أحبك وأقفل القوس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أحبك وأقفل القوس لـ نزار قباني

1
لا أستطيع أن أحبك أكثر ..
لقد كتبتك بالخط الكوفي
على أساور الحَمَام
و أباريق النحاس الدمشقي
وقناديل السيدة زينب
وجوامع الآستانة
وقباب غرناطة
وعلى الصفحة الأولى من نشيد الإنشاد .
وأقفلت القوس …

2
أنت عادة كتابية لا شفاء منها .
عادة احتلال ، وتملك ، واستيطان .
عادة فتح ، وفتك ، وبربرية .
أنت عادة مُشَرِّشَة في لحم كلماتي .
فإما أن تسافري أنت ..
وإما أن أسافر أنا..
و إما أن تسافر الكتابة ..

3
جمالك ..
يحرض ذاكرتي الثقافية .
ويكهرب كل شيء ..
يكهرب لغتي ..
و أصابعي ..
وجسد الورقة البيضاء ..

4
جمالك ..
يشعل البروق في أثاث غرفتي
وشراشف سريري ..
ويربط أسلاك الرجولة
بيني وبين نون النسوة ..
و تاءات التأنيث ..
فكيف أتحاشاك يا امرأة ..
حتى القبح إذا اقترب منك
يصبح جميلاً ..

5
أنت اللغة التي
يتغير عدد أحرفها ، كل يوم .
وتتغير جذورها ..
ومشتقاتها ..
وطريقة إعرابها..
كل يوم …

6
أنت الكتابة السرية
التي لا يعرفها
إلا الراسخون في العشق ..
أنت الكلام الذي يغير في كل لحظة
كلامه …

7
كل نهار ،
أتعلمك عن ظهر قلب .
تعلم خرائط أنوثتك ..
وسيراميك خصرك ..
وموسيقى يديك ..
وجميع أسمائك الحسنى
عن ظهر قلب …

8
كل صباح أدرسك
كما أدرس تفاصيل الوردة ..
ورقة .. ورقة ..
تويجاً … تويجاًً ..
وأذاكرك كما أذاكر
كونشيرتو البيانو لموزارت
أو قصيدة غزل
من العصر العباسي …

9
أيتها المرأة المجنونة بأنوثتها
كفطيرة العسل .
و المعجونة بدم قصائدي
ودم شهواتي .
يا امرأة الدهشة المستمرة
يا التي بداياتها تلغي نهاياتها
وأولها يلغي آخرها ..
وشفتها السفلى
تأكل شفتها العليا..

10
أيتها المرأة
التي تتركني معلقاً
بين الهاوية والهاوية ..
أيتها المرأة – المأزق
أيتها المرأة – الدراما
أيتها المرأة – الجنون
أخاف أن أحبك ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي