأمّلا

فأرْسَلَ مرْتاحاً وأهْدى مجَلّياً

وأمَّن مرْتاعاً وحَلّى مُعَطَّلا

فهاهُمْ لدَيْهِ شاكِرينَ لنعمَةٍ

أحَلّتْهُمُ دوْحَ المُنى مُتهدّلا

وحيّوْا من المَوْلى الإمامِ محمدٍ

كريماً حَليماً منْعِماً مُتفضِّلا

أمولايَ مولانا أبوكَ أنالني

من العزّ ما سامَ النّجومَ تنزُّلا

وأوْلى من النّعْماءِ ما كان عاقِداً

عليّ به عقدَ الولاءِ مُسجَّلا

وجرّرْتُ ذيْلَ العُجْبِ إذ كنتُ عندَهُ

أباهي بأمْداحي جَريراً وأخطَلا

ولو كان يُفْدى بالنفوسِ وسابَقَتْ

لتَلْقى المَنايا دونَهُ كنتُ أوّلا

وأنتَ ابنُهُ الأرضَى ووارِثُ مُلكِهِ

سقيْتَ رياضَ الفكْرِ مني فأخْضَلا

وقد كان مرْعى النّظْمِ عندي مُصوِّحاً

فروّيْتَهُ من بعدِما كان أمْحَلا

وأوْلَيتني النّعْمى التي جلّ قدْرُها

وألبَسْتَني الأثْوابَ رائقةَ الحُلا

وطوّقْتَني طوْقَ الحَمامِ فكيفَ لا

أجيدُ هَديلاً فوقَ دوْحٍ تهدّلا

أوارِثَ أنصارِ النّبيِّ وصحْبِهِ

ومَنْ بهِمُ الدّينُ الحنيفُ تجمّلا

بماذا عَسى أثني على قومكَ الأُلى

وقد وردَ القرآنُ فيهم مفصّلا

ولكنّني أُبْدي نظامِي قلادةً

تُريكَ من الألفاظِ دُرّاً مفَصَّلا

فلازِلتَ منصوراً رَشيداً مؤيّداً

عليّاً رضيّاً واثِقاً متوكِّلا

ونحنُ عبيدُ الناصِرِ الملكِ الرّضَى

أبيكَ الذي والَى الجَميلَ وأفضَلا

وأنتَ هوَ السّتْرُ الذي فاء ظلُّهُ

فلا زالَ سِتْر اللهِ فوقَكَ مُسْبَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أخطب هوى بالنيرات من العلا

قصيدة أخطب هوى بالنيرات من العلا لـ ابن فركون وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي